الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن

عمار عرب

2015 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية




قال لي : هل تنادي بحل تشاركي بين الموالاة والمعارضة بسوريا بعد سقوط حوالي مليون قتيل
قلت له : نعم لأنني لا أرغب برؤية المليون قتيل يصبحون مليونين وثلاثة ...و لا أرغب برؤية الخمسة ملايين لاجئ يصبحون عشرة ملايين ...ولو انقذنا طفلا واحدا من الموت واللجوء وحمينا البلد من الانهيار التام الغير قابل للعودة لكفاني ذلك

قال لي : أنا موافق بشرط تنحي رأس النظام
فقلت له : حجم رغباتك الشخصية في هذه القضية بل حجم رغبات قيادات المعارضة والنظام مجتمعين نسبة لرغبات الدول الإقليمية والمجتمع الدولي هي كحجم جرم او كوكب صغير ضئيل نسبة لحجم هذا الكون السحيق المترامي الأطراف ...أي أن حجم رغباتك ورغبات جماعتك بالمنطق الرياضي يتناهى إلى الصفر !

قال لي : فلم نتفاوض مع النظام اذا ان لم يكن لنا رغبات مستقلة
قلت له : قبل أن تتفاوضوا عليكم أن تعودوا لمموليكم ورعاتكم الرسميين في السعودية و تحصلوا على الموافقة أو تقوموا بما قام به ياسر عرفات رحمه الله حيث قاتل بشرف كل من حاول سرقة واغتصاب القرار الفلسطيني من قبل الدول الإقليمية دفاعا عن استقلال القرار الفلسطيني ..وعندها فقط تصبحون معارضة شريفة
وكذلك على النظام أن يفعل نفس الشيء مع الرعاة الرسميين في طهران و روسيا .. وإلا بقيتم مجرد بيادق حمقاء لا إرادة لها في لعبة شطرنج دولية ...وبرأيي ستبقون حجارة شطرنج حتى نهاية البلد ..
فلم اعرف حربا بحقد طائفي انتهت دون أن تنهي معها كل حلم بالسلام ..

قال لي : وأين الثورة من كل ذلك
قلت له : خطفها غراب بدوي يضع على رأسه غطرة مبرقعة باللونين الأحمر والأبيض بعد وقت يسير على اشتعالها ثم طار بها إلى بلد الظلام ...كما طار بثورات بلاد أخرى كانت حلما عربيا جميلا لفترة لا بأس بها ...

قال لي : الا تعتقد بوجود ثوار شرفاء لازالوا يحاربون لإقامة بلد ديمقراطي مدني حقيقي لكل ابناءه
قلت له : طبعا ولكنهم أصبحوا قلة قليلة لا تجرؤ على البوح بمكنونات نفسها حفاظا على وحدة رأسهم مع جسدهم بعد أن حاربوا طويلا طواحين الهواء لوحدهم ..بل تركوا وحدهم عن قصد وعن سابق إنذار وترصد من قبل تجار الثورات ...حتى استشهدوا أو هربوا بعائلاتهم بحثا عن الأمن والكرامة في بلاد الله الواسعة ...فبقي قلة قليلة تتناهى أيضا إلى الصفر وما تبقى على الأرض حاليا هم وحوش طائفية كاسرة امتلأت حقدا وغلا وتكفيرا

قال لي : ألا ترى أملا في الأفق ؟
فقلت له : نعم ...عندما يفني الطائفيون بعضهم و يقرر قادة دوليون شجعان أن هذه البقعة من العالم يجب أن تستقر فعندها سيعود ربما عشرات الآلاف من السوريين اللاجئين في أوروبا من الأجيال القادمة ممن تعلموا في بلاد النور الاسلام العملي الحقيقي الرحماني ورضعوا معاني وقيم الديمقراطية والحرية والكرامة و العدالة والمساواة والعلمانية والمواطنة وحقوق الانسان واحترام القانون ليبنوا بلدهم الأم وحتى ذلك الوقت ...
تصبحون على وطن ....

د. عمارعرب 22. 07.2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد