الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنبتون يهددون الثورة

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أهل الغربة ينـتابهم الحنين الى الوطن. هكذا الامور بعكـسها تـتوضح. داخل الوطن هناك ارتباط بالوطن لكنه لا يتجلى إلا في اوقات المحن حين يتملكنا الخوف من فقـدانه. من هنا تـتأتى اشكالية الاسلاميـين و التجمعيـين و الارهاب و خبر انشاء قاعدة امريكية في تونس و الزيارة غير المرغوب فيها شعبيا للرئيس الفرنسي السابق "ساركوزي" الى تونس، و لحراك شعب المواطنين الذي يشتغل على اشعال الحرائق بصيغة الحق او بعضه او متوهمه الذي يراد به الباطل. من هنا كذلك نستـشعر ارادة قـتل الثورة و قـتل تمتعنا بأرضنا و وطننا بتصاعد المافيا من جديد و تحكم الحفنة الخفية التي اشترت بالمال السياسيـين الاجراء عند هذا و ذاك.. لكن ما أصل هذا الحنين و الارتباط بمسقط الراس؟
يبدو الانسان كشجرة نابتة في بقعة ما في الارض. الفارق ان الشجرة ثابتة في مسقط رأسها لذلك تـشبه بها الانسان. و انك تجد العراقي يتـفاخر بشجرة النخيل و يأخذ منها وقوفها و صمودها امام الرياح العاتية. من هنا وجدت اشجار مباركة في القرآن كالتين و الزيتون. لهذا السبب نعـشق الشجر اضافة الى ما تـقدمه لنا من ثمار و لون اخضر جميل و كميات من الاوكسجين. و ربما يكمن الحل الجذري للمناطق الصحراوية و المتصحرة في استـنبات الشجر فيها، فالشجرة تلطف الاجواء في الطبيعة و تلطف الاجواء النفسية للإنسان...
من هنا و هناك يعشق الانسان ان يكون شجرة جذورها في الارض و اغصانها في السماء. الشجرة تعبـير عن ازدواجية التركيـبة الانسانية ما بين أديم الارض و السماء..
من هنا كان التعبير الشعوري الامثل في الارتباط بالأم، ذاك ان الرحم بقدر ما يمثل من منطقة شعورية في ظلمات النفس، بقدر ما يحقـق استمراريته الشعورية الغامضة في الصيرورة البشرية من الولادة الى الموت. يكبر عبر رائحة الام و الارض فمنهما يولد و اليهما يعود ماديا و شعوريا لذلك خلق الانسان للقبر حياة منذ الفراعنة و الاغريق الى اليوم. تلك الرائحة التي توطن الانسان في مسقط رأسه، في أرضه..
و من هنا ، كانت لعنات الحياة و كوارثها و احزانها الكبرى تعود الى من يبعدنا عن ارضنا سواء غصبا او باختيار اضطراري. انه من يريد اقـتلاعنا من الرحم و الرائحة الاصيلة و الراحة الشعورية الصميمية. من هنا تـتأسس قيم الوطنية. قيم تبني لذاك الشعور الصميمي ابعادا وجودية و فكرية و سياسية...
من هنا، تبا للمنبتين عن ارضهم. تبا لبائعي اوطانهم. تبا للمنبت الضعيف امام الاجنبي و الاعـشاب الضارة. و يا ويل الوطن حين تعمه الاعـشاب الضارة و يا ويل من يرى فيها مراعي..
من هنا، تأسست جميع مناهج الرؤى الفكرية السياسية. المنبت الذي يقول عن الاصيل رومنسي. المنبتون عادوا ليفتـكوا منا ارضنا و ليفـسدوا علينا نكهة الثورة...
و من هنا، فالثورة ما هي إلا استعادة الارتباط بالأرض. استعادة امتلاكنا لأنفـسنا و لأرضنا التي وجدناها تـفـتك منا. الامتلاك هنا ليس عينيا فقط، بل اعظم من ذلك بكثير. انه امتلاك شعوري. امتلاك السير حرا في وطني الحر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ