الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرابحون والخاسرون من الاتفاق النووي الايراني

كور متيوك انيار

2015 / 7 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


الرابحون والخاسرون من الاتفاق النووي الايراني

كور متيوك
[email protected]
بعد سنوات طويلة من مفاوضات شاقة وشد وجذب بين ايران والقوى الدولية حول البرنامج النووي الايراني والتي كانت ايران تصر على حقها في التخصيب النووي للأغراض السلمية ، بينما كان المجتمع الدولي وعلى رأسها امريكا والتي تبدوا في عهد اوباما أنها اقل قلقاً على إمكانية امتلاك ايران للسلاح النووي ، بينما تشعر اسرائيل بالخذلان من قبل حليفتها العظمى الولايات المتحدة وذلك على مر اعوام طويلة وقفت فيها امريكا بجانب اسرائيل ، وعلى اثر تلك المواجهة المحتدمة وفي قمة عنفوان الجمهوريين والمحافظين الجدد في عهد الرئيس بوش الذي كان يرى شراً في كل مكان و يتأهب للقضاة عليه ، ولقد كان نائبه ديك شيني يدفعه للمضى الى الامام في تدمير قوى الشر ، لكن لم يكن من السهل مواجهة العراق و ايران في وقت واحد لذلك تم تأخير مشروع تدمير ايران الى حين اشعار اخر .
وفي العام 2006م اصدرت مجلس الامن مجموعة من القرارات بشان فرض عقوبات ضد ايران و الحقتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بمجموعة اخرى من العقوبات القاسية التي جعلت القادة الايرانيين يعيدون النظر حول استراتيجية المواجهة مع الولايات المتحدة واثر تلك العقوبات على موقع ايران المؤثر في الشرق الاوسط ، لذلك تأهبت ايران للرجوع الى الخلف ، فأعداء ايران الخليجيين وخاصة السعودية كانوا ينتظرون لحظة سقوطها المدوي ، لذلك تفاوضت مع الولايات المتحدة وانتهت الامر بالتوقيع على اتفاق مرحلي في 24 نوفمبر 2013 وتعهدت فيها بتجميد بعض انشطتها النووية خاصة التخصيب وتجميد العمل في مفاعل اراك ، مقابل رفع العقوبات .
وفي 12 ابريل تم الاتفاق في مدينة لوزان السويسرية و اعلن الاطراف التوصل الى اتفاق إطار و خطة عمل شاملة كانت بمثابة مسودة إتفاق نهائي وكان يفترض التوصل الى اتفاق نهائي قبل نهاية شهر يونيو والبدء بالعمل بها في شهر يوليو ، لكن كان هنالك بعض الصعوبات التي تواجه التوقيع على الاتفاق ومنها المعارضة الشديدة التي تواجهها ادارة الرئيس اوباما من قبل الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس ، بالإضافة الى المعارضة الشديدة لإسرائيل لاي اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي دون أن تتضمن إشارات واضحة من قبل ايران بعدم تهديد امن اسرائيل والتخلي عن تهديداتها بتدميرها ، وكان لابد على إدارة اوباما تطمين حلفائها الاقليميين وعلى رأسهم اسرائيل والسعودية .
الإتجاه الاميركي نحو ايران والتي تعني إتاحة فرصة لإيران للنمو ومد نفوذها الى المزيد من دول المنطقة كما فعلت في العراق وسوريا وفي لبنان عن طريق حزب الله وفي اليمن والكثير من المناطق التي تشهد نزاعات وصراعات ، ولقد عبرت السعودية عن عدم ارتياحها وقبولها بالاتفاق بتكوين حلف عسكري من الدول العربية وبعض الدول الافريقية التي ابدت استعدادها للمشاركة في عاصفة الحزم مثل السنغال التي اعلنت مشاركتها بكتيبة قوامها 2100 جندي والسودان و الاخير شاركت بالفعل في العمليات العسكرية ، لكن السعودية رغم ذلك لم تنجح في لفت نظر الولايات المتحدة اليها ، فالحرب الذي كان يفترض بها أن تنتهي في ايام فقط امتدت الى شهور منذ مارس من العام الحالي ، السعودية التي انفقت اكثر من 80 مليار دولار للتسليح العسكري في 2014م وقفت مشدوهة امام ثبات الحوثيين ، ولم يستطيعوا فرض الرئيس عبد الربه منصور اللاجئ في السعودية على الشعب اليمني .
رغم أن اسرائيل تشعر بخطر حقيقي من ايران نووية غير أن الاتفاق لها فوائد اكثر من الاضرار على اسرائيل ، فالاتفاق سيفتح افاق اوسع لها لإقامة علاقات مع دول الخليج والدول العربية وخاصة السعودية ، ولقد اشارت بعض التقارير مؤخراً عن عدة اجتماعات عقد بين بعض المسئولين الخليجيين مع مسئولين اسرائيليين للتنسيق حول كيفية تداري الخطر النووي الايراني ، وهذا سيخرج اسرائيل من العزلة التي تعيشها منذ زمن طويل بسبب القضية الفلسطينية ، ولقد اصبح واضحاً ان القضية الفلسطينية لم تعد اولوية لدى العرب . لكن السعودية ستكون اكثر الدول الخاسرة في هذا الاتفاق على المدى الطويل فالربيع العربي والذي وجدت دعماً قوياً من قبل السعودية وحتى لو كانت دعماً حذراً ستمتد الى السعودية وهذا ما سيعمل الولايات المتحدة على تحقيقيها في الاعوام القادمة خاصة في حال تمكن الجمهوريين من الوصول الى البيت الابيض .
فسياسة الفوضى الخلاقة لن ينجو منها الدول الكبيرة في الشرق الاوسط من اجل مشروع الشرق الاوسط الكبير ، ولقد شهدت السعودية نمواً ملحوظاً واستقرار كبير على المستوى الداخلي ، رغم النظام القمعي المتبع فيها ، فالهدف النهائي للسياسة الخارجية الامريكية هي رؤية الديمقراطية تسود السعودية وليس نظاماً ملكياً ديكتاتورياً ، فكما ساهمت السعودية في تشديد الخناق على ايران فإن ايران هذه المرة ستعمل مع الولايات المتحدة حتى تنزلق السعودية في اتون الفوضى التي شهدتها دول المنطقة من العراق الى سوريا واليمن وليبيا .
إذن يمكن القول أن سوريا و اسرائيل من اكثر الدول التي ستجني فائدة التغييرات في المنطقة التي ستتبع الاتفاق مع ايران ؛ اما الدول الخاسرة فيها فهي السعودية بالتأكيد وستعمل كل ما بوسعها لتفادي العواقب الوخيمة ولكن من يعرف فربما سنشهد بعد خمسة عشرة عاماً او عشرين عاماً وتلك الاعوام تمثل الفترات الزمنية للاتفاق مع ايران ، ربما سنرى عبر شاشات قناة الجزيرة مظاهر الدمار الهائلة التي لحقت بالسعودية كما حصلت في ليبيا وسوريا والعراق ، والسعوديين يتدفقون الى دول الجوار طلباً للامان والغذاء والهروب من الجحيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجدة أورسولا تعود لعائدة قديمة


.. في عيدها التاسع.. وليام وكيت ينشران صورة لابنتهما شارلوت




.. كلفته 3 ملايين دولار.. حفل زفاف -أسطوري- في الإهرامات


.. ماكرون يحذر: خطر الموت يداهم أوروبا ونحن لسنا مجهزين لمواجهة




.. الرقص على تيك توك.. إقبال يتعارض مع -التحفظات الاجتماعية-