الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي مرض عضال

اسماعيل جاسم

2015 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



الاسلام السياسي واتساع رقعته بأوساط شعبية الذي توفرت له المناخات وتهيأة له ارادات سياسية اخذت تعمل بين هذه الاوساط لتكون لها قاعدة ومنطلقا ولا يوجد فضاء اخصب من هذه الاجواء ، فأوجدوا دعاة بعدما ارصدوا الاموال وبعدما فتحوا القنوات الفضائية واوجدوا صحفا وكتابا وشعراء واعلاميين حتى بعض المحسوبين على التيارات العلمانية واليسارية دسوا اقلامهم ورؤوسهم ليكونوا احد الحلقات والاصوات والاقلام ، بعد عام 2003 لم يكن تياراً واسعاً لكنه كان موجودا وفاعلا بدليل بقاء مراكزهم " الجوامع والحسينيات والزيارات والقصائد الحسينية لم توجه لها ضربة قاصمة مثلما كان التعامل مع التيار العلماني واليساري الذي ضربت مقراته واعتقل قادته واعدم وطورد ولم يكتف البعثيون عند هذا القدر بل اوجدوا " الصف الوطني " ودعوا جميع اعضاء الحزب الشيوعي الذين اعلنوا براءاتهم واعتزالهم للعمل السياسي الانضمام الى الصف الوطني ، لذلك بقيت القواعد الدينية سالمة عدا مطاردة البعض وتضييق الخناق عليهم ،واجهوا الاعدامات والمطاردة بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ، المهم في حديثنا ان الاسلام السياسي توسع وتمدد بين الشباب العاطل حاله حال الشباب الذين انتموا ال الدواعش مستغلين بطالتهم وعوزهم ، تكونت لهذه التيارات الدينية خطباء ووعاظ اضافة الى الاعلام والاموال والسيارات والقصور والبيوت الفارهة والقاعات الكبيرة المؤثثة والمجهزة بأجهزة التبريد والسجاد الكاشان والثريات والصوتيات والكاميرات الحديثة ، تكونت مراكز قوى جديدة ظهرت في الساحة العراقية واصبح لها نفوذ .بدأت المسيرة الطائفية بثقافة الانتماء الى المذهب والكتلة والتيار واصبح لهم صوت بل اصوات في البرلمان ومجالس المحافظات والمجالس المحلية وانقسم العراقيون الى قوى متصارعة وبقي العراق ونخبه المثقفة بعيدة كل البعد لكنها لا تستطيع تغيير ما يجري لأن الجماهير توزعت بين هذه الاحزاب والكتل والتيارات واخيرا جاءت الفتوى " الجهاد الكفائي " رافدا آخرا لجذب المتطوعين في الحشد الشعبي الى هذه القوى . وفي الطرف الآخر كانت داعش تجبر المواطنين الشباب خاصة منهم الانضمام اليهم وادخالهم بدورات تعليم السلاح وتعليم الفقه التكفيري الذي يجيز ذبح الانسان وقتله ودربوا الفتية من اعمار صغيرة وتعليمهم الرمي والاعدام . هنا يتضح ضعف التيار العلماني واليساري بشكل ممنهج ومدروس والصاق التهم والتكفير ومداهمة بعض المراكز الثقافية التي تعتبر مراكز اشعاع للثقافة العراقية . تسارعت الاحداث وبنيت القواعد وانبثق منها التسييس للدين وللفقه والتفسير اضافة الى ثقافة التكفير التي اعتبرت الملاذ لأحتواء الشباب بعد نبش التأريخ واتهام وتكفير الصحابة الاولين ، وللأن مازالت بعض الجوامع تبث سموم الطائفية ، مثلا في بداية الحديث الصلاة على محمد وال محمد والعن عدوهم وانصر ابنهم ، كما رفعت بعض االفصائل المسلحة صورا للسيد الخامنئي والامام الخميني وبعض الاعلام والعلم الايراني حتى امتلأت الساحات والشوارع والجدران بهذه اللافتات " فليكس " ذات المساحات الكبيرة ووضعت صور الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من الحشد وهذه ظاهرة مؤلمة تظهر بها داعش بأنها قوية بحيث استطاعت قتل المتطوعين من الحشد الشعبي ومن القوات الامنية ، القيادات السياسية تعمل الى تغذية العنصرية والمذهبية والعرقية وشرح اسباب الانتماء اليها . وكما تقول البديهة للارهاب وجهان وجه قتل واحتلال الاراضي العراقية والوجه الآخر الفساد الذي نخر الاقتصاد ودمر العراق ولم يزل يمارس بأبشع صوره وهو اخطر من داعش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفات تضامنية بمدن مغربية عدة تطالب بوقف التطبيع ومقاطعة إسر


.. فايز الدويري: المعارك في منطقة جباليا ستكون صعبة وقاسية




.. ناشطة أمريكية تهاجم المتخاذلين عن نصرة غزة


.. تحذير من المحكمة لمايكل كوهين بسبب مقاطع فيديو على تيك توك ح




.. ميلانيا ترمب تمنع ابنها بارون من الانضمام لعالم السياسة.. فم