الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ألضباع- ..تنتشي -بالنصر- ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 7 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


"ألضباع" ..تنتشي "بالنصر" ..!!
ألضبع في ألموروث ألشعبي (الفلسطيني الفلّاحي) حيوان ممقوت ،لأنه ماكر.. "يضبع " الرجل برائحته فيُخدره ، لِيُجبر الرجل على السير وراءه وإتباع خطواته وصولا الى وكره أو بالحري مغارته ، عندها يقوم الضبع بقتل الرجل ومن ثم إفتراسه متقاسما إياه مع أفراد اسرته الصغيرة ، وربما أفراد القبيلة ... ولا يُنقذُ الرجل" الفريسة "من هذا المصير المشؤوم ،إلا إذا أسعفه حظه وأصطدمت جبهته بمدخل المغارة فيسيح دمه ، لِيُفيق من "الضبعة"، ويفر هاربا بجلده بعد أن كان في عداد الفرائس ..!!
ويضبع فعل مشتق (بالعامية طبعا) من كلمة ضبع ، ويعني بأن الضبع يُخدّر الرجل ويسيطر عليه ، يتحكم فيه وفي سلوكه ، يقوده أنّى يشاء وكيفما يشاء ..!! ولا منفذ أو فرار من هذا التنويم المغناطيسي الضبعي إلا بصدمة قومية ، يسيح على إثرها الدم . وتوسع انتشار استعمال المصطلح ليحمل معنى مجازيا كقولك "فلان ضابعه أبوه " ، و"علان ضابعته زوجته" .. أي لا يحرك ساكنا الا بإذنه -ها ...هههه
ولطالما سمعنا قصصا عن الضباع والمضبوعين ونحن صغارٌ من أخوتنا ، أخواتنا أو كبار السن الآخرين . وقد أُشتهرت منطقة ،في قريتنا سابقا (مدينتنا) حاليا ، بأنها "أرض "الضباع ومناطق سكناها ، كان ذلك في القديم عندما كانت هذه المنطقة حرجية ومنطقة غابات ،فمن المؤكد بأن بعض الحيوانات البرية سكنتها . أما اليوم وبعد أن أصبحت المنطقة مأهولة بالسكان والحوانيت ، فلا ضباع ولا أرانب حتى .
كان إسم هذه المنطقة وما زال منطقة الخانوق ، لأنها ممر ليس بالعريض بين الجبال ،كان المدخل الوحيد لقريتنا ، بلا إضاءة وبلا شركاء في الطريق . كان ولا شك ، ممرأ مخيفا لِمن يعود متأخرا ليلا ويضطر للسير وحيدا ولمسافة طويلة حتى يصل البيوت الأولى للقرية آنذاك .
كانت حكايات الضباع والمضبوعين "فاكهة" شتاء اهلنا في ليالي الشتاء الطويلة ، ففي تلك الليالي الماطرة والباردة ، كانت النار ،الحكاية والقهوة السادة (المُرّة ) ، "الفاكهة " التي يتلذذ بها الجميع في تلك الليالي البديعة ، البسيطة والسحرية.
وجاء زمان "توقفت" فيه الضباع عن القيام بمهمتها ، فتوقفت عن "ضبع" الناس ، تخديرهم وتنويمهم مغناطيسا ، بل أصبحت تبحثُ لنفسها عن "ملجأ " وملاذ من المضبوعبن السابقين .
لكن وظيفة الضبع ، لم تفقد بريقها ، فأهتبل الفرصة ، ضباع من البشر ، يُخدرون إخوانهم ، ينوِّمونهم مغناطيسيا ويُسيطرون على عقولهم ..
ولقد تحولت "أُمة " كاملة ، الأمة العربية ، إلى أمةٍ مخدرة ، مضبوعة ، مُسيطرٌ على عقولها ، تسير خلف "ضابعيها" من وعاظ السلاطين ومشايخ الإسلام السياسي ، الذين يبيعون لهذه الأمة "مخدرات " من نوع "الطاعة الواجبة " من طرف الى وهم استعادة الخلافة من طرف آخر . ولا ننسى مخدر الأمة العربية الواحدة ، وتحرير فلسطين من البحر الى النهر .
والمضبوعون يسيرون خلف ضابعيهم ، وتصطدم جباههم كل يوم بمدخل المغارة التي يُقادون اليها ، تسيل دماؤهم وتتهشم عظامهم ، وهم يطلبون مزيدا من المخدرات ..
وجاء قطيع الضباع ، الذي يُقدس التوحش ويجعله هدفه الآسمى ، إنه قطيع الضباع الداعشي الذي "ضبع" الكثير من الشباب المُخدر والضائع، وقادهم نحو قطيعة مع إنسانيتهم ، ليصبحوا ماكينات قتل في خدمة ، المُخدر وثقافة التوحش ، يُحاكون بافعالهم هجوم قطيع من الضباع على فريسة .
لكن أقسى ما يُمكن مشاهدته ،حين يتحول الضبع الى "هدف " متحرك ، لبعض الضباع المضبوعة والتي تحمل إسم إنسان ..
اليكم هذا المشهد ، وهو صعب على المشاهدة ... لقد تم تحذيركم ..
http://www.bldtna.com/art,79015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - !لا تعاطف مع الضبع
ملحد ( 2015 / 7 / 28 - 19:14 )
لقد رأيت الفيديو
قد اتعاطف مع اي حيوان اخر عدا الضبع!

تحياتي


2 - عزيزي الاستاذ قاسم محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 7 / 28 - 19:47 )
الضباع البشرية الاكثر قسوة و خسة تستحق اكثر مما شاهدناه
هؤلاء القتله قتلوا و تلذذوا بقتل ضبع حيوان لكن ربما في داخل البعض منهم روح ضباعية اكثر فتكا من الضبع نفسه
ربما فكروا انهم يخَّلصون بفعلتهم القاسية هذه بلدتهم و بعض اهلهم
نتمنى ان يتوحدوا لنفس الفعل ضد ضباع داعش
شكرا


3 - العزيز ملحد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 29 - 09:11 )
مرحبا
في المحصلة فالضبع هو حيوان كالقطة والكلب ، رغم -سمعته- السيئة ..
لكن المقال يا عزيزي يذهب ابعد من -عالم الحيوان - ، فالضباع من حولنا كثيرة !!
مودتي


4 - عزيزي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 29 - 09:13 )
تحياتي وشكرا
نعم ، تعمدتُ الخلط بين نوعي الضباع ، البشرية والإنسانية .
والضباع البشرية اشد فتكا وضررا
مودتي


5 - عزيزي احمد الرفايعة ؟
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 29 - 09:15 )
تحياتي
وشكرا لك على الكلمات اللطيفة
مودتي


6 - عزيزي احمد الرفايعة ؟
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 29 - 09:53 )
تحياتي
وشكرا لك على الكلمات اللطيفة
مودتي


7 - الاخ قاسم
ملحد ( 2015 / 7 / 29 - 11:03 )

ادرك ان المقال يذهب الى ابعد من - عالم الحيوان -....
ولكني اعتقد انك لم تنجح في ايصال الفكرة !

ادعوك الى مشاهدة هذا الرابط المرعب عن اكل الضباع لضحاياها وهي حية! قد تغير رأيك!

https://www.youtube.com/watch?v=jtBMI3Xn2qg

تحذير: لا انصح ذوات القلوب الضعيفة بمشاهدة المقطع

لقد نجح الاخ ظافر موسى لايصال نفس الفكرة في مقاله
فرخندة! باي ذنب قتلت , وها هو الرابط

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=477717

تحياتي


8 - شكرا للعزيز ملحد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 29 - 11:36 )
سأحاول ان أكون اكثر وضوحا في مقالات لاحقة
وشكرا على الفيديو والمقال

اخر الافلام

.. ما هي تداعيات إبطال محكمة العدل الأوروبية اتفاقيين تجاريين م


.. إسرائيل تستعد لشن هجوم -قوي وكبير- على إيران.. هل تستهدف الم




.. واشنطن بوست: تساؤلات بشأن مدى تضرر القواعد العسكرية الإسرائي


.. مسيرات تجوب مدنا يابانية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة




.. رقعة | كيف أبدل إعصار هيلين ملامح بلدات نورث كارولينا في أمر