الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب محطات من حياة عامل شيوعي عراقي

خضير عباس محسن

2015 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية




- ان كتاب محطات للأخ ابو ضياء (مؤلف الكتاب) هي محاولة للوقوف على جدلية اجتماعية سياسية وهي العلاقة مآبين الجماهير الحزبية والقيادات الحزبية في الحركة الشيوعية العراقية التي ينتمي اليها الاخ ابو ضياء . وممن هذا المنطلق تظهر لنا المحطات في قسمين ليس منفصلين .
- القسم الاول : سيرة ذاتية سياسية اراد الاخ ابو ضياء من خلالها تكريم شهداء الحركة المغمورين في اظاهر فاعليتهم ونضالهم ومساهمتهم في توفير الارضية الثقافية والاجتماعية والسياسية للقادة
- القسم الثاني : هو الاخر سيرة لكنه سيرة للحركة الشيوعية العراقية عبر محطات رائعة اختارها المؤلف حاول من خلالها البحث عن الجدلية ما بين الجماهير الحزبية والقيادات الحركة الشيوعية العراقية وفي ضوء هذا يظهر عدم الانفصال بين القسمين
- اذان الهاجس الذي يتحرك به الاخ ابو ضياء هو دور الجماهير الحزبية في الحركة الشيوعية العراقية ومن هذا الهاجس تظهر رحلة الاخ ابو ضياء في هذه المحاطات ومنذ بداية الكتاب تظهر همومه عبر مؤشرات انفصال القيادات الحزبية عن كادرها في إضفاء الرؤية النضالية والسياسية والثقافية من للجماهير الحزبية . عندما نلاحظ احياناً ادبيات ونشرات ونشاطات الحزب او الحركة في الاشارة الى الرؤية النضالية فأنها تحصر رؤيتها في القائد الفلاني او الكادر المتقدم ولم ترد اشارة مثلاً الى السائق الذي اعتقل مع القائد الفلاني او المجموعة التي اعتقلت مع ذلك القائد .
لاشك ان الاخ ابو ضياء في مثاله هذا لم ينطلق من رؤية انفعالية او دعائية بل ينطلق من رؤية لينيية حيث كان لينين يشير دائماً الى تلك الجدلية المشار ليها مآبين القيادة والجماهير الحزبية فالجماهير الحزبية هي التي تصنع القائد وان خذله القائد جماهيره الحزبية او اغفل دورهم النضالي فانه يقع في حبائل الفوضوية والثقافة البرجوازية وبالتالي يقع اسير النظر الضيقة الصفراء ويعني بها البرجوازية الصغيرة وهي نظرة متذبذبة كما معروف
اذن السيرة الذاتية للأخ ابو ضياء تنطلق من تلك القرية النائية كما يمسيها (ال جويبر) وهي قبيلة المؤلف حيت اخذت الحماسيات السياسية والثقافية السائدة في المدرسة التي درس فيها المؤلف تأثيرها عليه عبر استاذه (علون جبر حبيب)ومن هذا المنطلق يدخل ابو ضياء معترك الحياة الحزبية والوطنية العمالية وصراعتها مع السلطات حيث يسرد ذلك في محاطاته الذاتية حيث يتوج نضاله الحزبي والسياسي في سن مبكرة ومن سوق الشيوخ تلك المدنية التي انتقل اليها هو وعائلته فهي معروفه في الناصرية حيث الاشتراك في التظاهرات والإضرابات واصدار البيانات الحزبية السرية المطبوعة عبر جهاز الرونيوا الذي سوف يعمل عليه ابو ضياء مستقبلا في سيرته الذاتية حتى انقلاب شباط الاسود الذي ينتهي به الى النضال المنظم في كردستان العراق (حرب الانصار) عبر استاذه علون الذي لتحق في تنظيمات الانصار وحتى وقوع الاخ ابو ضياء في مصيدة الامن البعثية الفاشية والى مأساة السجون والقمع الوحشي البعثي وخروج من السجن بعد انهاء محكوميته هذه الاحداث التي يسردها بأسلوب بسيط ورائع يطرح من خلالها معاناة هذه الجماهير الحزبية وفي حجم القضية التي يحملونها وصمودهم الرائع في وجه فاشية البعث وهنا يفرض السؤال في هذه الحقبات هل هنالك دور للجماهير الحزبية ؟؟ اما ان القادة الحزبيون هم الذين يقفون في الواجهة هذا ما يوضحه الاخ ابو ضياء عبر سرد اسماء كوكبة من الشهداء في الركة الشيوعية ومن خلال هؤلاء الشهداء تظهر جدلية الحزب في ارتباط الجماهير الحزبية في قادته حيث ان هذه الجماهير الحزبية هي التي تصنع هؤلاء القادة حيث يغفل احياناً في الاشارة الى دور هذه الجماهير الحزبية .
اما محطات سيرة الحركة الشيوعية العراقية فقد كانت الهموم واللوعة هي ذاتها رافقت الاخ ابو ضياء في سيرة السياسية القسم الاول
القسم الثاني يطرح لنا النضال السياسي الذي تصنعه الجماهير والانشقاقات التي حصلت في الحركة الشيوعية العراقية هي تعبير عن نضال وطموحات الجماهير الحزبية حيث يلقي ابو ضياء الاضواء على دور الجماهير الحزبية في احباط مؤامرة 1964 التي تبنتها بعض القيادات الحزبية وحاولت من خلالها صهر الحزب في ما سمي بالاتحاد الاشتراكي على غرار مصر ويظهر هذا واضحاً في دور الجماهير الحزبية عبر جناح القيادة المركزية التي ينتمي اليها ابو ضياء .
وكذلك اظهار دور الجماهير الحزبية عبر جناح القيادة المركزية ومحاولة احباط بيع الحركة الشيوعية العراقية الى البعث الفاشي عبر ما سمي في حينها الجبهة الوطنية في 1973 والتي تضمنت لاحقاً تصفيات منظمات الحزب التاريخية المعروفة
- اذن الكتاب هو محاولة لإعادة الهبية الى الجدلية السياسية ما بين الجماهير الحزبية وقياداتها عبر هذه المحاطات التي سيقت بأسلوب بسيط ورائع ليكون ذلك الاسلوب قريب من الجماهير الحزبية الشعبية هذه الجماهير التي كان لها الدور الكبير في النضال ضد القمع والارهاب وحمل القضية الوطنية والاشتراكية وكذلك اظهار دور الجماهير الحزبية في نضالها من الخلاص من التبعية السوفيتية والتبعية البعثية عبر ما سمي بالجبهة الوطنية وتم ذلك عبر القيادة المركزية .


خضير عباس محسن
بغداد28/7/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا