الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطاوجي

حسن الشرع

2015 / 7 / 29
الادب والفن


لم يكن يعرف شيئا غن شوبنهاور او المعري او ايليا ابو ماضي كان لا يقر بذلك، ولربما سمع بهم .كان لا يجيد لعب الكرة كبقية اقرانه وحين يقرع على تمريرة رديئة او ركلة سيئة يتذرع بان رياضته هي الملاكمة. كانت الملاكمة توفر لها عالما امبراطوريا للحديث مع غيره عن غضروف انفه الذي كسره المدرب ،هزة الراس اتي يفهمها صاحبنا اعجابا اسطوريا هي التعبيرالذي استهواه وتعود عليه.
لطالما تحدث عن مواقف دون كيشوتية كان بطلها الوسيم بقوة عضلات زنديه وكفيه وقبضته ،هو بطل ذاته الكبيرة وعالمه الفرضي.
يضايقه فقر عائله لكنه يعيش في سعة من خياله اليقض فاحلامه تتعدى الغنى وتناطح مهرجانات الملوك وكرنفالات افراح القياصرة. مفردات حديثه لا تخلو من جيفارا وليلى خالد ومحمد علي كلاي وفيريري الذي يفخر برؤيته وهو يزور احدى مدارس بنات المدن المقدسة.
لا يريد مغادرة فضائل العروبة وثورية مواقفها وسعة ارضها واتساخ ماضيها ولا يرغب عن صيد اشتراكي للفقراء فيه نصيب في بلاد بعيدة ولا يرغب في الاعلان عن التمرد عن طقس ديني او اجتماعي فلطالما، لقد كان توفيقيا حتى بين صراعاته الذاتية.
لا يوجد أجمل من أن يعمل المرء سائقا لقطاركبيرلمسافات طويلة،هكذا انهى كلامه عن مستقبله، لقد نجح في اتخاذ قراره ،اذن انت القطارجي،بل انت القطاوجي،هكذا تكلم صديقه مباركا له في جو من مرح الاصقاء،شعر القطاوجي بالضيق والحرج فهو سيصبح سائق قطار وليس عاملا يقدم الشاي للمسافرين على متن عرباته.
كان جالسا بين الجموع المشدودة الى شاشة متلألئة،يخال الناضر الى عيونهم كانها تثقب زجاجتها الدائرية السميكة ، راح يرقب الحركة ببصر وحيلة وحي ومكر ساحر، يكاد ينبثق هياما بما يمرالى روحه ويرهق جوانحه ويثقل صدره .لقد كانت الراقصة اكبر مما يرقبه في شاشة تلفاز المقهى الصاخب ،وأشد وقعا من ضغث حلم بالفوز في جولة نزال او نزوة حديث عن قطار يطوي مدن الطين وكثبان التراب ومستنقعات القرى .قاده الهامه بين كراسي السعف الى الامام حيث تكبر الصور وتتركز الايقاعات وتتوالى الصيحات كل ما انحنت الراقصة او دارت او قفزت في اقبالها وادبارها ..هذه المرة ،اتخذ قراره ان يخرق المألوف ويتمرد على الجمع ، لقد خانته دواخله فرمته الى حيث تثورشواغله ،ضم التلفاز العميق الى صدره لبرهة قبل ان يسمع صرخات التنديد ، قبل الراقصة من خلف الزجاجة قبل الى يعود وقد شعر بالضألة والانكسار في وقت اختفت فيه صورة الراقصة ليعاقب المذيع مشاهديه بنشرة الاخبار. سرعان ما أدرك رجل عجوز ذهول القطاوجي وحسرته ،قال له لائما ومواسيا : ما جنيت من فعلتك هذه؟ رد القطاوجي: حجي .أحسن من الماكو!.
ادرك ان وحيه خانه وانه خسر الجولة لكن عليه ان لا ينزل عن عرشه و ان لا يتخلى عن تاجه، رغم نفاذ زمن الرقص وبدء زمن العناء والغناء ..عناء الحرب والغناء لرئيس جديد يكره شيخ المعرة لكنه يحب العمى والعميان.
اصمت، فانا لا اعرفك عندما يمر في سوق الحي اصحاب البيريات الحمر بحثا عني وعن اصحاب البسطات ،أنا مجنون ولا اريد الموت ...أبوالعلاء يحب الحياة رغم عاهته الصوفية ..
لست بحاجة لان تكون فيلسوفا او شاعرا لتعيش ...فقط أفهم انك قطاوجي ..عليك أن توقف ماكنتك في كل محطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا