الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتاتورية بشخص او عدة اشخاص

عدنان جواد

2015 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتاتورية بشخص واحد أو عدة اشخاص
سابقا كنا نتصور إن الصنمية مجرد رأي لبعض الكتاب، لكن أثبتت التجارب إن عبادة الأشخاص نابعة من التاريخ القديم، عندما كان الحاكم يدعي انه يستمد سلطته من الله وانه امتداد لظله على أرضه.
ربما حدثت تلك الصنمية في بعض الدول الغربية كألمانيا عندما اندفع الألمان بحروب احتلوا فيها العالم بإتباعهم شخص ، صحيح انه تم اختياره بالانتخابات لكنه تحول إلى دكتاتور، فكل من يخالفه يقتل، والكثير من زعماء الدول الاشتراكية كستالين، أو زعماء الدول الانكلوسكسونية ك تشرشل وديغول وغيرهم، لكن الذي دفع الثمن الشعوب المغلوبة على أمرها، وفي نهاية المطاف وعت الشعوب لمخاطر الحروب، فاهتمت بالحرية وحقوق الإنسان واحترام القانون فأصبحت دول متقدمة ومتحضرة، وأصبح الحاكم أو الرئيس أو رئيس الوزراء كخادم لمواطنيه وليس كمتسلط عليهم، فهو يعامل أفراد شعبه مثل ما يعامل أفراد عائلته.
لقد مررنا بمرحلة الدكتاتورية حينما كان الدكتاتور يرسل الملايين للحروب ويمارس تكميم الأفواه، ويملي السجون بالأبرياء من معارضيه، والعجيب أن الجميع كان يصفق له، ويفديه بروحه ودمه وهو ثالث ثلاثة بعد الله والوطن.
حدث التغيير بغض النظر في كيف حدث وهل هو احتلال أو تحرير، لكن المستغرب أصبح الجميع معارضين، واغلب الشعب سجناء سياسيين!!، وان المظلومين هم الذين خرجوا من العراق، والتساؤل أين ذهب الرفاق والوكلاء والحرس الخاص وأين الملايين التي تصفق للرئيس صباحا ومساءا؟.
غير البعض لونه وجلده كالسحلية الصحراوية، فانتمى للأحزاب السياسية الحالية التي تدعي إنها ديمقراطية وإنها وصلت إلى السلطة عن طريق الانتخابات، وان شعارها وهدفها التخلص من الدكتاتورية وآثارها وإنهاء مظاهر التسلط والاستبداد، وإعطاء الحقوق لأصحابها، والهدف هو التطوير في جميع الجوانب.
في البداية صدق الناس الكلام الجميل والخطاب المثالي، لكن وبعد مرور السنوات استمر القتل، وهذه المرة لحروب داخلية طائفية، وفقدان الأمن والعمل والاستقرار وزيادة طوابير الأرامل والأيتام، واستشهاد أبناء الطبقة الفقيرة بدعوى الدفاع عن الوطن والعملية السياسية الجديدة، كما مات أجدادهم في الحروب السابقة بشعارات وطنية وقومية مماثلة.
إن الذي حصل هو تحول الحكم من حكم الفرد إلى حكم زعماء الأحزاب والكتل، وبدل من صدام واحد إلى عدة صداد يم، فلكل حزب من الأحزاب الحاكمة قائد ضرورة لايمكن الاستغناء عنه أو استبداله إلا بموته، وعندما يموت ربما يخلفه ابنه، وانه كسابقه لديه تلفزيون خاص به يبث صوره وخطاباته على مدار الساعة، وحماية وقطعان من البشر تعبده حد ألتاليه لأنه مصدر رزقهم، فاغلب زعماء الأحزاب الإسلامية والعلمانية والقومية ومنذ التغيير ولحد الآن هل تغير احد منهم؟! فهذا البر زاني وكيف يستقتل من اجل الا حتفاظ برئاسة الإقليم وكأنها وراثة، فكيف يتم تطبيق الديمقراطية وهؤلاء الزعماء يحكمون أحزابهم بطريقة دكتاتورية؟!
الفرق الوحيد بين القائد الأوحد والقادة الجدد، هو حرية ممارسة الطقوس الدينية ، والسماح بالزيارة ودعم المواكب الحسينية، وحرية السب والشتم للحكومة ورئيسها وقائدها الأعلى، وتحول النهج في الوصول إلى السلطة بالانتهازية وسرقة الأموال العامة وبطرق قانونية وحتى غير قانونية.
أصبح الضجر واضحا بين أبناء الشعب العراقي وخاصة في طبقة المحرومين، فالكهرباء غير متوفرة، والخدمات منعدمة والبطالة هي السائدة، والتوظيف يشمل فقط الأحزاب وأفراد عوائلهم وأقاربهم، والإرهاب منتشر يفتك بالأبرياء والقادة محصنون، وسرقة مليارات الدولارات واستثمارها من قبل الطبقة الحاكمة في الدول الغربية والعربية، بينما يعاني أغلبية الشعب العراقي من الحاجة وشظف العيش.
فينبغي القيام بثورة إصلاحية ضد الإرهاب والفساد، وترك المجاملات جانبا والعاطفية والطائفية التي استغفلونا فيها كثيرا، وطرد الفاسدين والظالمين كائن من يكونوا، وإلا سوف تبقى الدكتاتورية و نبقى نعاني ونفقد أبنائنا ونعيش عبيد وهم اباطره نتيجة لخوفنا وخنوعنا وعدم توحدنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب