الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء الوطنية والمشكلة الأزلية

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لا تذكر الكهرباء في العراق إلا وتنفتح قريحة العراقي للشكوى والتبرم العريضين بسبب ما نال العراقيين من أذى و حيف كبيرين من هذا الملف الشائك الذي لم تلح في أفق العراقيين إمارات أو علامات تنم عن حل وفرج قريب يرجوه العراقيون من هذه الشدة الملازمة لهم منذ عقود خلت.
المليارات من الدولارات التي أنفقت في هذا الباب الواسع من أبواب الفساد الكبيرة ، ذهبت بلا طائل تحتها لأنها لم توضع في مكانها الصحيح لأن القائمين على ملف اعمار الكهرباء أحد اثنين لا ثالث لهما ، إما سارقين منتفعين لا يهمهم سوى ملء جيوبهم التي لا يبدو أنها ستمتلئ مهما وضع فيها من مال ! فإن لم يكونوا سارقين فذلك أنكى وأبشع لأنهم سيكونون جهلة وغير مهنيين ولهذا الأمر نصيب كبير من الصحة ، فالتناول الخاطئ للمشاكل الملازمة لملف الكهرباء حيث الحلول الترقيعية القائمة على إصلاح الجزء المتضرر من المنظومة فقط علما أن عمر المنظومة الافتراضي قد انتهى منذ زمن طويل ما يعني أن إبدال الجزء التالف منها سيلقي بالحمل على الأجزاء القديمة التي تنتظر لحظة انتحارها غير المعلومة إذ أنها مسألة وقت لا غير ، لكن التخطيط السليم المبني على المهنية والعلمية والأساليب التكنولوجية الحديثة غائب عن الملاكات التي تتولى إدارة ملف الكهرباء في العراق لأنها تتبنى مبدأ الترقيع حلا في كل إجراءاتها المتبعة في ملف الاعمار ، إذ لم نجد محاولات أو خطوات جدية لإعادة بناء منظومة كهرباء تنسجم مع التوسع الكبير في قاعدة استهلاك الطاقة الكهربائية الواسعة حيث النمو الإسكاني والسكاني العشوائي في العقد الأخير . إن عدم استغلال الموارد المالية الهائلة في الموازنات المالية العراقية المهولة في السنين الماضية استغلالا سليما أدى إلى تردي واقع قطاع الكهرباء ترديا مستمرا ، فلم نجد وزيرا من وزراء الكهرباء يقدم على خطوة جريئة لإدخال أساليب وموارد طاقة مستدامة رخيصة جديدة ، مثل استغلال الطاقة الشمسية في بلد مثل العراق لا تغرب عنه الشمس كما يقال ، أو استغلال طاقة مستدامة رخيصة أخرى مثل طاقة الرياح التي لا تنقطع أو تتوقف في غرب وشمال العراق ، أو حتى إنشاء مفاعلات الطاقة النووية السلمية لإنتاج الطاقة الكهربائية الرخيصة كما هو منتشر في غالبية دول العالم المتحضر بدلا عن استيراد الطاقة الكهربائية الجاهزة المكلفة ماديا من دول الجوار ، لكن المسئولين عن هذا القطاع المهم في العراق استمروا الصفقات الكبيرة التي تبرم باستمرار لتقاضي المزيد من العمولات التجارية عن تلك العقود المخيفة، فمحطات توليد الطاقة الكهربائية الغازية مثلا صممت لتعمل كمحطات دعم وإسناد لمنظومة الكهرباء الدائمة الحرارية أو المائية ، تعمل عند حدوث طارئ من عطل أو تخريب أو صيانة لتلك المحطات الرئيسة الدائمة ، لا أن تستمر في العمل فهي غير مصممة للعمل لفترات طويلة لسرعة استهلاكها ، والمضحك المبكي في الأمر أن القائمين على قطاع الكهرباء قد استوردوا تلك المحطات الغازية من دون تهيئة البنية التحتية اللازمة لها من أنابيب الغاز المجهزة للغاز اللازم لتشغيلها في بلد يحترق من الغاز المصاحب لعمليات الاستخراج والتكرير ملايين الأقدام المكعبة يوميا بدل استغلالها والأنكى من ذلك أن وزارة الكهرباء تتعاقد مع الجارة إيران لتجهيزها الغاز اللازم لتشغيل تلك المحطات ومد الأنابيب الناقلة من الأراضي الإيرانية إلى حيث تنتشر تلك المحطات التافهة الاستنزافية لثروات البلاد . أخيرا إن الحل الأمثل هو أن نبدأ تأسيس منظومة كهربائية جديدة مبنية على استغلال الطاقة المستدامة النظيفة الصديقة للبيئة والتي تمتاز أيضا برخصها ، وليستغرق هذا المشروع المبني على أسس سليمة ما شاء من زمن أو مال ، فقد أضعنا منهما الكثير ولا نتيجة تذكر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب