الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اربعة عشر رصاصة اندفعـت كزخات من الحقد و التآمر على الثورة التونسية المجيدة صوب جسد الحاج المناضل التـقدمي القومي العروبي "محمد البراهمي". الحاج ابن شرعي للثورة و رمز ساطع من رموزها، فهو ابن سيدي بوزيد حيث شرارة الثورة و توقـدها. سيدي بوزيد التي ألهب فيها مناضلو الاتحاد القلوب المكلومة المصدومة باحتراق جسد البوعزيزي بالنار التي وجدها ارحم من اهانة نظام الاستبداد و القهر له. النار التي اضرمها في جسده كانت في ظاهرها بفعله و لكن الفعل لا يكون فعلا إلا اذا صدر عن وعي و ارادة. لا اتصور ان البوعزيزي اراد حرق نفسه. لكنها روح علية تـتجاوزه بكثير ادركت ان المكان و الزمان يحمل بين طياته نار ستمتد عبر كل البلاد لتحرق اهانة الانسان للإنسان و من تونس الى مصر قلب العالم، و من هناك ستكون نارا عالمية تسري في كل مكان ليدخل الانسان في كل مكان عصر الانسانية. من تونس الى نيويورك حيث خرج الامريكيون في شارع "وال ستريت" تحديدا ليرفعوا شعار الثورة التونسية العالمية و باللغة العربية : الشعب يريد اسقاط النظام".
بالثورة التونسية قـفز العربي في لحظة واحدة الى صدارة المشهد العالمي. في لحظة واحدة قـفزت اللغة العربية الى نيويورك لتكون عنوان الثورة على نظام استغلال الانسان للإنسان في سبيل ارساء نظام محبة الانسان للإنسان
من هنا كان الحاج "محمد البراهمي" رمزا للثورة من خلال وعيه بالنشوة العروبية في العودة الى اهداء العالم نحو السبيل القويم. من هنا امتـزج الحلم العربي في دولة واحدة اشتراكية تكفل انسانية الانسان في كل مكان بكل زمنيات الثورة منذ لحظة اللهب المقدس الذي انبعث من جسد البوعزيزي امام مقر الولاية في سيدي بوزيد. في تلك اللحظة التي تـشبث بها الثوريون ليخطبوا في الجماهير و يوقدوا نارها حماسة و قوة و ارادة في الذهاب قدما نحو ازالة نظام الفساد. من تلك اللحظة التي عرفت الاصرار و التحدي لينـتـشر اللهيب.
و كان حكم حركة النهضة الاسلامية لا يمثل عند الحاج محمد البراهمي إلا مؤامرة صهيونية امبريالية للقضاء على المسار الثوري. مثله مثل الشهيد "شكري بالعيد" كان يصرح كل مرة ان حكومة النهضة او الترويكا النهضوية هي حكومة الالتـفاف على الثورة. بل ان الحاج البراهمي صرح في عدة مناسبات و اخرها قبل ليلة من اغتياله في اجتماع للجبهة الشعبية بمدينة صفاقس انه اعلن الحرب على حركة النهضة و ختم خطابه بترديد الاية القرآنية التي تحث على الحرب، و التي فيها، عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم.
و ان كان اغتيال شكري بالعيد قد اقتصر على اربعة رصاصات، فذاك انه يساري شيوعي واضح، اما الحاج البراهمي الذي يستـشهد بالقرآن و المعروف بصلاته حتى في المجلس التاسيسي، فان الحقد عليه مضاعف عدة مرات. ذاك انه متدين بحق و يمثل خطرا اكبر على تجار الدين..
و لكن دماء المتـدين الحقيقي قلبت البلاد رأسا على عقب، فلم تـقدر القوى السياسية المختـلفة إلا على الاتحاد في جبهة الانـقاذ لإنـقاذ تونس. و كان اعتصام الرحيل بلياليه و نهاراته المتـتالية، و كانت الجماهير الغاضبة تملئ الشوارع، و كان اعلان الانقلاب من طرف القوى الامنية.. و كان ان رضخت حركة النهضة في الدخول الى الحوار الوطني..
انتصر شكري بالعيد و الحاج البراهمي. لن ندخل في منطق لو كانوا احياء لكان الانتصار اكبر. في التاريخ لا نفكر بمنطق لو.. الحاصل ان الشهداء رسخوا منطق الثورة في الوعي الجماهيري و الذي لن يتمكن اي لون سياسي من الالتـفاف عليه او إحباطه خاصة في تونس المعروفة منذ قرون باستـقلالية المجتمع فيها عن منطق الدولة و دين الدولة و قوانينها، مثلما ذكر الدكتور "محمد الشرفي" في كتابه "الاسلام و الحرية"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ