الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل غازي كنعان؟

حسين ديبان

2005 / 10 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لأن رجال قمعنا وقتلنا وإرهابنا ونهبنا وسلبنا جبناء وجبناء جدا,فلن نصدق أن غازي كنعان إنتحر كما أذاعت وكالة الأنباء المفبركة السورية سانا,فهؤلاء مارسوا ساديتهم في قمعنا ليتلذذوا بآلامنا لا لينتحروا,وتفننوا في أساليب قتلنا ليعيشوا وحدهم لا لينتحروا,وأرهبونا لكي لا نتجرأ على الإقتراب من قدسيتهم فكيف ينتحروا؟...وأمعنوا فينا وبالوطن سلبا ونهبا ليتمتعوا وحدهم بخيرات الوطن والمواطن لا لكي ينتحروا...ولأنهم صادروا الوطن والمواطن فهم سيتمسكون بالحياة حتى الرمق الأخير, حفاظا على مكتسباتهم التي أنجزوها بجثث الأبرياء وحياة المعتقلين في زنازين العار الإنفرادية والجماعية,وآهات المعذبين,وصراخ أمعاء الفقراء...وحفاظا على تلك الإنجازات (العظيمة)فهم أجبن من أن ينتحروا...ولأن الإنتحار عملية تتطلب شجاعة رفيعة وكرامة أرفع...فهم لم ولن ينتحروا...فلاشجاعة لديهم إلا على مواطنيهم العزل...ولا كرامة لهم بعد أن كانوا عاملا رئيسيا بل وحيدا في ضياع كرامة الوطن والمواطن...لو كان الطغاة والمجرميين ينتحروا لأنتحر الديكتاتور المسخ صدام حسين..وهو الذي فضل البقاء حيا(ربما سنوات قليلة فهو في أواخر عمره) رغم كل الإذلال الذي تعرض له وعائلته,على أن ينتحر..وهو يعلم أن الموت قتلا أو إعداما في طريقه إليه عاجلا أم آجلا..ولكنه جبن الجبناء,
والحب الجارف للحياة التي حرم منها ملايين العراقيين..لو كان لدى الطغاة والمجرمين شجاعة الإنتحار كرد فعل على كرامة مهدورة لأنتحر طغاتنا جميعهم فهم أس البلاء والهزائم والإنكسارات التي أصبحت بقدرة الجنرالات وكاتبي تاريخهم المزيف المشوه إنتصارات عظيمة وتشارين مجيدة...ولو كان عندهم شيء من شرف الإنتحار خجلا من أفعالهم الوضيعة وجرائمهم الخسيسة لأنتحر الجنرالات القابعون الأن في زنازين بيروت ,حيث كان يقبع هناك بأمرة منهم شرفاء الوطن...ولأننا نملك ذاكرة لم يستطع هؤلاء مصادرتها فإننا نتذكر في هذا اليوم عبد الحكيم عامر ومحمود الزعبي وأبو نضال(صبري البنا) والروايات الرسمية الساذجة التي رافقت إنتحارهم أو بالأحرى مقتلهم ...ولكل تلك الأسباب وأسباب كثيرة غيرها فإننا لن نصدق أن المجرم غازي كنعان قد إنتحر ولكنه قتل قصد وعمدا وعن سبق الإصرار والترصد كما تقول نصوص القوانين السورية في مثل هذه الحالات.


فغازي كنعان تم قتله حفاظا على حياة المجرم والقاتل الحقيقي الذي لا يتورع عن التضحية بالوطن والمواطنين في سبيل الخلاص الشخصي ,وبنهاية حياة هذا المجرم الصغير,ستنتهي على الأكيد كل خيوط التحقيق في عملية إغتيال الشهيد رفيق الحريري إليه,وسيصبح هو المنفذ والمخطط والقاتل الفعلي,فكيف ستتمكن لجنة التحقيق من تفنيد أكاذيبهم؟ والمتهم منذ اللحظة على الصعيد الرسمي السوري وإمتداده اللبناني هو غازي كنعان,وهو قد مات منتحرا وتم إسكاته إلى يوم يبعثون,وهي عملية يحسد على دهائه من خطط لها,ولكن يجب وبكل الأحوال أن لا يفلت من العقاب من أمر بها, وهي بحساب القانون وبغض النظر من هو((المقتول)) جريمة جديدة تضاف إلى الجرائم العديدة والمستمرة بحق الشعب السوري وجيرانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح