الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث الباب

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 7 / 27
الادب والفن


خرجت للتو من غرفة الحمام. رشيقة القوام، ممشوقة القد، بياض بشرتها لفه روب وردي اللون. قـفـزت الى غرفة الجلوس. شغلت موسيقى صاخبة...
باب الشقة يكاد يقـتلع من مكانه. اسكتـت الموسيقى و توجهت ناحية الباب.
ـ من ؟
ـ أنا.
ـ من انت ؟
ـ أتسكنين لوحدك في العمارة؟
أدركت انه احد الجيران لم تعجبه الموسيقى التي تعـشقها.
ـ انها موسيقى رائعة.
ـ حقا؟ انها لم تعجبني.
ـ لماذا لا تعجبك؟ انها جميلة. انها الاحدث.
ـ اسمعيها لوحدك.
ـ لا. اريدكم جميعا ان تستمعوا معي.
ـ لماذا ؟
ـ لأنني سعيدة جدا و اريد ان يكون الجميع سعداء مثلي.
ـ شيء رائع ان تـتمني السعادة للآخرين.
ـ طبعا. السعادة لا تكتمل إلا مع الاخرين.
ـ انت انسانة رائعة و لكن الموسيقى التي تريدين اسماعها للآخرين مزعجة.
ـ بالعكس. حسن ذوقك يا مسيو.
ـ انا اعشق الموسيقى الهادئة التي تطرب القلب اما هذه فلا تـثير إلا الحواس..
ـ بالعكس. انها موسيقى حية تعبر عن وجدان حي، اما الموسيقى الهادئة فهي تخدر الحواس و تغرقك في الاحلام و الخيالات. انا شخصيا احبها و لكن قبل النوم فقط او في الاوقات التي اقرأ فيها كتابا او مجلة، اما حين اخرج من الحمام فاني لا احتملها اطلاقا.
ـ أكل هذه السعادة اذن لانك اخذت دشا؟
ـ بل حمام..
ـ فقط؟ أتكونين سعيدة الى الدرجة التي تـتمنين فيها السعادة للجميع لأنك اخذت حماما؟
ـ نعم.
ـ هذا جنون.
ـ لا.. حسن الفاظك.. ثم فليكن ذاك جنونا. نعم جنون و لكني سعيدة. بكل بساطة انا سعيدة لاني اخذت حماما..
ـ اه.. الى درجة تـتمنين فيها السعادة للجميع.. بلغة اخرى ان تـتمني فيها النظافة للجميع..
ـ نعم بالضبط.
ـ ألا تـفـتحين الباب؟ هل سنـتحدث طويلا هكذا؟
ـ لم لا؟ شيء رائع جدا ان نخترع طريقة جديدة في الحديث. ألم تلاحظ اننا تحدثـنا و كأن تعارفا سابقا بـيننا؟ ألم نـتـفـق ان الجنون جميل و بان الحمام من الممكن ان يسبب السعادة؟
ـ و لكننا لم نـتـفق على الموسيقى الافضل.
ـ يرجع ذلك الى اللحظة التي تعيشها و الى ثـقافـتك و الى حالتك النفـسية.. على كل يمكن ان نـتـناقـش في ذلك..
ـ و لكن ألن تـفـتحي الباب؟
ـ لا.
ـ لماذا؟
ـ هكذا.. بدون سبب.
ـ سأكسر الباب و ادخل.
ـ لن تـقدر. لا تملك القوة الكافية.
ـ حسن.
قـفـزت الى غرفة الجلوس بـينما بدأ قـرعه العنيف للباب. شغلت الموسيقى الصاخبة من جديد و بنفس درجة الصوت المرتـفعة. كان يكاد يهز الباب هزا بضرباته العنيفة. جعلها امره تـنـتـشي في رقصها اكثر فأكثر على ايقاعات الموسيقى الصاخبة و ايقاعات الباب.. بل ان اللحظة المروية عبر اختلاجات النفس الغائرة في تصاعـدات النرجـسية الفائحة جعلتها تـشـتعل اكثر فأكثر حتى كادت تـتخمر من شدة توقدها الاخاذ بعذوبة حارقة نشأت عن الالتـذاذ بوجود شخص أوقدت جنونه وراء الباب. كانت كمن يرقص على النار..
صخب الموسيقى ينقطع فجأة و الهدوء التام يسيطر على الموقف. لم تكن هناك طرقات و لا اختلاجات لدقات على القلب، على الباب.
توجهت ناحية الباب و فتحته.كانت المفاجئة. صديقها الذي تـنـتـظره واقف امام الباب بوجه محـتـقـن، و امرأتان و كهل ينظرون اليها باندهاش.. كان ينظر اليها بعينين عاتبتين اما الاخرون فكانوا ينظرون باستـنكار اليهما.
ابتعدت عن الباب ناحية الداخل. بعد برهة لحقها و اطبق الباب. كانت واقفة في غرفة الجلوس..التقت العيون فانفجرت منهما ضحكة واحدة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح