الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي بالسياسة وعي بقضاء المصلحة العامة:نحو الإصلاح والتشبيب

محمد قروق كركيش

2015 / 7 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


لم أفترض يوماً أن أدخل عالم السياسة من باب يخص المسؤولية الجدية، ولكني كنت أراهن دائما أن أرى وأمارس السياسة من منطلق التعاطف مع حزب دون غيره، لا أن أكون قياديا أو في موقع مسؤولية داخله، لكنني اقتنعت مؤخرا بتجربة شبابية ليس لها مثيل في مدينتنا بالمضيق شمال المغرب ودخلت غمار التنافس مع الشباب مراهنا على نجاحها، وكنتُ أومنُ دائماً بأن التشبيب ضرورية حتمية لإنتعاش أي سياسة وأي حزب في أي طرف من أرض المعمورة، ذلك أن الشباب هو القوة القادرة على التحرك وفق جبهات متعددة، ويكفي أن نلاحظ أن الفئة الشابة هي من تقوم وتعمل على نشر ثقافة العمل والجد والتنافس دون مراوغات تحكمها عواطف متمردة تخلف جو من الفساد السياسي، بل أكثر من ذلك نجد أن الشباب يقوم بندوات وأنشطة وتحركات كثيرة كنتُ واحدا ممن شارك فيها على مستوى تجربتي في المدنية والتي هزتها وتركت صدى رائعا في صفوف شبابنا بمدينتنا الفاتنة، وكم من شاب وشابة كان يلتقي بنا في الطريق ويصافحنا بقوله: بارك الله فيكم أحسنتم عملا ونرجوا أن تكملوا ما بدأتموه من تغيير ونحن ندعمكم ، ما يدل أن الشباب بمدينتنا لم يطلقوا السياسة بقدر ما طلقوا أصحاب المصالح الذاتية من رؤوس الفاسدين المعروفين.

ومثل هذه العبارات صدرت أيضاً حتى من بعض المسؤولين بالمدينة بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ما زاد من عملنا حتى استطعنا في ظرف أشهر قليلة من الإطاحة بعدة أوجه بارزة في المدينة من الحزب تمثل تقلا مهما في الفساد والتلاعبات، والحمد الله أن التجربة أدت إلى دخول شباب متكون وحامل لشهادات عليا، وأصبح المكتب المحلي للحزب الذي راهنتُ على تجربته الجديدة كله أطر شابة وفي موقع مسؤولية مع بقاء بعض المسؤولين القدماء.

ولكن رهاناتنا باتت يوم بعد يوم بنجاحها تهيج بعض المسؤولين الذين باتوا يعترضون عملنا ويشوهونه يوما بعد يوم، لأنهم يعرفون تماما أن الانتخابات على الأبواب وأن التجربة الشبابية ستعصف بهم ولن تترك لهم المجال للفوز بها، وبدأت حملة الإسقاطات من فوق وبمنطق المال والربح تطيح بالحزب وبالعمل الجبار الذي قاده الشباب، وبدأنا نسمع عن التحاق فلان ابن علان، وجوههم معروفة بالفساد والكولسة دون أن يكلف هؤلاء المسؤولين عناء اخبارنا، لأنه من المفترض بعد التحاق أي وجه أن يعقد اجتماع لأعضاء المكتب لمناقشة المستجدات الخاصة بالالتحاقات لكننا صمدنا ولم نترك لهم أية فرصة للقيادة لأنه من رهاناتنا أن نضع برنامجا مهما ولائحة شبابية متأكدين أنها ستكتسح الانتخابات وستحصل على أصوات كثيرة سيما أن المواطنين والمواطنات سيتعاطفون مع الوجوه الجديدة حاملة لمشروع ربما يكون انفراديا لأول مرة في تاريخ المضيق، وكم يحن أبناء مدينتنا أن يمثلهم شباب طموح على مستوى البلدية وعلى مستوى الجهة، ثم على مستوى البرلمان الوطني.

إلى متى سيظل الوعي غائبا لدى المواطنين والمواطنات؟ هذا سؤال لطالما حيرنا وربما حله لن يكون سوى بالمشاركة الفعالة في العمل السياسي وتغييره إلى الأحسن وطرد الوجوه المحروقة التي تزيد من موت السياسة وتحشرها في تربة وسخة، لذلك أود أن أقول للشباب وللأسر ادعموا الشباب في الإنتخابات القادمة لأن التنمية والتقدم لابد أن يقودها الشباب، بل أكثر من ذلك فإن أي تغيير أردناه لن يكون إلا من صنع واختراع الشباب، وأول رهان هو تغيير السياسة من المصلحة الذاتية إلى المصلحة العامة والدفع بالشباب إلى المقدمة لأنهم أهل لذلك، قدموا إذن دعمكم لأي لائحة محلية انتخابية بمدينتكم ترونها شبابية في أي حزب كان، لأنكم تكونون حينها ساهمتم وتساهمون في تغيير مدينتكم الجميلة التي لطالما أصبحت تكبر وتتسع يوما من بعد يوم.

إن دعمكم لتحقيق الرهان المذكور سيبقي شبابنا وشباتنا سالمين وسيضع مجتمعنا المحلي في الطريق الصحيح، لذلك نطالبكم بالدعم، لأن تحقيق ذلك الرهان -الوعي بالسياسة وعي بقضاء المصلحة العامة- سينقص من فساد هذا المجتمع، سيقيه من البطالة ومن المخدرات ومن السرقة ومن أفعال زرعوها في مدينتنا عن قصد لتدميرنا وتدمير أسرنا، أنتم تعرفون كيف يتم بيع بناتنا وكيف يستعبدون أبائنا، تحقيق الرهان إذن تغيير جدري لمصالحنا، غييروا إذن ونحن أمام فرصة ذهبية تمثلها الأوضاع والتطورات الجديدة، وكفى من التصويت عبثا بمنطق المصلحة الذاتية وبمنطق المال والتفاوتات المكولسة.

ومتأكدين كل التأكيد أن التشبيب ضرورة ملحة للأحزاب أينما كانت، ومعروف أنه حينما يصل الشباب إلى مواقع المسؤولية فإنهم يبلون البلاء الحسن ويفكرون في حل مشاكلنا الإجتماعية لأنهم عاشوها ويعيشونها، إنها الفئة التي ترى دائما أنه من المفترض أن تزول الأوساخ من المجتمع وأن يصبح هذا المجتمع سويا خاليا من الأمراض، ثم أن التشبيب يقلل من نسبة البطالة المرتفعة في المغرب ويقي الشباب من هول المخاطر المحدقة به مثل التعاطي للمخدرات بأنواعها الكثيرة والسرقة والفساد الأخلاقي والإداري وغيرها من المشاكل التي عشعشت في مجتمعنا مدة غير يسيرة بسبب سياسة المصالح الذاتية وتغييب التشارك، هيا إذن لنحارب كل المشاكل ولنبدأ من جديدة وإن لم يكن من أجلنا يكون من أجل أكبادنا وأجيالنا الصاعدة، هيا إذن لنتصالح مع السياسة البناءة لقيام مجتمع سياسي نزيه يكون التخطيط له جيدا، يكون سليما خاليا من المشاكل الاجتماعية التي تهدمه، مجتمع سياسي ناجح مجتمع متقدم يسير بخطى ثابتة لتحقيق سبل التنمية المستدامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام