الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليمون بالنعناع

أحمد سعده
(أيمï آïم)

2015 / 7 / 27
حقوق الانسان


منذ أيام قليلة نزلت من البيت أشتري ليمون ونعناع.. بجوار السوق حديقة خضراء بيلعب فيها أطفال بنات وأولاد بيجروا ويتنططوا ويصرخوا رغم الحر والعرق والتراب.. وبالقرب منهم تجلس جدة تجاوزت السبعين بجوار طفلة صغيرة مشلولة تمسك كرة بيدها وتنظر للأطفال في ابتسامة حانية..

اشتريت الليمون والنعناع، وجلست في الحديقة لنصف ساعة كاملة أراقب الطفلة وابتسامتها دون أن أشعر بالوقت، إن ابتسامتها المشرقة من قلب المعاناة أجمل من كل ورود الحديقة، ابتسامة اخترقت قلبي وروحي فمنحتني عمرا إضافيا..

وجاهدت نفسي لأمشي، وكلما قاومت شغفي ومشيت خطوة؛ أعود خطوتين، وكأني تركت طفلتي الوحيدة بالقرب من فوهة بركان غادر..

ذهبت للطفلة واستئذنت جدتها، ولعبنا بالكرة، أحدفها فتمسكها، وتحدفها فتقع مني. فتضحك.. تضحك جداا.. وكلما خسرت تأخذ مني ليمونة، حتى أخذت كل الليمون.. واشتريت غيره.

ليس من الضروري أن تسافر لرحلة كي تجني السعادة والابتسام.. فالسعادة الحقيقية قد تكون في السفر لقلب إنسان آخر، والغوص في أعماق روحه.. وخفقة قلبك لحب جديد، أو ابتسامتك لصداقة حقيقية، أو قراءتك لكتاب جديد، هي لحظات تجدد من روحك وتكتب لك شهادة ميلاد جديدة..

عدت لبيتي وفي الطريق حدثت نفسي، أنه لا يهم أن تكون بطلا كي تشعر بالانتصار، فالانتصار أحيانا يكون مؤلما ومربكا. وقد تمر بموقف عادي جدا تتصرف فيه بشكل عادي، لكنه يمنحك سعادة وابتسام.. وهذا ما حدث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف


.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد




.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا




.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة