الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوبيل الألماسي للرأسمالية يفقد بريقه

جنكين حجي محمود

2015 / 7 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


لو نظرنا بإمعان إلى التاريخ المعاصر منذ القدم إلى الوقت الراهن لوجدنا أن هناك ترابط وثيق بين مجريات الأحداث الجارية حالياً وما كان يجري فيما سبق وما سيحدث في المستقبل القادم، تزامن الأحداث يأتي نتيجة تحكم قوى حاكمة ديكتاتورية ذات سياسة إقصائية ذو قطب واحد تجد من نفسها الوصي الوحيد لاستلام عرش الحكم في العالم. تنطلق من مبادئها اللاشرعية للانخراط في كافة القضايا الإنسانية والتلاعب بها على هوائها، من خلال خلق كافة أنواع الفتن الطائفية العرقية والدينينة والمذهبية والثقافية، والتدرج بسلاسة إلى عمق الأسس المبنية وتغيير بناها الديمقراطية بجرها نحو المطامع الاقتصادوية والغرائزية البحتة والقضاء على صفاوتها وعدالتها الشرعية.
من هنا يأتي الدور البارز لتلك القوى التي تيقن أنها ستشهد ثورة شعبية عارمة ضدها ما لم تخلق هذه الحروب الكبيرة في مناطق الشرق الأوسط مهد الحضارات الإنسانية والثقافات البدائية المبنية على أسس العدالة الاجتماعية والأخوة والديمقراطية، مع سرقة تلك المعالم وبناء قوتها الطاغية وفرض نفسها كقوة مهيمنة أصبحت بسياسة القوة والغاب لإمحاء العروق النقية والثقافية لشعوب المنطقة، والاستفادة من خيراتها وميراثها العريق في بناء صرح سيادتها وتجريد الإنسان من ماهيته الحسنة وتحويله إلى وحشاً مفترس في سبيل مصلحته الشخصية الضيقة وتصنيفه كروبوت (رجل آلي) عن طريق صناعة مفهوم الدولة وحياكة القوانين التي تناسب الفردوية المطلقة بعيداً عن المنطلقات الاجتماعية والأخلاقية.
جددت تلك القوة مصطلحاتها وأهدافها ومعاييرها الديكتاتورية كل مئة عام بحيث تتلاءم مع الواقع الجديد في سبيل عدم فقدانها لهيمنتها وقوتها لأنها تدرك بشكل كبير أن شعوب تلك المناطق أصبحت مدركة لخطر تلك السياسة المفروضة عليهم من خلال بعض الشخصيات المثقفة والواعية والتي قادت ثورات ضد تلك القوى الفاشية، فاتخذت في كل يوبيل ألماسي لها لوناً وشكلاً جديداً مواكباً لمتطلبات الشريحة التي تربت على ثقافتهم والمستغرقة في ثباتها العميق، وتجددت من نظلم إقطاعي إلى برجوازي من ثم إلى نظام رأسمالي أجتاح العالم من خلال ثقافة المال ودولة القانون، بحيث كان كل تجديد يدرس لمدة مئة عام بعناية وحرص للتوغل في نقاط الضعف والمغريات التي يريدها الإنسان للابتعاد عن دوره الرئيسي وهدفه وحقوقه وإرادته الحرة.
قامت تلك القوى الديكتاتوري بكافة الاتفاقيات التي حصلت في مناطق الشرق الأوسط والعالم بهدف تقسيمها والتسلل لمضمونها والاستفادة من خيرات تلك المناطق المعروفة بغناها لإشباع الرغبات الاقتصادوية البحتة والهيمنة السياسية لقيادة العالم، واتفاقية سايكس بيكو في 1916م كان التجديد الأخير لابسة ثوب الرأسمالية المرصع بالقتل العام والحروب والقنابل النووية والذرية التي تهدد البشرية جمعاء.
أما ما نلاحظه اليوم أن تلك القوى لم تستطع تحديث برنامجها وتجديد دورها خلال اليوبيل الألماسي القادم بعد اتفاقية سايكس بيكو لظهور مبادئ الإنسانية والفلسفات التي تجابه مفاهيمهم، وتظهر الحقائق والملاحم الفعلية لتلك القوى قبل تجديد نفسها، حيث أفرغت سياستهم من مضمونها الديكتاتوري وأفشلت مخططاتهم، مما اضطرت تلك القوى وقبل اكتمال المائة عام لها من وضع الحلول الاضطرارية بغية إبقاء نفسها في المقدمة والتحكم بمصير البشرية بتشكيلها الإرهاب الجديد المتمثل بداعش، والذي قلب المعادلة لصالح تلك القوى الرأسمالية في البداية وسرعان ما لبث أن أنقلب سحرها على الساحر، وأصبحت تهديداً لهم أيضاً، ووقعت في الكمين التي نصبته.
اليوم نرى تلك القوى تساند القوى التي تحارب الإرهاب المتمثل بداعش وأعوانها بحرب إعلامية ضخمة لإبراز نفسها بموضع المكافح للإرهاب العالمي، وإمدادها بضربات جوية ومساعدات عسكرية لتبعد شر تلك القوى التي ربتها عن أنفسها، والوصول إلى اللون الجديد لسياستها الديكتاتورية بسبب فقدانها لبريقها الخادع للبشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج