الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة آدم وحنينه للوطن وإحباطاته .

جعفر المهاجر

2015 / 7 / 28
الادب والفن


غربة آدم وحنينه للوطن وإحباطاته .
جعفر المهاجر
كتب آدم في دفتر مذكراته :
لايمكن لأي أنسان في الوجود يحب وطنه الذي نشأ فيه أن يعيش سعيدا هانئا متنعما مطمئن البال وهو يقضي السنين الطوال وحيدا في متاهات الغربة يتجرع آلامها وغصصها حتى لو امتلك خزائن الأرض. ولا يمكنها أن تسعفه أو تداوي جراحاته وأوجاع ليالي الإغتراب الطويلة الموحشة . ومهما كانت المدن الكثيرة التي زرتها جميلة وخلابة ومبهرة وتتوفر فيها كل مايسر الناظر من طبيعة ساحرة وخدمات متقدمة، ويعيش فيها المغترب موفور الكرامة فإن تراب الوطن يبقى الأغلى والأحلى رغم مايردني من أخبار عن جرائم وحوش العصر الدواعش، وجوقة الفاسدين الذين تمرسوا على امتصاص دماء الناس وتغيير جلودهم في كل العهود كما تغير الحرباء جلدها في البيئة التي تعيش فيها. لكن الحرباء أطهر من هؤلاء لأنها تريد أن تحافظ على بقائها .أما الفاسدون الذين أتخموا بطونهم بالمال الحرام فإنهم يمتصون دماء بني جلدتهم دون رحمة أو شفقة وخطرهم لايقل عن خطر الدواعش الذين آستباحوا دماء الناس وأحرقوا الشجر والحجر.
ورغم كل الأوجاع التي تنهش جسم الوطن نتيجة تسلط الحيتان النهمة التي لاتعرف في قواميسها معنى للإنسانية بعد أن عاثت في الوطن فسادا وأنكرت ماءه وهواءه وترابه. ورغم هذه الهجمة المتوحشة التي قام بها الدواعش وما تركت من جراح عميقة في جسد الوطن فإن مقاومة أكثر من عشرين عاما من الغربة أمر لايحتمله جسمي بعد اليوم ، ولابد من وضع حد لها واللجوء إلى حضن الوطن الذي تركته قسرا بعد أن أحسست إن حياتي باتت في خطر نتيجة معارضتي للحكم الشمولي البغيض. فالإستقرار في الوطن هو من أعظم النعم التي منحها الله للإنسان إذا سادت فيه العدالة ، وتكافؤ الفرص ، وروح المواطنة الحقة والأمان . والإنسان بدون وطن يبدو كريشة في مهب الريح. وإذا وجد هذا الإنسان نصفه الآخر يشاركه أفراحه وأتراحه في ظل الوطن الذي أتمناه فإن الحياة ستكون أكثر بهاء وعذوبة خاصة إن فيه الكثير من المناطق الخلابة التي لو حظيت بعناية المسؤولين فإنها ستكون من أجمل المناطق السياحية في العالم . ولا يستطيع إنسان في هذا الكون أن يظل وحيدا إلى نهاية عمره. إذن لابد من صنعا وإن طال السفر والتخلص من مدن الثلج التي لاتحمل بين طياتها طعما دافئا للحياة.
لقد سيطرت على ذهن آدم فكرة الرجوع إلى الوطن ولم يستطع الخلاص منها رغم إنه يعمل معلما لتدريس الكيمياء بعد أن درس ثلاث سنوات في السويد أتقن خلالها اللغة بعد شهادته الجامعية التي حصل عليها من جامعة بغداد في العراق لكنه لم يشعر بطعم الحياة ودفئها فيها.
سرح خيال آدم بعيدا إلى مرفأ صباه . ومرت وجوه أصدقائه وطلابه عليه كشريط سينمائي. تلك الشريحة من الناس الطيبين الذين قضى معهم أياما جميلة من عمره معهم رغم إنقطاع أخبارهم عنه لكنه لن ينساهم . ترى هل إنهم على مايرام ؟ وهل حصلوا على شهادات عالية أم انخرطوا في ساحات العمل ؟ هل هم في جبهات القتال يصدون الهجمة البربرية الداعشية.؟ أم مازالوا يعانون من ألبطالة وكيف يعيشون؟ وبماذا يفكرون ؟ وهل إن قاعة نقابة المعلمين التي طالما جمعته مع زملائه المعلمين مازالت قائمه.
أسئلة كثيرة طرقت رأسه . وتقاطرت الدموع من عينيه حين نظر إلى المرآة ورغب في حلاقة ذقنه الذي بدأ الشيب ينتشر فيه. ورأى الأخاديد العميقة في وجهه ، فأشعل سيكارته وأخذ يسحب دخانها إلى أعماق رئتيه رغم إنه يعرف مدى الضرر الذي تلحقه بصحته. تنهد تنهيدة عميقة، وأدرك أخيرا إن بقاءه في الغربة سيعجل في نهايته بعد أن تجاوز خريف العمر وضعف جسده وبدت عليه علائم الشيخوخة. وخط بقلمه على الورقة التي أمامه وأصابعه ترتجف بيتا لقصيدة الشاعر الراحل أحمد شوقي:
وطني لو شغلت عنه بالخلد عنه
نازعتني أليه في الخلد نفسي.
وأطرق برأسه وتنهد مرة أخرى ، وفتح النافذة وحدق في الأفق البعيد حيث البحيرات وأشجار السرو التي لاتبدو لها نهاية. وكان السكون يخيم على المنطقة وتخترقه بين الفينة والأخرى أصوات الغربان والنوارس التي تكثر في المنطقه والتي لايحب سماعها وشتان بين زعيقها وتغريد البلبل العراقي الذي يأسر القلوب حين ينطلق في أغاريده. تحدث مع نفسه آه ماأحلى طعم برتقال ديالى، وبطيخ سامراء وعنب شقلاوة وتينها وتفاحها ورمانها! تُرى هل سأتذوقها مرة أخرى بعد أن حرمت من تذوقها طيلة فترة غربتي. وما أجمل مصايف أربيل والسليمانية ودهوك وأهوار الجنوب والبردي وطيور الخضيري وبحيرة ساوه العجيبة .! وهل هي باقية على حالها وهل سأراها ثانية.؟
شعر بقشعريرة ، ودس نفسه في الفراش وأخذت فكرة العودة للوطن تطرق رأسه طرقا مستمرا لاهوادة فيه.
وحين تعصف الغربة في أعماق الروح، ويتوغل الحنين والوجد في دم الإنسان يتحولان إلى سيل جارف لايمكنه مقاومته تمتم بهذه الكلمات مع نفسه الوحيدة.
نهض من فراشه وتناول فنجانا من القهوة المرة، وأخذ يتصفح دفترا له كان على الطاولة ثم ألقى نظرة على بعض القصائد التي كتبها طيلة فترات غربته. وقرر أن يصحب ذلك الدفتر معه في رحلته إلى الوطن لأنه يعتز يكتاباته كثيرا. وتمنى في قرارة نفسه أن يقرأ البعض من تلك القصائد والمذكرات أمام جمع من محبي الشعر والأدب في وطنه لكي يُبدوا آراءهم فيها . فالقصائد التي لاترى النور ولا يسمعها الآخرون تصبح كالنبتة التي لاترى الشمس.
أخيرا قرر آدم أن يشد الرحال إلى وطنه ومنبع صباه ليشكو له سنوات الغربة وما جرى له فيها، ويقاسمه الهموم ويناجيه عن قرب ويلتقي بأهله الطيبين الشرفاء الذين تجمعهم معه ذكريات عزيزة لاتبلى على مر الزمن. إنها الوجوه الأليفة التي ظلت تزداد لمعانا وتوهجا في ذهنه، والتي حفرها الزمن في قلبه المتعب.
قطع تذكرة السفر، وحمل معه حقيبته الصغيرة التي إحتوت على بعض الحاجيات الخفيفة ، ركب الطائرة وهو في طريق العودة لوطنه وحمل معه مشاعره نحو مرفأ صباه وطفولته. وحلقت الطائرة في الأجواء متجهة نحو عاصمته التي أحبها. تحدث مع بعض ركابها وكان القاسم المشترك بينهم ماحل بالعراق من كوارث طيلة هذه السنين . وتمنوا من أعماق قلوبهم أن تتخلص البلاد من رموز الفساد والإرهاب وأن تتولى البلد حكومة ناجحة قوية بمستوى حضارة العراق وتأريخه. و بعد عدة ساعات من الهواجس الكثيرة حطت الطائرة في أرض المطار.
نزل من الطائرة وودع بعض الركاب ولم يتمالك دموعه مرة أخرى . إنها العاصمة الحبيبة بغداد بناسها الطيبين ، وبنخيلها ومعالمها التي لاتغرب عن ذهنه. كم إنه يشعر بشوق جارف إلى أن يشم رائحة الورد الجوري والقرنفل والفل العبقة الذي كان يزرعه في حديقة بيت أخته الوحيدة والتي كانت متزوجة أثناء سفره ومات زوجها قبل سنتين ولم يرزقا أطفالا فبقيت وحدها في البيت كئيبة حزينة تزور جيرانها أحيانا وتقوم بعض صديقتها بزيارتها ، وأصيبت بمرض خطير بدأ ينهش جسمها وأقعدها في البيت فألحت على أخيها بالحضور لأنها في أشد الشوق له.
كل شيئ يهون مادام الوطن هو بيته الكبير الذي سيحتضنه ويخفف من آلامه. سيقيم عند بيت أخته لفترة محدودة وعسى أن يشتري شقة صغيرة بالمبلغ الذي جلبه معه، ويكون عائلة ويجد ابنة الحلال التي تناسبه بعد حياة العزوبية الطويلة وينجبان طفلا ينادي بابا ماما ويملأ حياتهما سعادة وبهجة وحبورا.
إنه ظمآن إلى ماء دجله وطيور النورس التي تحوم فوقه كل مساء. وبشوق إلى زيارة الإمام الكاظم وكربلاء والنجف وأبو حنيفة والباب الشرقي والجلوس في حديقة الأمة والتمتع بمنظر الباعة هناك. كل ذلك طرأ على ذهنه قبل أن يسجد ليقبل تراب الوطن.
إستأجر سيارة تاكسي حال خروجه من المطار ووجد نفسه في شوارع بغداد بعد تلك الغربة الطويلة. ورغم ظلال الليل والأضوية الخافتة فإن ملامح بغداد بدت حزينة يعلوها الغبار .. حدث نفسه إنها ليست بغداد التي تركتها قبل عشرين عاما لقد كانت أجمل رغم النظام الدكتاتوري الذي كان يأخذ بخناق الناس. أوقف السائق السيارة أمام عشرات النقاط العسكرية للتفتيش .. فأنزعج وتأوه أخذ يتململ من شدة الإجراآت . وإنتابته هواجس كثيرة .. قطع سائق التكسي الصمت بينهما وقال ( يابه تره هذا التفتيش من صالح المواطن .. الوضع خطر أولاد الحرام الدواعش جاي يرتكبون جرائمهم بكل مكان يوصلون إله بس شويه غفله من حارس النقطه يمكن تحدث كارثه وتروح عشرات الضحايا وهاي صارت بعدة مناطق وراحت ضحايا كثيره. لازم واحد يكون عنده صبر ويتحمل) أجاب آدم السائق:( كلامك صحيح ميه بالميه لازم ياخذون أشد أنواع الحذر من هذوله الإرهابيين المجرمين اللي إبتله بيهم العراق .) أجابه السائق ( بارك الله بيهم وبكل إنسان حريص على وطنه وشعبه . تره هذوله اللي تشوفهم على السيطرات يسهرون عليه وعليك ومايشوفون عوائلهم إلا بالشهر مره) أجاب آدم والتعب دب في أوصاله (صحيح والله ) وساد الصمت بينهما. وبعد مرور ساعتين وصل إلى بيت أخته الوحيدة طرق الباب طرقا خفيفا ..فتحت له الباب فرأى شبحا أو هيكلا عظميا أمامه. نظرت إليه بعينين غائرتين .. وصاحت من أعماقها وبصوت متهدج مرتعش(خويه آدم حبيبي الحمد لله على السلامه) ترنحت بعد أن تفوهت بتلك الكلمات وكادت تسقط على الأرض فمسك يديها وشعر بأنه يمسك خشبتين باردتين .. هاله جحوظ عينيها وشدة ضعفها وهزالها. لم يتمالك نفسه أجهش بالبكاء وأخذ يقبل رأسها ويديها ماذا حل بك يافطوم ؟ اين ذهبت تلك الصحة ؟ سألها عن معاناتها والمرض الذي تعاني منه وأخفته عنه .؟ عرف أخيرا إنها مصابة بالسرطان وكأن صاعقة وقعت على رأسه. توفيت فاطمة بعد أسبوع من لقائها مع أخيها آدم .. حزن حزنا شديدا عليها لأنه خسر تلك الإنسانة الرائعة والأخت الوحيدة التي شاركته همومه طيلة حياته.
أخذ يجوب شوارع بغداد وحاراتها ودخل في دوائرالدولة بصفة مراجع ومراقب ليعرف ماذا يجري في هذه الدوائر ذهب إلى وزارة التربية وقدم لها طلبا بأنه مغترب عن وطنه من عشرين عاما ومفصول من التعليم لأسباب سياسية وطالب بإرجاعه إلى الوظيفة ) فقام بمراجعات كثيرة ، وأصطدم بعقبات لاتعد ولا تحصى . وأخيرا رُفض طلبه (لأنه مفصول لتركه الوظيفة وليس بقرار سياسي ولعدم وجود نقاط شاغرة في الوقت الحالي) هذا هو الجواب النهائي الذي حصل عليه.
أصيب بخيبة أمل كبيرة وإحباط شديد لأنه إذا لم يحصل على الوظيفة لايستطيع أن يعيش في وطنه. شاهد العجب العجاب من الفوضى في كل مكان دخل فيه وكل ماجرى له لم يكن يتوقعه . وربما تضاعف الروتين الحكومي عن السابق لعشرات المرات.
أصيب بصدمة شديدة بعد أن كانت بداية العودة إلى الوطن صعبة وقاسية ومرة. وردد مع نفسه بيت الشعر:
ماكل مايتمنى المرء يدركه- تجري الرياح بما لاتشتهي السفن. رأى الخراب والكلاب السائبة والفساد وعصابات الجهلة والأميين التي احتكرت الثقافة وجيرتها لرغباتها . رأى المافيات والعصابات والجهلة والأميين والطفيليين من أتباع أحزاب السلطة الذين جيروا الثقافة لأنفسهم واعتبروها حكرا لهم. إنهم يجيدون من أين تؤكل الكتف ، لقد بدلوا جلودهم في العهد الجديد بعد أن طبلوا وزمروا كثيرا للنظام الدكتاتوري السابق. رآهم وهم يلبسون العمائم السوداء والبيضاء وأصبحوا بقدرة قادر وعاظا للناس يعظونهم بالكلام، ويتكلمون عن الحلال والحرام كثيرا في الفضائيات. لكنهم يفعلون عكس مايقولونه. رأى السياسيين وهم يشنون حربا شعواء على الثقافة والفكر ويتطيرون من المثقفين الحقيقيين ويحاولون تجاهلهم بكل الطرق الممكنة. لقد تكشفت أمامه الكارثة الحقيقية التي يعيشها العراق . لقد تغيرت الأسماء فقط والعراق باق على حاله لابل تراجع إلى الوراء.
رأى آدم بعينيه أكوام القمامة تتجمع كالجبال في الحارات والشوارع وتتراكم عليها جيوش من الذباب. ورأى الشوارع المحفورة والأشجار المغطاة بالغبار وكأنها تراكمات من الحزن الثقيل الذي مرت بهذا الوطن. رأى آدم مراهقين من أبناء المسؤولين في الأحزاب المهيمنة يقودون أحدث السيارات. ورأى مئات اللافتات والصور والجداريات الضخمة التي صرف عليها أصحابها من تجار السياسة ملايين الدولارات. ورأى المتطفلين على الثقافة والأدب والأعلام وراى الفساد الرهيب في دوائر الدوله والمفسدون يتصرفون بمعزل عن القانون والنظام . وكل ماأعلن عن مكافحة الفساد لاقيمة له وهو يتفاقم ويزداد يوما بعد يوم .وصار الموظف الصغير يحذو حذو الموظف الكبير في إبتزاز المواطن. رأى آدم الشوارع طافحة بمياه المجاري الثقيلة الآسنة ومناطق آسنة تحتويها أكوام القمامة لاتسكنها حتى الحيوانات وتساءل مع نفسه كيف يعيش البشر في هذه المناطق وفي هذا الوطن الغني الذي يقبع على بحر من البترول ؟؟؟ أين هي أموال العراق والموازنات الضخمة التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات .؟ وتأكد بنفسه إن حكام الوطن يتسابقون على نهش جسد العراق ويسعون للثراء الفاحش ويقتاتون كالطفيليات على مآسي المعدمين وكما يقول المثل(وكل إليها بالمطامع أشعبُ .)
فأخرج دفتره الذي يعتز به كثيرا وكتب قصيدة بعنوان ( جرح العراق) يقول في بعض أبياتها:
لهفي على وجع العراق
حتام تنهشه الذئاب ؟
(قومي رؤوس كلهم )
وبنهجهم ضاع الصوابُ
وصراخهم ملأ التخوم
وساد في الوطن اضطرابُ
شابت رؤوس أحبتي
يًستصرخون فلا يُجابوا
دمهم مباحٌ كل حين
ودليلهم صار الغرابُ
بحث عن أصدقاء العمر فعرف إن معظمهم قد فارق الحياة. زار العدد الضئيل من زملائه المدرسين الذي بقوا على قيد الحياة في بيوتهم فرآهم مصابين بأمراض مختلفة ولا أحد يسأل عنهم . شاهد بعض طلابه وقد غزا رؤوسهم الشيب وهم متعبون منهكون .
لم يكن يتوقع أن يرى الوطن بهذه الصورة المأساوية . أطرق مليا والإحباط يعصف به . سارع إلى الحصول على تذكرة سفر ترجعه إلى منفاه بعد أن يئس في العيش بتراب وطنه . عاد حزينا منكسرا لايلوي على شيئ . بعد عام من رجوعه وفي إحدى الصباحات الثلجية في مدينة مالمو وُجد آدم ميتا في فراشه.
جعفر المهاجر.
17/7/2015م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا