الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتوحد العراقيون كلهم في مقاومة الإحتلال ...

حازم العظمة

2005 / 10 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(وجهة نظر من مسافة ليست ببعيدة جداً)

في كل مرة تُمنى القوات الأمريكية و حلفائها ، البريطانيون بصورة رئيسية ، بخسائر ، كلما أصيبت بضربة ما و وقع لها قتلى و جرحى نرى كيف أن رد الفعل يكون بقتل عراقيين في عمليات يقوم بها الإرهابيون : سيارات مفخخة ضد المدنيين ، قتلى تجري تصفيتهم في الليل و ترمى جثثهم ، سيارات انتحاريين يهاجمون جموعاً في الشارع
، وفي كل هذا و ذاك يختارون لوناً طائفياً للضحايا من أحد الجهتين كأن تكون المذبحة أمام حسينية أو جامع أو حي له هذه الصفة أو تلك ، و معها تصدر الإعلانات من " الزرقاوي"...
،هذا الزرقاوي الذي ربما يكون شخصية ابتدعوها ، أو أنه موجود فعلاً ، و لكن لن يمسكوه و لن يقتلوه شأنه شأن معلمه "بن لادن" ..
تلك هي الآن الحرب الأمريكية على العراق : كلما اقتتل العراقيون فيما بينهم أصبح أسهل للأمريكيين أن ينسحبوا إلى قواعد ينشؤونها الآن آملين أن يبقوا فيها طويلاُ فيما يقيمون حكومتهم ( حكوماتهم ) التي يديرونها كيفما يجدون مناسباُ للـ "المصالح الأمريكية "
المصالح الأمريكية التي يريدون أن يرغموا العالم على الإعتراف بأنها مقدسة ... ( بعكس مصالح كل الشعوب الأخرى .. )
ربما يفكرون أنهم في النهاية سيقيمون في " جزر خضراء " تشبه " المنطقة الخضراء " التي أقاموها في بغداد ( هم و حكوماتهم و أحزابهم " الإسلامية"و " الليبرالية" التي أتوا معها من وراء المحيط )
بعد هذا لن يكترثوا كثيراً لحرب أهلية بين العراقيين طالت أم قصرت طالما النفط يتدفق ليس من العراق و حسب و لكن من كل الخليج العربي و طالما أن وجودهم في العراق ضروري لأمن " العالم الحر "
... الذي تهدده شعوب" همجية " هنا في آسيا وجدت نفسها ، مصادفة ، تمشي على بحور من النفط ، لا تستحقها ...
هنالك أمل يحدوهم في أن ينشغل العراقيون في القتال فيما بينهم في حرب أهلية،بل هم يؤسسون لها فعلاً، و هو تحديداُ ما يجعلهم يقومون بهذه الدعاية المجانية للزرقاوي ، و ايضاُ لـ "علماء السنة " و للـ"المرجعيات" و المشيخات من مختلف الطوائف و كأنهم فجأة أصيبوا بهوس الدين الإسلامي و فرقه و مذاهبه و " أهل البيت ".. و إلى ما هنالك ...
و المبدء في هذا : كلما تمذهبتم أحسن .. اتركوا لنا شؤون الحياة الدنيا ...
هل يتوحد العراقيون ( في معجزة ما ) ضد الإحتلال ... ، تكفي بضع مظاهرات كبرى تطالب برحيل المحتل، و لتبدأ مثلاً في البصرة ، أو في بغداد و لتتكرر في السليمانية و كركوك في المدن العراقية كلها حتى يفهم العالم أن هذا الإحتلال ، أن أي إحتلال لم يكن مقبولاُ و لن يكون في عالمنا هذا ، يكفي أن يرفض العراقيون دستورا ُ يجري إملاؤه من المحتل ، دستور يحمل في طياته بذور الشقاق المذهبي و الطائفي و الإثني ، و لتتشابك أيدي العراقيين في مظاهرات كهذه ( شيعة و سنة و أكراد و علمانيين .. كل العراقيين ) ، لتبدأ من البصرة من حيث بدأ طرد الإحتلال البريطاني في ثورة العشرين ، تكفي بضعة مظاهرات كبرى و عصيان مدني ، و ليمتنع كل العراقيين عن تزويد المحتلين بما يحتاجونه ابتداء ً من النقل حتى المواد الغذائية و المحروقات و سنرى كيف سيلم أغراضه ، و "وزرائه " و "أحزابه" و .. " الزرقاوي " و يمضي
هي الإمكانية التاريخية ليستعيد الشعب العراقي و حدته و وطنه و يخلع عنه عار الحرب الأهلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟