الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئاسة التحالف الوطني، والعرف السياسي .....!!!

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرة هي الخلافات السياسية بين قوى التحالف الوطني التي تحوّلت إلى أزمات مستعصية بينها بفعل الخصومات الشخصية، والتقاطعات الفكرية التي ظهرت في معترك الدعاية الانتخابية، فقد كانت هذه الدعاية تفصح عن مستقبل مظلم لطبيعة العلاقات بين هذه القوى .
.
ومن بين هذه الخلافات هي قضية (رئاسة التحالف الوطني)، فقد طفت هذه القضية على سطح مستنقع الأزمات السياسية؛ وكلّ طرف مسك بعرى الاتهامات، ولا يفتئ عن إلصاقها بالأطراف الأخرى التي لها وجهة نظر أخرى في مسألة حسم هذه الرئاسة .
والخطأ الكبير الذي وقعت به قوى التحالف الوطني أنّهم لم يضعوا لهذه المسألة آليات ناجعة تتسّم بالشرعية الدستورية التي تخرس الأفواه، وتكون ملزمة للجميع، بل اكتفوا بما هو معروف عنها في سيرتها الأولى التي كانت تحسمها التوافقات السياسية، وهو ما يسموّنه بــ(العرف السياسي) .
.
ولنناقش هذا العرف السياسي قليلاً .
ولنرجع إلى الدورة الأولى، فقد ترأس التحالف الوطني (السيد عبد العزيز الحكيم ــ رحمه الله ـ )، وهو شخصية سياسية مرموقة لها ثقلها بين القوى السياسية الأخرى؛ فضلاً عن التحالف الوطني، مع ملاحظة إلى أنّ الخلافات السياسية بين قوى التحالف لم تكن كبيرة، وإنْ وجدت، فكانت تحلّ عبر الحوار الهادئ، والسبب في ذلك هو إنّ التنافس السياسي بين قوى هذا التحالف لم يكن مستعراً .
.
أمّا في الدورة الثانية، فقد حلّت هذه المسألة عبر التوافق بين الكتل، واتفق أغلب أعضائها على إعطائها لــ(د. إبراهيم الجعفري) على الرغم من حصوله على مقعد واحد، فإعطاؤه رئاسة التحالف كان أشبه بردّ الاعتبار له؛ لما تمثله شخصية إبراهيم الجعفري من ثقل سياسي مرموق، واتزان تفتقر له أغلب شخصيات قوى التحالف .
.
وفي هذه الدورة ما جعل الخلاف مستعصياً على الحلّ هو استفحال الخصومة بين قوى هذا التحالف التي جعلت منه بلا دور يذكر، وبلا إجراءات تؤثر؛ لذلك ولد هذا التحالف ضعيفاً هشّاً، ولا حجّة لمن يقول : بأنّ هناك جهات تحاول إضعاف هذا التحالف مستعيناً بلغة الاتهامات المستهلكة؛ لأنّ هذا التحالف لا قوّة فيه؛ لأنّ القوّة في الاتحاد، وهو للأسف مفقود، وبذلك نُسِفَ العرف السياسي الذي للأسف سارت عليه الدولة، وليست رئاسة التحالف فقط ، وما جلب إلّا الفشل، والخلافات .
.
تصوّر معي بلد تحاول القوى الحاكمة فيه أن تأخذ بيده إلى مصاف الدول المتقدّمة، وتريد له الازدهار، والتطور؛ تديره بعقلية (العرف السياسي ..!!) الذي أصبح أكثر قدسية من الدستور العراقي، والقانون .
إذن سوف نتقدّم، ونزدهر؛ لكن في عالم آخر ................ !! .
.
ويبدو لي أنّ الحلّ يكمن في وضع نظام داخلي شامل لكلّ مهام هذا التحالف، وأنْ لا يهمل التفاصيل المهمّة، وآليات انتخاب رئيسه؛ كما أهملت في أغلب القوانين، والاتفاقيات، بل يجب على الهيأة الثمانية العمل على جعله شاملاً، وخالياً من الثغرات، وعليهم أيضاً إلباسه صفة قانونية ملزمة، أو قريبة من ذلك مثل مواثيق الشرف، وبذلك يمكن أن يكون (التحالف الوطني) مؤسسة لها دور فاعل، ومهم، ومؤثر في تقويم الواقع السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح