الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة مهنة نبيلة فلا تدنسوها

سيف زهير

2015 / 7 / 27
الصحافة والاعلام


في الظروف الاستثنائية التي تمر بالبلدان، مثل الحروب او الكوارث الطبيعية والديكتاتورية تظهر المعادن وحقيقة الثبات على القيم واحترام الذات، خصوصا لهؤلاء الذين تصدروا اعمالاً مهمة اثناء الحياة اليومية وعولنا عليهم كالطبيب او المثقف والفنان والصحفي الخ، فمنهم من يكون جزءا من منظومة بديلة للواقع المتردي الراهن ومنهم من ينتمي الى العكس ويكون مثلاً سيئا يضرب ويقاس،ان الانفتاح الاعلامي بعد سقوط نظام البعث الفاشي في العراق اخذ حرية ومساحة اكبر، فهو لم يعد حكراً للحزب والفكر الواحد، لكن للأسف ان مجمل تجربتنا خلال الاعوام الماضية جعلتنا نرى شكلا اخر للديكتاتورية وامتداد ليس ببعيدا عن روح البعث وسلوكياته، وابرز مثل هو فترة الثمان سنوات العجاف التي تولى فيها السيد نوري المالكي الحكم، فلم يعد للعراق شيئا يذكر سوى قمع الحريات والمتظاهرين والموت المجاني والفساد المستشري بكل مفاصل الدولة والمساومة بالملفات سياسيا وغياب هيبة الدولة مقابل الدعم اللامحدود لقيم المجتمع العشائري المتخلفة، اضافة الى رعاية الفساد والفاسدين، هذا وقد انفرطت الثقة بين المواطن الناخب والسياسي المنتخب، وضاعت تجربة مهمة جدا كان من الممكن فيها ان نبني وطننا سقفه كرامة للعراقي وحقوقا مدنية، وتحول الحديث من البناء والاعمار الى التصعيد الطائفي والخطابات المتشنجة المسمومة وهذا يشمل كل المتنفذين بالدولة ما قبل وبعد المالكي، وخلال هذا الدمار سقط عدد كبير جدا من الصحفيين في العراق قتلى على يد المجرمين الجهلة، وبلا حماية لهم او تشريع قانون لضمان حقوقهم يخرج لنا صحفي يكتب في جريدة الدعوة ليسمي العراقيين بالدواعش مستشهداً بسوء معاملتهم للاخرين اثناء عملهم في الدوائر الحكومية ويؤشر على هذا الخراب الكبير لاقياً كل شيء على عاتق المواطن العراقي ورعايته للفساد، يا للمهزلة، في حين انه تناسى ان اصحاب الجريدة التي يكتب بها، فهم المسؤولون عن كل هذا واكثر، بل يتمادى اكثر من ذلك ليستشهد بحالات سلبية تدخل فيها السيد نوري المالكي شخصياً ليحلها، ان ما ينشر بذرات الامل هو وجود عدد كبير من الصحفيين، يتصدون لمثل هذه الاصوات يوميا، كاشفين الفرق بين بين العاملين بمجال الصحافة لخدمة المجتمع وقيم الصحافة النبيلة وبين الاستغلاليين، ومكافحين من اجل قيام البديل الحقيقي لنظام المحاصصة الطائفية، وهو السعي لبناء الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على اسس العدالة الاجتماعية، فتحية لهم وليكونوا مثلاً يحتذى به رغم كل المصاعب التي تواجه الصحافة العراقية في خضم الظروف الصعبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر