الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(6-12)

ماجد الشمري

2015 / 7 / 27
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


"هل اختفى الرجال؟.ام قلت الشجاعة؟."
-ملفيل-


لم يكن لينين،وحتى نهاية حياته،يرى في النيب مشروعا عابرا،او مؤقتا،بل اعتبرها سياسة اقتصادية لأمد طويل.تتطلب مرحلة تاريخية كاملة تمتد لعقود:اربعون او خمسون عام!.حتى يتسنى عبورها،والتمهيد للبدء بتطوير القوى المنتجة والتشريك.مرحلة اقتصاد السوق التي يتعايش فيها القطاع العام والخاص،ويتنافسان في العرض،لانقاذ الاقتصاد الصناعي والزراعي والتجاري من الانهيار..
في البدء استمر ستالين السير على خط لينين،معارضا التخطيط بالنيب.ولكنه قفز بدورة كاملة بعد وفاة لينين بخمس سنوات،وقرر الغاء النيب لصالح التخطيط والجماعية الزراعية والتسريع الصناعي!.والمضي بتدمير الزراعة الفردية،وتصفية التجارة الخاصة!.وهذا ما وقف ضده بوخارين حتى نهايته المحزنة.
في30/9/1928وبعد ان نشرت ال"برافدا"مقالا لبوخارين بعنوان:"ملاحظات اقتصادية"والذي اكد فيه بما عرف وشاع عنه من عناد!-اطلق عليه لينين ذات مرة:بوخارين"الشمعي"!-واتساع هوة الخلاف،وسوء العلاقة بينه وبين ستالين،والتي حاول بوخارين ومن خلال مقاله ذاك،ان يقنع ستالين بأن:"السلحفاة صلبة جدا لانها رخوة جدا"!.وبين فيه ضرورة،وامكانية تطوير الصناعة والزراعة بدون ازمات،واعتبر كل الطرق والاساليب الاخرى لمعالجة وحل المشاكل الاقتصادية،هو:"مغامرة"و"يجب علينا ان نفعل كل العوامل الاقتصادية،وهذا يفترض توليفة معقدة جدا من المبادرات الشخصية والجماعية والجماهيرية والاجتماعية والحكومية.لقد ركزنا كل شيء في المركز اكثر من اللازم"..ولكن المكتب السياسي-الذي يقف وراءه ستالين!-ادان موقف بوخارين هذا.فشن ستالين هجومه الحاسم،لان المكتب السياسي وفي كل نقاشاته المحتدمة،لم يتوصل لحل وسط متفق عليه في اغلب اجتماعاته.وبدا واضحا:ان ستالين يتقدم ويحرز انتصاراته!.فريكوف تراجع!وتومسكي ظل مترددا!.وبحزم متصلب طالب ستالين بان:"يمتنع بوخارين عن عرقلة عملية تأميم الاقتصاد الزراعي"..وفي واحدة من تلك النقاشات،قال بوخارين ناعتا ستالين ب"طاغية شرقي ضحل"!.-وهذا يذكرنا بنعت تروتسكي لستالين ب"حفار قبر الثورة"-لم يرد ستالين عليه،ولكنه في اغواره المظلمة بيت امرا،واصدر حكمه القادم على بوخارين،فقد اتخذ جنكيز خان الجديد قرارا:انتهى بوخارين!!.فلم يعد ستالين بحاجة اليه ،فقد سيطر بشكل كامل على الحزب والمكتب السياسي،وبعد ان صفى خصومه الواحد تلو الاخر،حان دور بوخارين!.ولم يعد هناك مجالا لعودة الصفاء بين رفاق الامس،اعداء اليوم!!.وارتكب بوخارين ايضا خطا جديدا "مميتا"بمعيار ستالين!.الا وهو ذهابه يوم11/7/1928 لزيارة كامينيف في شقته،محاولارأب الصدع،واقامة علاقة او تحالف غير شرعي مع المعارضة اليسارية السابقة،والتي هو نفسه-بوخارين-ساهم وساعد ستالين في سحقها!.
زار بوخارين كامينيف مرتان بعد ذلك،ولم يعرف مادار بينهما من حديث،فقد كانا وحيدين في تلك اللقاءات.ولكن تروتسكي،اكد فيما بعد ان:كامينيف كتب له في رسائله،ان:"بوخارين كان غاضبا ومحبطا،وكان يكرر لكامينيف وبأستمرار:ان"الثورة تموت"وان "ستالين مغامر،ومن اسوء المغامرين".وانه:"لم يعد يؤمن بامكانية تغيير اي شيء في الوضع".-يقصد نفسه-.طبعا علم ستالين بتلك الزيارات المشبوهة!.فقد كانت عيونه مبثوثة!وآذانه منتشرة!تعد على الناس انفاسها،وماتتحرك بها الشفاه!.تلك الزيارة التي ستكون واحدة من اهم"الادلة"على الخيانة والتآمر!وكما خطط لذلك ستالين،وكما جرى لاحقا..
في الاجتماع العام للجنة المركزية عام 1929 ثبتت على بوخارين تلك التهمة المزعومة والتي شملت اغلب خصوم ستالين!الا وهي:"التجنح"او"التكتل"!.تلك التهمة "المميتة"والتي قادت اغلب الحرس البشفي القديم لحتفهم ونهايتهم الشنيعة والمحتومة على يد القيصر الجديد!.
وهنا حاول بوخارين يائسا ان يحتكم الى الرأي العام!ويتجه صوب قواعد وجماهير الحزب!.فنشر مقالا في ال"برافدا"في ذكرى وفاة لينين بتاريخ24/1/1929 والذي كان بعنوان:"وصية لينين السياسية"والتي كانت تستند لخطاب بوخارين بتلك المناسبة،والذي اكد فيه على خطة لينين لبناء(الاشتراكية)وضرورة الالتزام ب"الساسة الاقتصادية الجديدة"ومدى واهمية الاسلوب الديمقراطي بأتخاذ القرارات.واستشهد بكلمات لينين،بأن:"الطريق نحو التصنيع ورفع نوعية العمل،وانشاء التعاونيات الزراعية،لايجوز ان يكون على اساس العنف".وفي هذه المعادلة كان يكمن جوهر موقف بوخارين من اجراءات ستالين القاسية والقسرية والبعيدة عن النهج الديمقراطي!.وكان اهم مافي مقالل بوخارين هو عنوانه المثير،والذي كان ينرفز ستالين دوما!والذي يلح بتذكير الشيوعيين القدماء بأن"وصية لينين"لم تحترم ولم تنفذ ابدا،ولانها كانت تفترض تنحية ستالين من منصب الامين العام،واحلال بديل عنه!.كان ذلك المقال هو القشة التي قصمت ظهر بوخارين،وارسلته فيما بعد الى منصة الاعدام!.ولكن بوخارين كان يتحلى بشجاعة صلبة،بين قلة من الرجال!وضميرا حيا،وقد عبر بوخارين بمرارة قائلا:"السياسة لاتنفي الضمير كما يعتقد البعض".وهو ايضا لم يتخلى عن ضميره وشجاعته حتى نهايته التراجيدية-وقلائل جدا من كانوا يملكون هذه البسالة،والوقوف بوجه الديكتاتورية،والتهور في اتخاذ القراغرات الخاطئة.ولكنه زمن الخنوع والاستسلام!حيث ركع الجميع،حتى من كان يعارض لينين في حياته!.كلهم انضموا الى القطيع الستاليني!واصبحوا ذيلا ذليلا له!!اما الرجال الشجعان حقا فقد دفنهم تباعا!!.الضمير ذلك الجوهر الانساني،هو المحك والمعيار لقياس الاخلاق والقيم السامية لدى البشر.وبدونه يقف الانسان خارج انسانيته حيث الهمجية والانحطاط،وكل هذا غريب وشاذ بالنسبة للشيوعيين الحقيقيين.فالضمير لايعرف حدودا او مراتب او تصنيفات او استثناءات،فسواء اكنت عجوزا او شابا،جنرالا او جنديا،عاملا او مديرا.فالجميع سواسة اما منطق الضمير..
نعم كانت هناك اخطاء وهفوات ونقاط ضعف لدى بوخارين،فهو انسان اولا واخيرا،ولكن ايمن تلك الاخطاء لاتستحق اطلاق النار عليه واعدامه!.ولكنه لم ينتبه لفظاظة وقسوة واستبداد ستالين الا بعد فوات الاوان!فقد استطاع ستالين ان يخدع جميع رفاقه،وحتى لينين!وكان بوخارين اخر المخدوعين بحقيقة ستالين السرية!.لقد عبد ستالين طريقه لسدرة السلطة باستخام الرفاق واحدا تلو الاخركأحجار للرصف!.ولكون السلطة هي المسلك الوحيد للقداسة والمجد،لاينجح فيها سوى الانذال والاوغاد!وكان ستالين واحدا من هؤلاء وبامتياز!!!!...
.............................................................ز
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: اليسار يدعو لجبهة موحدة لمنع اليمين المتطرف من الفوز


.. فرنسا: اليمين المتطرف يرشح بارديلا رئيسا للوزراء في حالة فوز




.. الانتخابات الأوروبية: ما أسباب ودلالات صعود اليمين المتطرف ف


.. في ظل انتخابات برلمانية مبكرة في فرنسا...يسعى اليسار لتوحيد




.. ماكرون يحذر من خطر صعود اليمين المتطرف على فرنسا والاتحاد ال