الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه

سمير عادل

2015 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رجب طيب اردوغان، يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من مكانته وهيبته ويوقف تراجعه على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي. ان اعلان الحرب في آن واحد على حزب العمال التركي وعصابات داعش في آن واحد، واظهار قوة تركيا تحت زعامة حزب العدالة والتنمية بأنها "سوبرمان" ولا يمكن قهرها فليس اكثر من مناورة سياسية قد تكون تداعياتها لا تقل عن تداعيات تحويل تركيا من صفر - مشاكل الى صفر - اصدقاء كما فعلت في مصر وسورية واسرائيل وليبيا.
ففي عهد لم يكن لداعش من وجود يذكر، لم تستطع القوة العسكرية الرابعة او الخامسة كما يصفونها في الحلف الاطلسي من فرض التراجع على حزب العمال التركي PKK والقضاء عليه، مما اضطرت حكومة اردوغان من فتح باب التفاوض معه للوضع الحد للعنف الذي يدور في جنوب تركيا منذ عقود من الزمن. اما اليوم وداعش على الابواب وله 3000 شخص مدرب وجاهز بشكل خلايا نائمة داخل تركيا، والاقتصاد التركي ينزف حيث تراجع نموه الاقتصادي التركي من 7-9% الى اقل من 2% وبطالة تتسع رقعتها يوم بعد يوم وفي ظل هروب الروؤس الاموال الاجنبية، وتراجع التبادل التجاري مع مصر وسورية وروسيا..، فلا يمكن للعملاق القزم اردوغان من قيادة حربين في آن واحد. وهذا ما يعرفه حزب العمال التركي والذي اعلن انهاء الهدنة وقام بأغتيال اثنين من ضباط الشرطة وقتل جنود عبر سيارة مفخخة. ومن جهة اخرى ان مكانة حزب العمال التركي قد تغيرت بعد القتال الشرس الذي يقوده ضد "الدولة الاسلامية" وتقديم كل اشكال الدعم لجناحه السوري في فرض التراجع على عصابات داعش والذي مكنه من نسج خيوط تحالف استراتيجي مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
ان حكومة دادود اوغلو الذي يقودها من خلف الكواليس اردوغان متورطة حتى النخاع بتقديم الدعم اللوجستي والعسكري والاستخباراتي لعصابات داعش وشراء النفط منها، وقد كشفت في وقت سابق عشية الانتخابات التركية الاخيرة صحيفة حرييت بالوثائق والصور تقديم الاستخبارات التركية الاسلحة لعناصر داعش. وبالرغم من الادانات الدولية التي اعلنت عندما اعلن داعش سيطرته على الموصل وتأسيس "دولته الاسلامية" رد اوغلوا في مقابلة اجريت معه يوم 7 اب (اغسطس) عام 2014 “ان “الدولة الاسلامية” هي مجموعة من السنة الغاضبين والمضطهدين”، وقال، بعد ان رفض ان يطلق عليها صفة الارهاب، وحمل السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق مسؤولية صعودها، قال “ان الدافع الحقيقي الذي يدفع التركمان الذين يشكلون اغلبية في صفوفها، والاكراد والعرب السنة، هو حالة الغضب والاضطهاد والتهميش والاهانات التي يتعرضون لها” في العراق على يد المالكي وحكومته”. وقبل ذلك راهن العدالة والتنمية على حلفائه الاسلاميين في كل مكان بعد اجتياح رياح الانتفاضتين المصرية والتونسية البلدان العربية للمحاولة في بعض الروح في دولة عثمانية جديدة وولايتها سورية وليبيا وتونس ومصر والعراق على سبيل المثال لا الحصر.
الاتفاقية النووية الايرانية مع الغرب اضافة الى عوامل اخرى غيرت من التوازنات السياسية في المنطقة. وهذا هي كلمة سر اعلان الحرب على داعش وحزب العمال التركي. فعلى الصعيد المحلي التركي يحاول اردوغان ان يحل محل القوميين الشوفينيين الاتراك او على الاقل التصالح معهم عبر ضرب حزب العمال التركي وكسب اصواتهم في حال اعادة الانتخابات او التمهيد في تشكيل حكومة ائتلافية، وكذلك تحييد اصوات الليبراليين واليساريين اذا لم يمكن من اعادتها الى حزب العدالة والتنمية عبر ضرب داعش بدل من ان تذهب الى حزب الشعوب الديمقراطي الذراع السياسي لحزب العمال الكردستاني والذي حصد على 13% من الاصوات في الانتخابات الاخيرة. ومن جهة اخرى انها فرصة لحزب العدالة والتنمية في قمع جميع معارضيه عبر الاعتقالات ومصادرة الحريات تحت عنوان الحرب على الارهاب وفرض سياسة بوليسية وقمعية على المجتمع.
وعلى الصعيد الدولي فالاتفاقية النووية الايرانية كسرت العزلة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية على ايران والاعتراف بها قوة اقليمية رسمية حالها حال تركيا، ولذلك ان زمن انفراد تركيا في المنطقة قد ولى والى جانب اخر فان اسقاط نظام الاسد ليس في اولويات الغرب كما جاء على لسان وزير الخارجية البريطاني قبل ايام في كلمة له امام مجلس العموم. وعليه على تركيا انقاذ مراكبها واللحاق من جديد بالركب الامريكي في الحرب على داعش كي تجد مكانا لها عبر اعادة صياغة معادلات سياسية جديدة في المنطقة.
ان اعلان اردوغان الحرب على جبهتين، لا تنم عن اية قوة، بل تعبر عن الازمة السياسية التي تمر بها تركيا بفضل سياسات حزب العدالة والتنمية الاسلامية، وان الاسلام السياسي المعتدل الذي طبل وزمر له عبر التجربة التركية كما وصفوها في الاعلام الغربي بالدرجة الاولى لا يختلف على اسلام داعش ولكن الفارق ان الاول له قناع يجعله في امتهان النفاق والزيف بدرجة عالية الحرفية كي يتمكن من السيطرة على المجتمع وبعد ذلك يعمل على خلعه، اما اسلام داعش فهو الوجه الحقيقي القبيح لحزب العدالة والتنمية والنهضة التونسي والاخوان المسلمين المصري والحزب الاسلامي العراقي....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذا اندفعت الشعوب لا تستطيع ايقافها
أشورية أفرام ( 2015 / 7 / 27 - 20:09 )
يا سامع الصلأة أفتح أبواب وقلوب وبصيرة الكثيرين ليمدوا (أضداد) او من هم ضد (الأرهابي رجب طيب أردوكان وشرذمته) ليمدوهم بالمال والمساعدات والسلأح والأمدادات ليزرعوا القلأقل والفتن والمظاهرات والحروب والقتل في كل (شارع وزقاق ومدينة وقرية )وفي كل أنحاء تركيا ,وكما فعل هو(أي المتطرف الأسلأمي الأرهابي أردوكان) بسوريا والعراق ومصر وغيرها من بلداننا..- إذا اتحد الأشرار فعلى الأخيار أن يتحدوا وإلا سقطوا ضحية لهم...

اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ