الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة المسلمين الأيغور

عدنان حسين أحمد

2015 / 7 / 25
الادب والفن


أُجريت في مضاربهم 46 تجربة نووية فمات منهم قرابة ربع مليون نسمة!

تعرّض الأويغور المسلمون إلى حملات إبادة كبيرة على يد العِرق الهاني الصيني، فقد قُتل منهم أكثر من مليون مواطن أويغوري مسلم في أثناء إلغاء استقلال دولتهم وضمّها بالقوة إلى جمهورية الصين الشعبية عام 1949 لتشكِّل العِرق السادس والخمسين بعد أعراق معروفة مثل "هان، مان، منغوليا، هوي، التبت، تشوانغ، ومياو ويي" آخذين بنظر الاعتبار أن قومية الـ "هان" تمثل %92 من الشعب الصيني الذي يبلغ تعداه نحو مليار وأربعمئة مليون نسمة.
لا يقتصر الإسلام على العِرق الأويغوري وإنما يمتد إلى تسع قوميات وأعراق معروفة وهي الهوي، والقازاق، والدونغشيانغ والقرغير والسالار والطاجيك والأوزبك والباوان والتتار.
لم نَشأْ العودة إلى التاريخ البعيد للقومية الأويغورية، لكننا نُذكِّر فقط بأنهم أسسوا مملكتهم الأويغورية التي كانت تمتد من منشوريا شرقاً إلى بحر قزوين غرباً عام 744م. وقد تعرضوا عبر التاريخ إلى عشرات الغزوات المميتة أبرزها غزوة جنكيز خان عام 1209م، وغزوة السلاجقة الذين قتلوا منهم أكثر من مليون أويغوري مسلم. أما الاجتياح الشيوعي لهم عام 1949 فقد قتل منهم هو الآخر أكثر من مليون مسلم، وابتلع دولتهم المستقلة التي كانت تسمّى بتركستان الشرقية ومنحها اسم شينجيانغ الذي يعني "التخوم الجديدة".
لابد من الإشارة إلى أن الأويغوريين كانوا يدينون بديانات مختلفة شأنهم شأن الشعوب والأعراق الأخرى المحيطة بهم، فقد كان الشعب الأويغوري يعتنق البوذية والمسيحية والنسطورية والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي ثم دخل غالبيتهم في الإسلام وتبنّوا المذهب السُني وبدأوا يتعرضون إلى بعض المضايقات التي تضخمت في ظل نظام الحزب الواحد الشمولي في جمهورية الصين الشعبية إلى حد منع موظفيهم وطلبتهم من تأدية الشعائر والطقوس الدينية الإسلامية، ومنع النساء والطالبات من ارتداء الحجاب واعتقالهن، وقد وصل التطرف في الوقت الراهن إلى حظر الصيام في شهر رمضان المبارك، وقد قامت السلطات الأمنية في إقليم شينجيانغ قبل بضعة أيام إلى إجبار الطلبة على الإفطار مع أساتذتهم في هذا الشهر الفضيل للتأكد من أنهم لا يؤدون فريضة الصيام التي تعتبر ركناً أساسياً من أركان الإسلام الخمسة وهي الشهادتين والصوم والصلاة والزكاة والحج. وأكثر من ذلك فإن إحدى المستشفيات الحكومية قد أجبرت العاملين المسلمين فيه على توقيع تعهّد يقرّون فيه بالامتناع عن الصوم. وللحدّ من هذه الفريضة التي يعتبرها المسلون شعيرة مقدّسة بالنسبة لهم وواجب ديني على كل مسلم باستثناء المرضى والمسافرين منهم فقد قامت الصحف الرسمية الصينية في شينجيانغ منذ مدة طويلة قبل شهر رمضان المبارك بنشر مقالات تُحذِّر فيها من المخاطر الصحية الجمّة في حال الانقطاع عن تناول الطعام والشراب.
يصل تعداد الأويغور إلى 12 مليون نسمة يعيش نحو (11.370.000) منهم في الصين أما البقية الباقية فتتوزع على ست دول وهي كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزتان وتركيا وروسيا وأوكرايينا. تتميز شينجيانغ بثرواتها الطبيعية الكثيرة كالنفط والغاز الطبيعي وخامات اليورانيوم كما أن مساحتها الواسعة وتنوعها الجغرافي قد جعلها هدفاً رئيساً لجمهورية الصين الشعبية التي سعت بكل ما تملك من طاقة لتذويب هذه القومية المسلمة، وأتهمت الناشطين فيها بالانفصالية وممارسة الإرهاب كما هو الحال مع شخصيات معروفة أمثال الباحث إلهام توتي، وسيدة الأعمال والناشطة السياسية ربيعة قدير وأبنائها الأحد عشر الذين لم يفلتوا من الاعتقالات المتواصلة.
لم يَركن الشعب الأويغوري إلى السكينة والهدوء، بل راح ينضم إلى الأحزاب والحركات السياسية المطالبة بالاستقلال لعل أبرزها الحزب الإسلامي التركستاني، والحركة الإسلامية في شرق تركستان اللتين اتهمتا بالإرهاب حتى من قِبل الولايات المتحدة الأميركية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الأمر الذي منح الحكم الشمولي الصيني ذريعة لمعاقبتهم عقوبات جماعية كلما سنحت الفرصة فلا غرابة أن تتزايد العمليات الإنتحارية في الأسواق الشعبية والمحطات والميادين العامة في إشارة واضحة إلى أن الشعب الأويغوري توّاق إلى الحرية والاستقلال.
لقد قامت الحكومة الصينية المستبدة بالنهب المنظم لثروات البلد الطبيعية وأفرغت الإقليم من سكانه الأويغوريين ووزعتهم على أقاليم أخرى كي يشكلوا فيها أقلية ضائعة ومنسية، كما هدّمت مدارسهم، وقوّضت مساجدهم وفرقتهم أيدي سبأ. ولكي توغل في إيذائهم فقد قامت الحكومة الصينية بإجراء 46 تجربة نووية في موقع لوبنور على مدى خمسين عاماً الأمر الذي أفضى إلى كارثة بيئية حيث تلوثت الأراضي والمياة والنباتات والأطعمة، وارتفعت نسبة المصابين بالسرطان إلى درجة غير معقولة بسبب تسرّب الإشعاعات النووية في مواقع التجارب النووية العديدة التي تقع ضمن الأراضي الواسعة لإقليم شينجيانغ الذي تبلغ مساحته سدس الأراضي الصينية. ويُقدّر عدد الضحايا الذين ماتوا بسبب السرطان نحو ربع مليون مواطن أويغوري. وفضلاً عن هذه الكارثة البيئية فقد أنشأت الحكومة الصينية المتجبرة أكبر معتقلات الأشغال الشاقة في إقليم شينجيانغ الذي يقاوم الفكرة الجهنمية لأسلوب التذويب العرقي الذي يتعرض له الشعب الأيغوري في العصر الحديث.
لابد من الإشارة في خاتمة المطاف إلى أن تقرير المصير هو حق مشروع تكفله القوانين الأرضية والسماوية فما بالكم بممارسة الشعائر الدينية، والحقوق الثقافية والقومية التي تعتبر من أبسط البديهيات المتعارف عليها في حقوق الإنسان التي يجب أن تتيح للمواطن الأويغوري المسلم أن يصلي ويصوم ويحج من دون أن يتعرض لهذه الانتهاكات الخطيرة التي تعتبر عاراً في جبين الحكومة الصينية الظالمة التي تمنع الملايين من أبنائها المسلمين من تأدية طقوسهم الدينية المقدسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر