الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار على المسنجر

ماجدولين الرفاعي

2005 / 10 / 13
كتابات ساخرة


تنشر أعمالها على الشبكة، مرفقة بصورة تظهرها رائعة الجمال بابتسامة أخاذة، وشعر مرسل، وثوب يكشف عن بعض عنق.

ملامحها توحي بأنها واثقة من نفسها، تعرف كيف تخط طريقها إلى أبعد مدى، ولا تنسى طريق العودة.

تفتح مسنجرها بشكل اعتيادي أثناء الكتابة أو التصفح. تطل من أسفل الشاشة، أيقونة تحمل "وردة"، تتبعها عبارة "مساء الخير".

تفتح صفحة الحوار. تجد التحية من شخص سمى نفسه "العراب".

العراب: مساء الخير، يا سيدتي!

الشاعرة: أهلا أهلا! من معي، لطفًا؟

العراب: أنا الأديب (فلان). أود أن أتعرف إليك. قرأت لك الكثير.

الشاعرة: آآآه! أهلا بك، وأشكر اهتمامك بما أكتب.

العراب: اسمحي لي، يا سيدتي، أن أبدي إعجابي بأناقة حروفك وأشعارك الرائعة الجميلة.

الشاعرة: العفو! يخجلني مديحك لي. فأنا ما زلت في بداية الطريق.

العراب: لا تتواضعي، سيدتي! أنت عماد الأدب. لو وجدت مثلك اثنتان، لازدهر الأدب في بلادنا.

الشاعرة: أقدرك، أيها الصديق. وأحيي رأيك. وصراحة، لم اصل لما أنا عليه إلا بعد جهد ومثابرة وعمل دؤوب.

العراب: نعم، أقدر ذلك. وأنا سعيد لأن الظروف أتاحت لي فرصة التعرف إليك.

الشاعرة: وأنا، أيضًا. هلاّ حدثتني عنك؟

العراب: دعك مني، الآن. لا يتسع الوقت لأحصي لك مؤلفاتي وكتبي ومجالات اهتمامي، وعدد اللقاءات التي أجريت معي، والأمسيات التي أقمت، والمهرجانات التي دعيت إليها، والشهادات التقديرية التي حصلت عليها، وما كتب عني وعن إبداعي.

الشاعرة: أنت مبدع، يا سيدي. وأفتخر بمحادثتك.

العراب: دعينا، الآن، من الحديث الممل في الأدب، وأخبريني كم عمر هذا الجمال الصارخ؟

الشاعرة: في الثلاثين، يا سيدي.

العراب: أوووووووووه! معقول؟ تبدين في العشرين فقط، وفي كل الأحوال أنت رائعة الجمال.

الشاعرة: أشكرك، يا سيدي. هذا من ذوقك. ولكن، مارأيك في المشهد الثقافي في الوطن العربي؟

العراب: ثقافي؟ هل أنا مجنون لأناقش الثقافة وأنا في حضرة أجمل امرأة! أخبريني ماذا تلبسين الآن؟؟

الشاعرة: لم أفهمك، سيدي؟ ما معنى ماذا ألبس؟؟ وماذا يهمك في ذلك؟

العراب: هو فضول، لا أكثر. أريد أن أعرف هذا الجسد الجميل أي لون يناسبه ليزيده فتنة واشتعالاً.

الشاعرة: يبدو أني أخطات في حواري معك. أعتذر وأنسحب.

العراب: ما بك، يا عزيزتي؟ نحن نتكلم، لِمَ أنت معقدة؟

الشاعرة:لست معقدة. لكنك تفتح حوارًا غير محترم.

العراب: على رسلك، سيدتي. يبدو أن المدح أغرّك. هل صدقت أنك أديبة؟

الشاعرة: نعم، أنا أديبة رغمًا عنك.

العراب: ههههه. تضحكني كلماتك. أنت تتصورين أن بعض خربشات على الجدران تسمى أدبًا؟ اسمعي! أنا أصلاً لا أومن بكتابة المرأة مطلقًا.

الشاعرة:عن إذنك! أشعر بالغثيان من حديثك.

العراب: اذهبي، وأعدي الطعام، وانسي أمر الأدب والشعر، ياااااااااااااااااا شاعرة! ههههه.


ماجدولين الرفاعي
تشرين الأول (أكتوبر) 2005
سورية

www.arab-ewriters.com










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟