الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية من قبل ومن بعد

رشيد كرمه

2005 / 10 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قادني حديث الأمس مع عراقية ٍ أصيلة ,عن جدوى الكتابة والبحث المضني ,والمتابعة الخبرية ونبش التراث ,طالما توضحت الصورة ,وبان المستور , المرعب ,بكل تفاصيله , وبات حلم الأهل والناس ,بالسلام والمحبة والأمن والرخاء في خبر كان ,وما كدنا نحن العراقيين نخرج من محنة حتى تتلاقفنا محنة أشد .
وتمنت على َأو هكذا خيل لها ,ان إصراري المزمن على الكتابة ,سيخف أو سيتلاشى فيما إذا زرت العراق ,,,الوطن ..الحلم !!!!!
واسترسلت بالحديث ِ وانا صاغٍ ٍلها :ارجوك ان تهتم بعائلتك وبصحتك فانك تبدو هرما ,وكأنك حامل هموم الدنيا ,,وختمت حديثها : انس العراق فلقد يحتاج الأمر الى سنين , وليس بامكانك فعل شئ , صدقني ...
نعم اختي العزيزة انا لا أكذبك , ان الوضع في العراق سئ ,لدرجة اننا نبحث عن كلمة تعبرعن اسوء من السئ , نتيجة عوامل كثيرة, داخلية وخارجية , ابرزها إصرار الملالي وأتباعهم على زج الدين في معمعان السياسة ,وإستخدام الدين كمتراس للبعض , مما جعل الدين عرضة للنقد , ازاء إستخدامه كوسيلة وليس غاية , وبهذه الطريقة سال الدم العراقي ,نتيجة فهم خاطئ , وأختلط الحابل بالنابل ولكن مهلا ماهو دورنا كمتعلمين ؟,حملنا هم الوطن منذ المراهقة , انا اعلم ان الطريق شائك ,واعلم ان الطريق الى الديمقراطية صعب وشاق ,وهكذا علمنى وأنبئني عامل الفرن الشيوعي (داخل ) في الستينات من القرن الماضي حينما بدأ بتنظيم أفكاري و أمرني بقراءة ألإقتصاد السياسي وأمدني بمنشورات حزب العمال والفلاحين , التي تؤرخ نضال أجيال من فنانين وأدباء شعراء ومسرحيين ,اساتذة إقتصاد وأطباء ,كسبة وباعة ,معلمين وحرفيين وعسكريين ومدنيين ,متدينيين وغيرهم ‘مسلمين ويهود ومسيحيين ,صابئة ويزيدين عربا ً وكردا ًوتركمانا ,نساء ورجالا ً,,مما حفزنا على كتابة شعارات الثورة على (حيطان )محلتنا ..وزينا درابين وشوارع المدينة بمطرقة العامل ومنجل الفلاح, وباللون الأحمر كتبنا التحدي العمالي الذي اعلنه العامل القائد فهد الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من المشانق ,وتحدينا الخوف على إثر ذلك ,ونظمنا صفوفنا وكنا نتجه بعد كل مباراة لكرة القدم الى سجن المدينة, الذي يمكث فيه معلمينا ,ومناضلينا , المعتقلين من قبل سلطة الغدر ,سلطة 14 رمضان 1963 ونهتف بصوت واحد مجلجل : هذا الكاس إلنه ..طلعوا معلمنه ...
فالديمقراطية والوصول اليها يتطلب نضالا يوميا من كل فرد وعلى كافة المستويات ولاشك ان غياب الديمقراطية الأجتماعية طيلة عقود من السنين ,جعل الشعور والإحساس بها ضعيفا ,ومشوشا ً,وفي أكثر الأحيان ليس ضروريا ً,لان الشعب العراقي لم يجربها ,بل انه ومع الأسف الشديد انحنى للتيار العسكري الذي قادهم اليه حزب البعث وجلاديه ,وهذا مما يفسر بقاء سلطة الدكتاتورية ردحا من الزمن ,نعم اتفق بان الوضع الحالي وضعا معقدا ومزريا ومريعا على كافة الصعد ,ويبدو ان الأمور تدفع بإتجاه التصعيد الطائفي الذي تنفخ فيه إيران ,طالما لها طابور كبير بدءاً من رئيس الوزراء ووزير الداخلية وانتهاءً ((بالكشوان )) في الحمزة والقاسم فلقد إختفت الدكتاتورية البعثية ولكن البديل دكتاتورية رجال الدين ,,ثيوقراطية , نعم إختفت بدلات الحرس القومي والجيش الشعبي ,لتحل محلها ملابس مميزة وأجهزة حديثة بعقلية طائفية ظلامية ,نعم إختفت أزياء العباءة العربية التي تنطع بها القرد عزة الدوري ,والعقال العربي وحلت محلها عمائم من كل الألوان , نعم غطوا كل العراق بالسواد من اللون , واعتبروا ان كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء , إختفت بهرجة النظام من إقامة الإحتفالات وحلت محلها ارهاب الهيئات الإسلامية ورشاوي الجوامع من الخمس والزكاة (للمصليين ) والمؤيدين لهذا العالِم الديني او ذاك الواعظ المعمم
ناهيك عن الظلم الذي نزل على المرأة ,,,,,ولكن متى كان الحصول على الحقوق سهلا ً؟ينبغي علينا انتزاع الحقوق بالتدريج وتعزيزه باستمرار ,ويجب ان يشمل نضالنا جميع المؤسسات المدنية السياسية والمهنية ,
ولاشك ان الطريق مفض الى ماهو مشرف لقوى اليسار التي يجب ان تأخذ زمام المبادرة وتتحد من خلال العمل الدؤوب لتشكل جبهات ضد ما يجري من قمع وصيرورة جديدة لدكتاتورية جديدة باسم الدين ,ومن هنا يتعين على المتعلمين نبذ اليأس والتشاؤم ورفد القوى الديمقراطية بما هو مفيد ,وقد نكرر, ماكتبناه سابقا , ان للديمقراطية مستحقات ,وعلى من أتخذ من الديمقراطية سلما ًللوصول الى مبتغاه أن يعي ان المواثيق الدولية تفرض عليه الإلتزام بنصوصها , وليس التلاعب بها .
ولقد باشرنا ومنذ أمد بعيد للتعريف بالديمقراطية كنهج وممارسة وخيار لا غنى عنه ,وهذا مما جعلنا نختار موضوعة الديمقراطية , المحور الأرأس في السيمنار الذي نظمه النادي العراقي في السويد ,والذي حاضر فيه الرائع هادي فريد التكريتي الذي ذكر ان الديمقراطية مجموعة أفكار ومفاهيم وقيم عصرية متطورة ومتغيرة , وهي ممارسة شخصية وعامة وتؤسسس على المواطنة , حيث
تترسخ المبادئ الديموقراطية ويسود المجتمع فهم مشترك للقيم التي تساهم في تقدمه وازدهاره ، إذا مورست الديموقراطية في السلوك اليومي للفرد وتعامله على أساس هذه المبادئ في البيت والمدرسة والعمل ، وإذا أدخلت الدولة في برامجها التعليمية ، منذ الدراسة الابتدائية وحتى الجامعة ، مفاهيم ومبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان !
**الديموقراطية ، وبالتالي النظام الديموقراطي ، يعتمدان في تكوينهما على مؤسسات المجتمع المدني ، وهي كثيرة ومتعددة وتشمل كل مناحي الحياة وممارساتها ، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التي تعنى بحقوق الإنسان ، ومشاكل المجتمع والبيئة وغيرها كثير ، **والمجتمع المدني يعتبر مكونا أساسيا من مكونات الديموقراطية ، ولا يمكن أن نطلق كلمة الديموقراطية على نظام ما إن لم تكن من مكوناته الأساسية ، منظمات المجتمع المدني ، المساهم الجدي في بناء وتطوير ودعم الديموقراطية ، وضرورة أن تنسجم وتتوافق أفكار المجتمع المدني مع أفكار وأسس بناء القاعدة المادية والاقتصادية (الُبنى التحتية ) للمجتمع ..وتقع ضمن تسميات المجتمع المدني ، الأحزاب السياسية ، النقابات والمنظمات المهنية ، ومنظمات البيئة ، جمعيات حماية المستهلك ، الجمعيات الثقافية والاقتصادية.. إلخ . فمنها ما يعالج قضايا إنسانية بحتة كجمعيات حماية الطفولة والأمومة والعجزة والمعوقين ، وبعضها ما يعالج قضايا الفساد الإداري والمالي والاجتماعي ، وبعضها يدافع عن شرائح مهنية واقتصادية وغيرها الكثير ، ولكل من هذه المنظمات والجمعيات أهداف تسعى للوصول إليها وبرامج تنفذها ، وبشكل عام تساهم هذه الجمعيات والمنظمات في بث مفاهيم ديموقراطية ، تنشر السلم وتوطده بين مكونات المجتمع الواحد ، والتبشير بروح المودة والتسامح ونبذ التكفير أو إلغاء الآخر ، والقبول بمبدأ اختلاف الرأي ، وقبول الآخر المغاير في الفكر أو العقيدة أوالدين أوالطائفة ، والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين المختلفين في الدين والقومية والمذهب ، ونبذ العنف بين المختلفين في الوصول للهدف الذي يسعى إليه كل منهم ،عن طريق الإقناع وبالوسائل السلمية وصناديق الاقتراع..............
وهكذا ينبئنا التاريخ الوطني العراقي ان لامفر من الديمقراطية كحل لمعضلاتنا المستعصية من قبل ُ ولا التي ُستحدث بعدُ.............

يتبع وللموضوع صلة بالسيمنار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|