الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل بلا عنوان - من الرسالة الاولى - تشيرنيشيفسكى - ترجمة فيتولد ليبو

سعيد العليمى

2015 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


من ترجمة صديقى العزيز فيتولد ليبو - الذى عمل قبل تقاعده مترجما للعربية فى سفارات موسكو فى مصر واليمن والكويت - وهو من محبى الشعب العربى . وقد ترجم هذا المقطع بناء على طلبى ويطرح فيه الكاتب فكرة عميقة جديرة بالنقاش مفادها انك لاينبغى ان تطرح على الشعب مهمة قبل ان يكون مستعدا ومهيئا للاستفادة بنتائجها والا افسدت على الشعب المهمة . هناك فى بلادنا من يسعون لاشعال الحرائق من الثوريين دون ان تكون لديهم لاالرؤى الثورية ولا الاطر الثورية ، اى لانظرية ثورية تطابق
ولاقيادة ثورية ولاحزب ثورى ، ويراهنون على انتفاضات الجياع . والحال لاتشعل حريقا قبل ان تكون قادرا على السيطرة عليه - ولاتستثر حركة انتفاضية ان لم تكن قد عينت وجهتها واهدافها الثورية بدقة وضمنت ان طلائعك الكادحة الاساسية قد ساندتك وان اثرها الفاعل النشيط يمتد بجذوره لقوى اجتماعية ادركت ضرورة التغيير الثورى وضروة اقتلاع القديم من الجذور وتقويضه من الاساس - وهذا يعنى ان لديك الحد الادنى من هيئة اركان متبلورة نظريا وسياسيا وتنظيميا وفى مرحلة معينة عسكريا - ان اعتى الانهار اذا فاض دون حصره وراء سد او بين ضفتين يمكن ان يهدر فى البحر المالح . واشد العواصف عويلا يمكن ان تتبدد ان لم توضع امامها طاحونة الهواء بشكل يجعلها تدور . انتظار انتفاضة جياع عمياء هادرة كالزلازل والبراكين تخوض معارك مشتتة ومبددة لن يسفر عن شئ فهى فى ذاتها وفى عفويتها لن تسفر عن شئ. ربما من الوارد ايضا انهيار الطبقات المتصارعة معا - كما نبهنا ماركس لاحتمال ذلك - لابد للتحريض ان يتناسب مع تنامى القوى والتنظيم - انتفاضة جياع غير مستعدة ومعدة بشكل حقيقى وحفزها قبل الاوان يعنى تقديم رقبتها للذبح - وهذا هو درس يناير الاول الذى يتعين فهمه والعمل على اساسه .
: ( تشيرنيشيفسكي – "رسائل بدون عنوان" . من الرسالة الأولى:
إنكم تقولون للشعب: عليك أن تسير في الاتجاه الفلاني.. ونحن نقول له: عليك أن تسير في الاتجاه الفلاني. ولكن أفراد الشعب كلهم تقريبا يسودهم النعاس.. أما هؤلاء القلائل الذين قد استيقظوا فيجيبون قائلين: إن هناك نداءات إلى الشعب تدوي منذ مدة طويلة بأن يسير في طريق أو آخر.. وقد حاول الشعب مرات عديدة الإصغاء إلى هذه النداءات ولم يحصل على فائدة. لقد دعوا الشعب لتخليص موسكو من البولنديين فنهض الشعب وخلصها فمكث بحالة أسوأ من السابقة ولا يمكن أن تكون أسوأ لو بقي تحت البولنديين. ثم قالوا له: اذهب لتخليص مالوروسيا (روسيا الصغرى) فقام بتخليصها دون أن تتحسن حالته أو حالة مالوروسيا نفسها. قالوا له: عليك أن تحارب من أجل علاقتك مع أوروبا فذهب لينتصر على السويد وكانت غنيمته – إلى جانب موانئ البلطيق – هي فقط الحصول على نظام التجنيد وتوكيد القنانة. وبعد ذلك استجابة لنداءات جديدة تغلّب مرارا على الأتراك واستولى على ليتوانيا ودمر بولندا ولم يحصل أيضا على أية فائدة لنفسه. ثم قاموا
بتحريكه ضد نابوليون فأحرز لدولته المكانة الأولى في أوروبا وتُرك في نفس حالته
السابقة. وبهذا الشكل كانت استفادته من النداءات الأخرى المتتالية على نفس
المنوال.. فكيف نتوقع أن يستثار الآن بنداءات جديدة مهما كانت؟ إنه لا ينتظر منها أن تعود عليه بأية فائدة كما في السابق. )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الأربعاء 3 يوليو 2024


.. لاختبار ما يعيشه أبنائهم.. الآباء في كوريا الجنوبية يسجنون أ




.. مذيع صباح العربية عن إحساس الأبوة: تربية طفل أصعب من رئاسة أ


.. صباح العربية | اقلق اليوم.. تصاب بباركنسون غدا




.. شروق الشلواتي تناشد القضاء اللبناني: -دكتور فود برئ لا تظلمو