الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


منذ زمن بعيد والانتصارات التي يحققها الجيش العراقي والقوات الأمنية المتجحفلة معه وقوات الحشد الشعبي ومتطوعي العشائر و قوات البيشمركة وكل القوى الغيورة التي نذرت نفسها لتحرير العراق من هذه الشرذمة القذرة التي شذت عن الإسلام والخط الإنساني عامة فهتكت الأعراض وانتهكت المحرمات من قتل وسلب واغتصاب ونهب وتهجير وتكفير ، ولكن هذه الانتصارات العظيمة لم تكن لتكتمل فرحتها بالنسبة للنازحين المهجرين الذين لم يستطيعوا حتى الآن العودة إلى مناطقهم بسبب الدمار الكبير الذي حل بها بسبب عمليات التحرير الحربية العنيفة ، وبسبب الإهمال الحكومي المستمر تستمر معاناة النازحين الذين يعانون ظروفا إنسانية قاسية للغاية بسبب ضعف الخدمات في مخيمات النزوح التي لا تتوفر فيها أي من الشروط الصحية بل الإنسانية حيث الأجواء الحارة الخانقة التي لا يطيقها من لزموا بيوتهم المكيفة فكيف بمن يسكنون الخيام التي لا تكاد تصد أشعة الشمس الحارقة ، ومع أن بعض المحافظات التي تم تحريرها من سطوة داعش الإجرامي لم تتضرر كثيرا بالعمليات الحربية إلا أنها حتى ألان تتردد في إدخال العوائل النازحة إليها من جديد بحجج أمنية وحجج أخرى ، ونحن نعلم بلا شك أن الوضع المالي للحكومة في الوقت الراهن يمر بأسوأ حالاته نتيجة انخفاض أسعار النفط المستمر منذ أشهر عدة ، والتكلفة العالية للحرب ضد الإرهاب التي تستنزف الكثير من الموازنة العامة للبلد ، ومع علمنا أن الأمور ليست سهلة كما نتصور لكننا نذكر الحكومة أن اعمار المناطق المحررة ضروري جدا لتحقيق المصالحة الوطنية مع أبناء تلك المناطق وليس هناك شريحة تتقدم على شريحة النازحين في وجوب تحقيق المصالحة معها فهي الشريحة الأكبر والأشد تضررا من بين كل الشرائح الأخرى الموضوعة على قائمة الأولويات لدى المسئولين عن هذا الملف المهم والشائك ، لأننا يجب أن نعلم أن إعادة اعمار المناطق المحررة لن يعيد كل شيء إلى نصابه الأول ولن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء ولن يرجع الزمن إلى الماضي قبل أن تحل الكارثة بهم ، فهل يعيد الاعمار أرواح الذين استشهدوا ؟ أو أعراض اللواتي اغتصبن على أيدي الآثمين المجرمين ؟ أم هل سيعيد الإعمار صفاء البال وهدوء الخاطر الذي فقدوه إبان عاصفة التهجير الهوجاء ؟ أم هل سينسيهم الإعمار تلك الفترة المظلمة في حياتهم التي قضوها في مخيمات الضياع " مخيمات النزوح " ؟ وما أكثر الكوارث المادية والنفسية التي مني بها أولئك النازحون ! ؟ وهل يظنن احد أن مجرد اعمار مناطقهم المدمرة سيعيد إليهم ما فقدوا من أغلى ما يمتلكون ؟ بالتأكيد كلا .. لكن إعادة إعمار مناطقهم المحررة سيمثل الكثير بالنسبة إليهم فهو على الاقل يرجع ويزرع شيئا من الثقة المفقودة بينهم وبين الحكومة ويسهم ولو قليلا في تهيئة أجواء صحية لمصالحة حقيقية ، وإن كنا قد أوضحنا سابقا أن المصالحة الفعلية لا تكون ألا بين المختصمين والخصوم الفعليين الذين يجب أن تكون المصالحة بينهم ، و هم أعضاء الحكومة والسياسيون المتنفذون وعلى الجانب الآخر المتضررون من الحكومة السابقة للاحتلال ، فليس الخلاف والخصام بين السنة والشيعة ولا بين العرب والكرد ، لكننا مصرون على أن لا نسمي الأسماء بمسمياتها ونبتعد وسعنا عن الشبهة التي تنال كل من يقول الحقيقة هذه الأيام ، لكن الإعمار يجب أن يبدأ في هذه المناطق لأنها خربت بسبب تقصير الحكومة في حمايتها من الإرهاب ولا بد للحكومة أن تكون شجاعة وتعترف بتقصيرها وتتحمل المسئولية بتجرد وشجاعة الفرسان النبلاء ، لكي تفتح صفحة جديدة مع المواطن العراقي معتمدة على الصراحة والنزاهة والوضوح مبدأ للعمل معا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا