الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان الارهابيين والسذاجة المفرطة

كور متيوك انيار

2015 / 7 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


مع إقتراب 30 يونيو 2015م والتي تصادف الذكرى الثانية للثورة التي اطاحت بحكم الاخوان المسلمين في مصر ، وبحكم الرئيس مرسي الذي حاول أن يحول مصر الى ملكية اخوانية خالصة ، لكن الشعب المصري انتفض عليهم وزجت بهم في السجون التي هربوا منها عقب ثورة يناير ، ومع اقتراب الذكرى الثانية شهدت العاصمة المصرية القاهرة احداث مروعة هزت اركان مصر وهي حادثة اغتيال النائب العام هشام بركات في تفجير استهدف موكبه و اعقبها هجوم شنه تنظيم الدولة الاسلامية على عدة مواقع للجيش في شبه جزيرة سيناء ، حيث اسفر تلك الهجمات عن مقتل 17 عنصراً من القوات المسلحة المصرية ، ولقد اكد بيان للجيش أنهم تمكنوا من إحباط كافة مخططات الارهابيين وتصفية 100 عنصر ارهابي وتدمير 20 عربة لهم ، وفي يوم السبت 11 يوليو وقعت هجوماً ارهابياً استهدف القنصلية الايطالية .
ما يشهده مصر من اعمال ارهابية في العاصمة ومدن اخرى وخاصة سيناء هي ضريبة يدفعها الشعب المصري لانهم وقفوا في وجه الطغيان الاخواني ولقد كتبنا اثناء تولي مرسي الحكم بان الشعب المصري سيضطر للخروج مرة اخرى الى ميدان الحرية حتى تجبر مرسي على التنحي كما فعلوا مع مبارك وبالفعل خرجوا للمرة الثانية لتصويب الثورة ، فالحياة لم تكن تطاق في ظل المحاولات الاخوانية للسيطرة على كافة مفاصل البلاد ، لكن الاخوان المسلمين مثلها ومثل العديد من الحركات الاسلامية التي تنتهج الارهاب كالية لهم في البقاء او الوصول الى السلطة ، اعلنت الحرب على مصر من خلال التعاون مع العديد من الدول التي تريد تدمير مصر وتحويلها الى سوريا او العراق ، لكن مصر ليست العراق او حتى سوريا .
في كتابها خيارات صعبة تشير وزيرة الخارجية الامريكي هيلاري كلينتون الى انه في واحد من اوائل الاجتماعات التي جمعتها بمحمد مرسي الرئيس المصري في ذلك الوقت سألته ماذا ستفعل لتمنع القاعدة وغيرها من المتطرفين من تهديد استقرار مصر ، وبالتحديد في سيناء ؟ وكان رده لماذا سيفعلون ذلك ؟ نحن لدينا حكومة اسلامية الان . وتعقب كلينتون على ذلك قائلة : " أن توقع تضامن الارهابيين إما سذاجة مفرطة او شر شديد " .
لقد كان الوطن بالنسبة للأخوان رهينة ، يهددون بها الشعب المصري بأن الإطاحة بهم سيحول البلاد الى ساحة حرب ، وحتى لا تشهد البلاد ما تشهده اليوم كان ينبغي الإصغاء على مرسي ومرشده الاعلى ، ونفس التهديد اطلقه رجب طيب اردوغان الذي هزم في اخر انتخابات ليفقد اغلبيته البرلمانية التي كانت تتيح له تشكيل حكومة دون اللجوء الى الاحزاب السياسية الاخرى ، لكن اليوم لم يعد الامر كذلك فلقد اصبح الدكتاتور اردوغان في مازق حقيقي وايامه تقترب رويداً رويداً ، وقريباً سيودع الشرق الاوسط هذا الرئيس غريب الاطوار .
عقب تحويل اوراق مرسي واخرون من قادة الاخوان الى المفتي هدد وحذر اردوغان من خطورة اعدام مرسي على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ، لكن ما لم يكن في حسبان اردوغان هو أن القضاء في مصر مستقل في احكامه والسلطة التنفيذية لا تتدخل في اعمالها وكذلك الرئيس السيسي ، والامر ليس كما يفعل في تركيا حيث يقوض اجهزة الدولة تحقيقاً لاهدافه الحزبية والشخصية . المهم في الانتخابات البرلمانية التركية الاخيرة هو أن اردوغان لم يعد بإمكانه الاهتمام بمجريات الاوضاع في مصر و بالإخوان ومرسي فلقد اصبح همه الاول هو مستقبله ومستقبل حزبه والقلق على إن لا يطاله الحكم بالمؤبد او الاعدام كمرسي لما ارتكبه من اخطاء شنيعة في فترة حكمه في حق الشعب التركي ومؤسساتها .
مع إزدياد العنف والتهديد الارهابي في مصر كتلك التي شهدتها منطقة سيناء مؤخراً فمصر و اجهزتها الامنية بحاجة الى وضع استراتيجيات جديدة تضمن سلامة وامن الاراضي المصرية من خطر الجماعات الارهابية ، وهذا لا يمكن ان تتم ما لم يتخذ اجراءات وخطوات امنية غير عادية كتلك التي اتخذت بإقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة وتدمير الانفاق المتصلة مع قطاع غزة حيث يختفي العناصر الارهابية من اعين الاجهزة الامنية والجيش ، رغم حساسية العلاقة والتعامل مع قطاع غزة والتي يمكن ان يحسب أي ضغط مصري على حركة حماس بانها تعاون مع اسرائيل ضد المطالب الفلسطينية غير أن الامن القومي المصري اولى و اهم من مؤازرة حركة حماس .
في حال لم ينظر مصر و اجهزتها الامنية بالجدية على تحركات حركة حماس وتدخلها السافر في الشان المصري منذ الإطاحة بحكم الاخوان المسلمين ، فأن الحرب الذي يخوضه الجيش في سيناء سيمتد الى مدن مصرية اخرى والى داخل العمق القومي المصري ، لذلك من المهم جداً وضع سياسات وقائية تحفظ الامن القومي المصري وتمنع الجماعات الارهابية التي توفر لها حماس الدعم العسكري و التسليحي عن طريق كل من قطر وتركيا ، حتى لا تلحق مصر دول مثل سوريا والعراق وليبيا وهذا ما يريده القوى التي تقف خلف الارهاب .
ما اشارت اليها هيلاري كلينتون في كتابها خيارات صعبة حول موقف مرسي من الحرب في سيناء والهجمات التي كانت تنفذها الجماعات الارهابية ضد الجيش المصري ، يؤكد بان الاخوان لم يكونوا قادة وطنيين غيورين يهمهم مستقبل مصر وشعبها فلقد كانوا العوبة في يد كل من قطر وتركيا ووضعوا مصر رهينة لتلك الدول ومخططاتهم الارهابية التي دمرت سوريا وليبيا ، نفس الدول مسئولين عن استمرار العنف في العراق بعد الغزو الاميركي ، والدليل على أن الاخوان المسلمين كانوا جماعات عميلة لتركيا وقطر هو وصول امير قطر الى القاهرة ومنها الى قطاع غزة عن طريق اكثر من خمسين عربة مرسيدس عبر الطريق البري وتقديم ما يقارب 400 مليون دولار لحركة حماس الارهابية ، وكذلك فعل اردوغان ، و لو كانت هنالك حكومة وطنية في مصر وقتذاك مثل الحكومة التي يقودها الرئيس السيسي حالياً لما تمكن او حاول امير قطر القيام بما قام بها ، لكن الاخوان اسرى للمشروع الاخواني العالمي لكنها اجهضت في المهد وما يقومون به اليوم ما هي الا فرفرة مذبوح ، وسرعان ما سيصمتون الى الابد عندما يشتد اليهم خناق الجيش ويلاحقهم في اوكارهم و انفاقهم في قطاع غزة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا