الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كنت اردوغان ماذا تفعل؟

محسن عبد الفتاح عقيلان

2015 / 7 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


لو كنت اردوغان ماذا تفعل؟ محسن عقيلان
حسب بيان صادر عن البيت الابيض بعد حادثة تفجير( سروج) بحث الرئيس الامريكى باراك اوباما من خلال اتصال هاتفى مع نظيره التركى رجب طيب اردوغان سبل منع تدفق المقاتلين الاجانب الى سورية .
هذا الخبر لا يمر مرور الكرام لان اتصال الرئيس الامريكى فى الظاهر انه تعاونى لكنه فى الباطن يريد ان يوصل لاردوغان رسالة مفادها ان هناك خلل من جانبكم فى التعامل مع مرور المقاتلين الى سورية عبر حدودكم وهذا ليس جديد فمن قبله اتهم نائبه جو بايدن تركيا بدعم الجماعات المتطرفة فى سورية هذا يدعونا لمعرفة الاستراتجية التركية فى التعامل مع تنظيم الدولة الاسلامية التى شرحناها فى مقالات سابقة وقلنا ان تركيا لها استراتيجية خاصة فى التعامل مع داعش لان من منظور اردوغان ان محاربة داعش تعنى فقد ورقة مهمة لزعزعة خصومها و منافسيها فى المنطقة سواء النظام السورى او الجمهورية الايرانية او شيعة العراق او حزب العمال الكردستانى المصنف بالارهابى من قبل تركيا و مواجهتها لداعش تعنى ايضا انها ستقاتل جنب الى جنب مع حزب الاتحاد الديمقراطى السورى و ذراعه العسكرى وحدات حماية الشعب الكردية , من جانب اخر فى ميزان مصالحه و مستقبله السياسى هو لا يأمن من النوايا الخفية لواشنطن على مستقبل تركيا ووحدة اراضيها خاصة ان الولايات المتحدة تجاهر بدعم الاكراد و تؤيد قيام دولة كردية وما يخيف تركيا ايضا فى حال المواجهة مع داعش تغير مسار الحرب و اهدافها بشكل مفاجئ من قبل الولايات المتحدة فى وقت تكون تركيا و جيشها قد تورط فى مستنقع داعش و لا يملك رفاهية المناورة و استغلال الظروف و ابتزاز المواقف كما فى السابق .
ومن جانب اخر اردوغان لا يستطيع مواجهة الداخل و الخارج و قد تغيرت الظروف حيث فشل حزبه فى الحصول على الاصوات الكافية لتشكيل الحكومة منفردا و حزب الشعب الجمهورى و الحركة القومية من شروطهما للانضمام للحكومة تغيير تركيا لسياستها الخارجية وقد حاول اردوغان ان يرسل رسالة اطمئنان لهم من خلال اعلان وكالة دوغان للانباء يوم الاحد الماضى ان قوات الامن التركية اعتقلت 45 اجنبيا جنوب شرق البلاد ينوون الانضمام لداعش سورية محاولا ان ينفى اتهامات المعارضة له بدعم داعش و تجاوز حادثة تسريب فيديو شاحنات الاسلحة المتسترة بالادوية المرسلة للتنظيمات المتطرفة تحت رعاية المخابرات التركية .
من جانب اخر فى ميزان المصالح الاقتصادية يشكل التنظيم مصدر دخل من خلال مرور النفط الذى يسيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية فى كل من العراق و سوريا من خلال الاراضى التركية و فى نفس الوقت اى مواجهة مع التنظيم تعنى انتشار الاضطرابات فى تركيا و انعكاسه السلبى على امن و وحدة البلاد و على السياحة فى تركيا التى تدر حوالى 30 مليار دولار تصب فى الاقتصاد التركى الأخذ فى التراجع بسبب الازمات المحيطة به.
إذن اردوغان فى وضع لا يحسد عليه و هو بحاجة الى ميزان حساس حتى يستطيع ان يعرف وزن كل كفة و ارباحها و خسائرها و الوقت ليس فى صالحه لانه فى مرحلة تشكيل حكومة وحزبه بحاجة للمعارضة و الظروف المحيطة تسير عكس رغباته لان الاتفاق النووى يطرح ايران كبديل و لاعب قوى فى المنطقة و الولايات المتحدة لا تستطيع ان تصبر اكثر من ذلك على حليف لها لا ينفذ سياساتها و المعارضة الداخلية له بالمرصاد تفضح سياساته و الاكراد يتحينون الفرصة المناسبة لاعلان الانفصال فى سورية و خطر العدوى على اكراد تركيا ليس ببعيد و داعش اليوم ليس داعش الامس يمكن تجاوزه بمعركة جانبية .
بعد كل ما سبق لو كنت اردوغان ماذا تفعل؟
الكاتب / باحث فى العلاقات الدولية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ