الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغارات التركية على داعش و الاكراد

محسن عبد الفتاح عقيلان

2015 / 7 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


الغارات التركية على داعش و الأكراد ...تقديرات و أبعاد
بقلم / محسن عقيلان
أعلنت المنسقية العامة لرئاسة الوزراء التركية ان القوات المسلحة ضربت امس الجمعة اهدافا تابعة لتنظيم داعش شمال سوريا و مواقع حزب العمال الكردستانى شمال العراق.
هذا الحدث يطرح تساؤلات عن دلالات التوقيت من كونه رد فعل على حادث الاعتداء على نقطة حدودية ومقتل ضابط تركى واصابة الباقين ام رد على عملية سروج التى راح ضحيتها اكثر من 30 قتيل و اصابة 200 جريح ام هى استكمال للاتفاق التركى الامريكى على محاربة تنظيم داعش بعد مباحثات المبعوث الامريكى الجنرال جو الن ومن بعده اتصال الرئيس الامريكى باراك أوباما بالرئيس التركى رجب طيب اردوغان الذى دعاه بضرورة ضبط الحدود التركية لمنع تسلل المقاتلين الاجانب لسورية و لنذهب ابعد من ذلك هل هو افراز للضغوط الداخلية و الدوامة السياسية التى يعيشها اردوغان و حزبه بسبب عدم نجاحهم فى تشكيل الحكومة حتى اللحظة ام هو استباق للاحداث لكى يمنع تمدد وحدات حماية الشعب الكردى وضرب احلامه فى بناء كيان كردى مستقل قد تنتقل عدواه الى تركيا .
بغض النظر عن كل التساؤلات نحن امام تحول فى السياسة التركية بدات تظهر ملامحها و خاصة بعد الاتفاق النووى الايرانى مع دول خمسة +1 فى فينا الذى بدأ يطرح ايران بقوة كبديل عن تركيا فى المنطقة مما اجبر اردوغان ان يعيد ترتيب اوراقه و اتخذ القرار الذى يطمئن به الخارج انه موافق و بقوة على محاربة داعش و ارسل رسالة للمعارضة ان التهم التى الصقت به بدعم داعش باطلة و ابعد من ذلك اننى على استعداد لمحاربتها و الدليل غارات جوية على مواقع التنظيم فى سورية .
مع احترامنا لحسابات اردوغان الداخلية و الخارجية فإن العاقل لا يفتح على نفسه جبهتين فى اَن واحد و كانه بلا مقابل يعمل على توحيد جهود الاكراد خاصة حزب العمال الكردستانى و وحدات حماية الشعب الكردية مع جهود تنظيم الدولة الاسلامية داعش كانت باكورتها خلال 24 ساعة محاولة داعش تفجير جسر السكة الحديد شرق جرابلس داخل الاراضى التركية و الهجوم من قبل حزب العمال الكردستانى على عدة نقاط عسكرية وخطف جنود واردوغان يعلم ايضا ان كلا التنظيمين لهم خلايا نائمة فى تركيا وفى حالة اشتداد الضغط على القوات الام سواء فى سورية او العراق سوف ترتد كرة اللهب اليهم فى داخل تركيا فى ظل ظروف سياسية مضطربة تعيشها تركيا ولحق بها تراجع الليرة التركية كاول رد فعل اقتصادى على الغارات.
لكن الغريب فى الامر ان الغارات تمت دون سماع صوت ادانات من سوريا و ايران على الرغم ان القيادة التركية اعلنت ان الغارات تمت دون التنسيق مع احد لكن مصادر غربية اوضحت ان الغارات تمت بعلم سوريا و ايران من خلال قناة سرية بين القيادة العسكرية الامريكية و القيادة العسكرية الايرانية .
يبدو فى المستقبل القريب ان خارطة التحالفات فى المنطقة تتغير و اردوغان قارئ جيد للاحداث و ان التحالف الرباعى الذى دعا اليه الرئيس الروسى بوتين المكون من السعودية الاردن تركيا سورية لمحاربة داعش بدا يلقى استجابة و اردوغان يستعد و يهيئ نفسه للكلمات التى سوف ينتقيها بعناية لكى يستطيع من خلالها ان ينقل النظام السورى من نظام معادى يجب اسقاطه الى نظام صديق يجب المحافظة عليه.
الايام القادمة حبلى بالمفاجأت لتركيا و إذا لم تعى الدرس من الدول المجاورة لها سوف تنزلق فى منزلق خطير تكون وحدة تركيا وتماسكها سياسيا و مكانتها و ترتيبها من ضمن دول العشرين على المحك.
الكاتب / باحث فى العلاقات الدولية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس