الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيضاف شهر اغسطس إلى ذاكرة الشعب؟

فانينج وليم

2015 / 7 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


* أحتل شهر أغسطس مكاناً في ذاكرة الشعب الجنوب سوداني نتيجةً لتضحيات التي قُدمتها الثوار في الثورة الأولى التي قامت ضد الحكومات السودانية المتعاقبة على حكم الشعب السوداني حينذاك، وكذلك ضد سياسات التهميش التي مُورست ضد الشعب الجنوبي، من تهميش اقتصادي،واجتماعي وثقافي، سياسي، تلكم الاشياء قادت الثوار حنئذاك الى اطلاق الشرارة الاولى للثورة في الثامن عشر من اغسطس عام (1955)، وكانت نقطة البداية لمشوار التحرر للشعب الجنوبي، ومن ثم استمرت من بعدها ثورة مايو من عام (1983) التي قادتها الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل دكتور "جون قرنق دي مبيور"، وانتهت بتوقيع على اتفاقية السلام الشامل التي بموجبها نال الشعب الجنوب سوداني استقلاله من دولة السودان.
*وضعت الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق افريقيا (ايغاد) اطار زمني لتوقيع اتفاقية السلام، وتم تحديد يوم الـ(17) من اغسطس موعدا للتوقيع. وهذا الشهر بنسبة لنا نحن الشعب الجنوبي نعتبره شهر مقدس، لانه يذكرنا بنقطة البداية للثورة الاولى كما ذكرته آنفاً،لكن ما لا اعرفه حتى الان هو هل سيضاف اغسطس من عام(2015) الى ذاكرتنا كما كان اغسطس (1955)؟ هذا السؤال ستجيب عليه طرفي الصراع اما باضافة مما يعني "توقيع على اتفاق في الوقت المحدد"، او عدم اضافة مما يعني "عدم التوقيع على اتفاق"، في الحالة الاولى سنشكر طرفا الصراع على توقيعهما على اتفاق، لانه بذلك سيكونان قد احتراما هذا الشهر المقدس لنا و اوقفا نزيف الدم بالبلاد ، اما في الحالة الثانية سيكونان قد اكدا لنا انهما لا يحتراما الايام والاشهر المقدسة لدى الشعب الجنوبي، ولا يحتراما الشهداء الذين سفكوا دماءهم من اجل هذا الوطن.
* اعتقد ان امام الحركة الشعبية لتحرير السودان (الحزب الحاكم) والحركة الشعبية لتحرير السودان (في المعارضة ) فرصة لانهاء هذه الحرب اللعينة اذا وضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهما، لان نقاط الخلاف وفقاً للمقترح الاخير تمثل نسبة ضئيلة جداً مقارنةً مع نقاط الخلاف منذ البداية المفاوضات، فنقاط الخلاف المتمثلة في اعطاء الحركة في المعارضة نسبة (53%) في اقليم اعالى النيل الكبرى (الوحدة ، جونقلي، اعالى النيل) دون بعض الولايات الاخرى ،مقابل (33%) للحكومة في تلك الولايات مع التمثيل الكامل في بقية الولايات دون المعارضة المسلحة ، اذ ترى الحكومة ان اعطاء المعارضة (53%) في أقليم أعالى الكبرى دون الولايات الآخرى يعني تكريس للأقلمة، وهذا ما قد نتفق فيه مع الحكومة، واعتقد حتى المعارضة في حد ذاتها رافضة لفكرة عدم تمثيلها في بعض الولايات اذاً هنا نقطة اتفاق ممكن ان تعالج بها النسب المئوية وتوزيعها في الولايات العشرة اذا كان بالتساوي او باعطاء الحكومة او المعارضة نسب متفاوت في بعض الولايات،اما مسالة الجيشين، لا اعتقد ان هذه النقطة ممكن ان تكون محل خلاف دون ان تجد حل، إلأ اذا كان طرفي الصراع ليس لديهما إرادة سياسية لطي ملف الحرب، لاننا اذا قارننا فرضية وجود جيشين لمدة (18) شهر من بعد ذلك يتم دمجهما في جيش واحد، مع استمرار الحرب، سنجد انه من الأفضل قبول فرضية الجيشين طالما أنها ستخمد نيران الحرب التي افتكت بنسيجنا الاجتماعي.
* في خاتمة هذه السطور نتمنى ان يضع طرفي الصراع مصلحة البلاد والشعب فوق مصالحهم الذاتية، حتى لا يخونوا آمال الشعب الجنوبي والمجتمع الدولي والاقليمي في (17) اغسطس الفترة المحددة للتوقيع على اتفاقية السلام، كما نتمنى ان يضاف هذا التاريخ الى التواريخ الموجودة في ذاكرة الشعب الجنوبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي