الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمتلك الارهاب دينا ؟

احمد عبدول

2015 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


من العبارات المألوفة التي تطالعنا بها معظم الفضائيات العراقية والعربية العبارة الاتية (الارهاب لا دين له ) حتى اصبحت هذه العبارة من البديهيات والمسلمات, التي لا تحتاج الى بيان ولا تفتقر الى ترجمان ,وذلك بسبب ترديد تلك العبارة وتكرارها حتى باتت وكأنها حقيقة لا يرقى اليها الشك بحال من الاحوال .وللأسف الشديد فأن العبارة اعلاه تعد عبارة خاطئة وغير دقيقة حيث يمتلك الارهاب كما نطلق عليه نحن ,بينما ينظر اليه اصحابه وتابعيه, على انه دين الحق الذي لا يأتيه الباطل عن يمينه ولا عن شماله ,يمتلك هذا الارهاب دينا خالصا ابتداءا من مفردة ( رهب ) التي جاءت ضمن نص قراني ,والذي جاء في سياق الآية (ترهبون به عدو الله وعدوكم ) وانتهاءا بأدق التفاصيل التي يبتغي لها الدواعش تطبيقات ومقاربات من الكتاب والسنة وسيرة ما يسمى بالسلف الصالح .ان الارهاب يمتلك دينا وعقيدة وسننا وتاريخا ,ان للإرهاب دينا هو ذات الدين الذي يدين به سائر المسلمون في مشارق الارض ومغاربها ,الا ان ذلك الدين انما يخضع الى قراءة اخرى وتفسير مغاير لما يعتمده المسلمون هنا وهنالك .
داعش تمتلك منظومة عقائدية وفكرية متكاملة تعتمد الكتاب والسنة وسير الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين ,لكن كل هذا انما يمر ويترشح عبر قنوات وروى خاصة بالدواعش اختلط فيها النص بالأهواء السياسية والحزبية الضيقة .
الظاهرة الداعشية قبل ان تكون ظاهرة عسكرية او امنية هي ظاهرة قراءة قرآنية صرفة ولولا تلك القراءة لما شهدنا لداعش اثرا .
داعش قبل ان تكون تنظيم دموي مسلح, هي منهج فكري اسلامي يقف على ارض ليست رخوة من الروايات والنصوص والفتاوى والمجلدات الصفراء التي اسهب فيها العلماء واطال فيها الفقهاء .
ان من اهم مميزات النص القرآني ومخاطره هو قابليته ومطاطيته التي تخضع الى اكثر من قراءة وتفسير ,ولعل هذا ما دعا الامام (علي بن ابي طالب ) ان يوصي (عبدالله بن عباس ) في واقعة صفين ان لا يحاجج القوم بالقران لأنه حمال ذا اوجه فسوف تقول ويقولون على حد وصف الامام (علي ) .
القران قابل لأكثر من قراءة لا سيما بعد ان رفض المسلمون فك الارتباط بين ما هو مقدس (الكتاب ) وبين ما هو مدنس (السياسة ) حيث طغت القراءات السياسية على اغلب القراءات للنص القرآني الواحد .
لذلك نجد من الضرورة بمكان ان نقيم جدارا فولاذيا عازلا بين النص القرآني وبين السياسة ,حتى نستطيع ان نحد من انتشار رقعة مثل تلك الفرق التي تعتمد قراءات غاية في التطرف والخطورة .
جند الله الذين تم القاء القبض على العشرات منهم قبل ايام في منطقة ابي الخصيب في محافظة البصرة, هم ايضا نتاج قراءة قرآنية متطرفة ,وهم بعد ذلك يمثلون ظاهرة قد لا تقل خطورة عن ظاهرة الدواعش فقد دعا هؤلاء الى قتل رجال ومراجع الدين من السنة والشيعة تمهيدا لقدوم الامام الحجة ابن الحسن المنتظر حسب فهمهم للنصوص والروايات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا