الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخبط الاستتراتيجي التركي في المنطقة ..افعال وردود..

واثق الواثق

2015 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


التخبط الاستراتيجي التركي في المنطقة .

لاشك أن انزياح تركيا من قبل الاتحاد الأوربي والحيلولة دون دخول تركيا كحليف أو شريك في الاتحاد الأوربي أزعج تركيا وأشعرها بالاهانة ، كونها باتت وكما ترى نفسها جسما غريبا هجينا حاله حال الكيانات اللقطية الأخرى..سيما بعد تحولها من الإسلامية إلى العلمانية في عهد كمال اتاتورك أبو الأتراك ..
وكانت خسارة تركيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية والمجازر التي ارتكبتها خصوصا مع الأرمن جعلت من تركيا رجلا مريضا غير مرغوب فيه هزيل اقتصاديا ومفلس سياسيا ومدان ومرهق عسكريا .لذلك كان على تركيا ان تستبدل ثيابها الرثة بثياب قد تكون أفضل من ثياب الحرب والإبادة والجريمة وكان نتيجة ذلك تحولها المفاجئ نحو الحياة الأوربية والعلمانية وتخليها عن العباءة الإسلامية العثمانية .
جميع هذه الهواجس جعلت من تحرك تركيا صعبا وحرجا في ظل وجود عدو للمسلمين وهو إسرائيل وفي ظل منافس وعدو قديم جديد وهو إيران وريث بلاد فارس ووجود المارد الذي ينتفض بين حين وأخر واهو حزب العمال الكردستاني وطموحاته في إنشاء امة كردية ..إرهاصات الدول المتشاطئة حول تقسيم حصص الموارد المائية مع سوريا والعراق ..الأزمات الاقتصادية الخانقة .. جميع ما تقدم كان سببا في التخبط السياسي الاستراتيجي في المنطقة ما تسبب :
1- تخلي تركيا عن دورها الإسلامي في المنطقة .
2- اتجاه تركيا باتجاه الغرب الاتحاد الأوربي تحديا وأمريكا لتكون حليف استراتيجي يقوم :
أ‌- كشرطي رادع لأي دولة معادية لأمريكا أو إسرائيل في المنطقة .
ب‌- تنفيذ سياسات أمريكا وإسرائيل في المنطقة .
ت‌- وقف المد الإيراني في المنطقة .
ث‌- الحفاظ على التوازن لصالح أمريكا وإسرائيل .
ج‌- مقابل ذلك أن تتحول تركيا من آسيا او الشرق أو الإسلامية الراديكالية إلى الغرب باتجاه الاتحاد الأوربي العلماني الليبرالي .
ح‌- مقابل ذلك أن تحصل على ضمانات مادية ومعنوية تؤلها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وحتى جغرافيا أي ان تطلق يدها في بعض المناطق لتطال حزب العمال الكردستاني وهو ما تم فعلا حينما سلم الأمريكان زعيم الحزب عبدالله أوجلان إلى تركيا بدم بارد وسمحت لتركيا أن تتدخل في منطقة تشك في أنها مصدر تهديد أو مقاومة لها .
تغيير الموازين والمعطيات والاستراتيجيات الأمريكية الأخيرة وقصر نظرها الاستراتيجي أوقعها في مشاكل جمعة مع المسلمين والأكراد داخل وخارج تركيا .لكنه اكسبها امتيازات كبيرة من قبل إسرائيل وأمريكا معونات اقتصادية وقواعد عسكرية ودور إقليمي كبير ونمو اقتصادي ووو..
أما تبني تركيا لاحتضان ودعم داعش بإيعاز إسرائيلي سعودي قطري أمريكي في البدء جعلها في خانة الإرهاب وقلب الموازين ضدها :
1- حرم تركيا من دورها الإسلامي والإقليمي وحيدها في خانة معية .
2- تسبب في زرع حقد وكراهية وامتعاض من قبل الشارع العربي او الإسلامي او التركي نفسه ساهم في تنامي المعارضة في تركيا واستفحالها تعبيرا عن الامتعاض ضد حزب العدالة الاوردوكاني .
3- كلف تركيا خسائر فادحة في الاقتصاد والعمل حيث كانت تركيا تتمتع بامتيازات كبيرة جدة في المشاريع العراقية العملاقة وقد خسرتها بسبب سياساتها الداعمة لإرهاب وهو الحال ذاته في سوريا .
4-خسارة تركيا لحكومات العراق وسوريا ومصر وإيران وروسيا وبعض الدول العربية والإسلامية وغيرها .
جميع هذه الأمور ساهمت في إضعاف تركيا دوليا وسياسيا وعسكريا حتى استفحال قوى المعارضة ضدها وبالتالي انقلب السحر على الساحر حيث كان نهاية أفعال تركيا المتخبطة وغير المدروسة هو تنامي التفجيرات الإرهابية في داخل تركيا رغم أنها امتنعت ان تدين داع شاو تقف ضده مع التحالف الدولي بل كانت تسهل وتدعم داعش بالعبور الى العراق وسوريا وبالسلاح وتامين جوازات السفر والتحشيد والتدريب وووو..
وما تصريحات اردوكان الأخيرة بعيد التفجير الذي قامت به فتاة تنتمي الى تنظيم داعش ما هي إلا دليل واضح الى التخبط التركي في المنطقة حيث أعلن رجب طيب اردوكان وقوفه ضد داعش وانه تنظيم إرهابي يجب محاربته وإعلانه عن فتح قاعدة انجلك التركية للقوات الأمريكية لقصف داعش .
ثم يسبق ذلك مقترح تركيا لإقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا محايدة يحضر فيها الطيران السوري ،بحجة عدم وصول التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى تركيا وتقديم منطقة آمنة للاجئين السوريين ..
ولكن هذه لعبة أخرى من ألاعيب تركيا هي تحاول ضرب عصفورين في حجر واحد :
.1-فقد تريد من إقامة هذه المنطقة العازلة أن تمنع الأكراد من تحقيق حلمهم في إقامة دولة كردية اة على الأقل على غرار ما حصلوا عليه في العراق من حكم ذاتي بعد ان اثبت المقاتلون الأكراد شجاعتهم وبسالتهم في مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا .
3- تغذية تركيا الجماعات المسلحة وتمويلها تحت غطاء دولي ومباركة أمريكية اسرائيلية وضمان عدم وصول الطيران السوري أو الأمريكي لقصفهم كما حدث سابقا حيث أنهك الطياران السوري تنظم داعش التنظيمات الأخرى كجبهة النصرة أو الجيش الحر وغيرها من الفصائل المسلحة.
4- يتيح لتركيا ادلجة أو استخدام اللاجئين كورقة ضغط على النظام السوري .
وبهذه السياسات نرى ان تركيا تلعب بالنار وتتخبط في سياساتها والدليل على ذلك أنها خسرت :
1- وجودها الإسلامي والإقليمي .
2- تصاعد عنصر الحقد والكراهية ضدها .
3- خسارتها للمشاريع العملاقة في العراق وسوريا ومصر وإيران .
4- توتر علاقتها مع روسيا وإيران والصين ودول عربية وإقليمية ودولية .
5- فتحت الباب للصراعات الداخلية مع داعش وحزب العمال الكردستاني .
6- عرضت نفسها لمخاطر داعش رغم دعمها له ورفضها للدخول في التحالف الدولي ضدها لكنها في النهاية طالتها يد الإرهاب حينما انقلب السحر على الساحر .
7- كما لا نستثني تركيا من فكرة إنشاء وتأسيس وتدريب ودعم داعش فجميع المعطيات أو الأدلة لتشير إلى أن وجود أيادي تركية خفية وراء تأسيس هذا التنظيم الذي حمل بعض من أفكار ومنهاهج الدولة العثمانية المريضة .سيما إن حزب العدالة هو إخواني وحليف للإخوان المسلمين ومنفذ لسياساتهم في المنطقة سيما في دعمه للإخوان المسلمين وحكومة مرسي في مصر والأردن والحزب الإسلامي في العراق والتنظيمات السلفية في قطر والسعودية والكويت والإمارات والشيشان وأفغانستان وغيرها من الدول الأخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟