الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعث ,دعوة.. سلوك وملامح وسحنة لكنّ -العزق- يختلف

طلال الصالحي

2015 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الجميع متشابهون في كل شيء ..لا زلت أذكر بعض وجوه أعضاء حزب البعث بداية مشوار مسؤوليّاتهم الإدارية والخدميّة في البلد عقب أيّام قلائل من ثورتهم "البيضاء" فلا أجد فرقًا مع أعضاء اليوم.. المرء أحيانًا تصادفه مواقف معيّنة تدفع ذاكرته استعادة صور قديمة وبأسرع من لمح البصر, أجدها هي هي ذات الوجوه القديمة لم يتبدّل فيها شيء سوى "الانتماء" تكرار لنفس ملامح ولنفس قسمات الوجوه ,تبدو أكثر وضوحًا والدعويّين اليوم يتسنّمون نفس المهام التي كانت على عاتق البعثيين.. ذلك على مستوى التعاطي بينهم وبين الناس كبداية حكم غير أنّ الفرق بين هؤلاء وأولئك أنّ البعثيّون لم ينكر أحد احتواء تنظيمهم مستويات جيّدة في اختصاصات كثيرة منفتحة على العالم ساعدهم علمانيّة التنظيم وإن بخصوصّيّة, علاوةً على مستويات أخرى متقدّمة جمعت بين الخبرة الاداريّة والعلميّة والعسكريّة والأكاديميّة بمختلف المستويات بفارق عن حكمهم 1963 ولذلك استطاعوا بفترات قياسيّة إشادة و"تكملة" مشاريع البناء على مختلف المستويات منها امتدادها لفترات حكم سابقة خطّط لها زمن عبد الكريم قاسم وما قبله ساعدهم قفزة أسعار النفط 1973 عقب فظّ حصار نفط العراق وقطع الامدادات النفطيّة بحرب "أكتوبر" ,علاوةً على الأفواج الّذين انتموا للحزب "بعد الثورة" ما زاد بكثير أعداد عضويّة الحزب سهّل ذلك الانفتاح الاقتصادي الّذي شهده العراق أيّامها بمختلف الوظائف مدنيّة وأمنيّة من أدنى فصاعدًا وبكلّ ما له علاقة مباشرة بقضايا الناس ,لكنّنا لو نحّينا جانبًا ظواهر الفساد العميق من مشاريع وهميّة ورشاوي وكلّ ما حصل بعد الغزو طيلة 12 سنة تحت دكتاتوريّة الدعوة, إلّا أنّ التشابه في السلوك الخاص اليوم متطابق مع الأمس بداية حكم البعث ؛سحن سمراء قساوة في الملامح حدّة في التعاطي غلظة في الطباع فضاضة خبرات تحت الصفر ,طوّر البعثيّون أنفسهم لعدّة عوامل ذكرنا أغلبها ,لكن الدعويّين جلّ قادتهم فشلوا في التعاطي الدبلوماسي والبروتوكولي داخليًّا وخارجيًّا, ولا زالوا يؤكّدون الفشل مع كلّ مناسبة رغم ما بذخوه من أموال الشعب على "الأناقة" في حين اشتهر على البعثيّون بدلاتهم "السفاري" البسيطة, عدى مليارات الدولارت "220" مليار دولار أرصدة ساسة وعضاء هذه الحكومة في البنوك العالميّة الييوم حسب صحيفة أميركيّة مطّلعة, المفروض تترك هذه "النعمة" آثارها المخمليّة على وجوههم الكالحة, وليس ذلك بمستغرب على فكر ماضوي, ولذا هم ,وأعني بهم بعثيّو ما بعد "الثورة البيضاء" أصبحوا ذووا تطلّعات أوليغارشيّة بعدما نقلوا الانتماء من الكتف الأيسر إلى الأيمن ليتحوّل البلد إلى كومبرادوريا بعدما اجتازوا الصرامة المحدّدة ل"مواهبهم" زمن "الكتف الأيسر".. "ثوّار تمّوز" آنذاك كانوا جميعهم بداية شبابهم يمتلؤون حيويّة وذكاء في سرعة استيعاب "الموقف" منها ارتبطت تجاربهم مبكّرًا بتجارب دول اشتراكيّة بواكير ذلك "أبو منيصير" ولذلك نجحوا في الاستثمار الأمثل للثروات الّتي تدفّقت على العراق عقب التأميم, علاوةً على تمتّع بعض قادة البعث بقراءة سريعة للمستجدّات السياسيّة رغم ما حوت من أخطاء منها قاتلة, بحكم وجود "عقل حرّ مفتوح وإن كبّل بقضايا قوميّة بعضها كانت سبب دمار العراق, نجاحهم كان حصيلة تفويد مستمرّ إلى لاتّحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكيّة, عكس الدعوة, أقصد من جاؤوا كقادة مع الاحتلال عقل معزول مأزوم بثارات دينيّة مكبّل بطاعة عمياء لقرارات غيبيّة من رغبات خارجيّة وصلوا الحكم بعدما شاخوا وشاخت تصرّفاتهم متطبّعة على الإحجام والتردّد والوسواس, "وبعد أن شاب ودّوه للكتّاب" كما نقول, لكن هناك فروقات بعضها دوليّة أعطت السابقون مالم تعطه لساسة اليوم.. فالبعثيّون أتوا في ظروف التوازن الدولي بوجود قوّتين عظميين الاتّحاد السوفييتي والولايات المتّحدة, فاستطاعوا تنفيذ برامجهم الاصلاحيّة الشاملة أنّا يأتي ساسة اليوم المكبّلون بدول الجوار وبقرارات صندوق الربا الدولي ,بمعشاره, والدليل ما ألحقه "حلفاء الكويت الأربعون" بالعراق من دمار شامل استطاع العراق بحكمّ قاعدته العلميّة العريضة الّتي امتلكها عبر تسعون عامًا إعادة إعمار البلد "منها الكهرباء أعيدت خلال اسبوعين" وباقي الإنجازات بستّة أشهر وزادوا بجسر ضخم "ذو طابقين" لا زال ماثلًا ولأمد طويل إن شاء الله.. زمن "التحرير" نستورد الفجل من إيران والباقلّاء من الأردن, ولله في خلقه شؤون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-