الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحياء المسرح المصري

صلاح شعير

2015 / 7 / 29
الادب والفن


علي الرغم من ثراء مصر بالمواهب لم يعد ممكنًا في الوقت الراهن إعادة إنتاج أجيالا كأجيال العملاقة التي بعثت الروح في أوصال المسرح المصري بسبب المناخ الملبد بالغيوم ، فقد قُتلت المواهب الفنية داخل الوطن مع غياب النص الجيد الذي يفجر الطاقات الإبداعية لدي فريق العمل ؛ نظرًا لسيطرة غير المتخصصين علي مجريات الأمور في الهيئات الثقافية المختلفة .ومن ثم حُرمت البلاد من كوادر فتية تم وأدها عن عمد أو جهل ، عندما أُهمل تجديد الدماء علي الساحة الفنية بأن هدمت لبنة البناء الأولي في عقل المؤلف المسرحي بالإهمال.

ويري بعض الباحثين أن ثورة 23 يوليو1952 بمصر لم تخلق إبداعًا ، إذ اعتمدت الحركة الأدبية خلالها علي المفكرين الذين ظهروا قبلها ، إلا أن نهضة مسرح الستينيات تدحض هذه الرأي في جرءًا منه ، فإن كانت هزيمة 1967م قد أدت إلي انتكاسة شاملة بيد أنها أحيت أدب المقاومة في كافة المحافل ، ولاحقًا ، ورويدًا رويدًا أدي ضيق الأفق لدي القائمون علي رعاية الفن ؛ إلي تراجع الإبداع عندما عجز المسرح الواهي عن مناقشة القضايا الوطنية ، ورغم أن الوطن كان يباع في حقبة الخصخصة لم يجرأ المسرح المصري علي التصدي للظاهرة إلا رمزًا ، وفي حالات نادرة ، وعلي المستوي القومي لم يهتم المسرحيون بجريمة غزو العراق ، فأصبح هذا الفن كالمسخ لا يقدم ولا يؤخر كباقي الفنون.

وتأتي الأزمة الحقيقة في كون المسرح مشروعًا جماعيًا يشترك فيه الممثل والمخرج ومهندس الديكور مع المؤلف في صياغة العرض ، وبالتالي كي تنمو الموهبة لدي الكاتب ؛ يتطلب الأمر حتمية مروره إلي عالم التميز عبر تجربة العرض الأول ، وقد حرم المؤلف تمامًا من هذه الفرصة ، وتلك هي المعضلة ، فبدون ممارسة التجربة سيبقي الكاتب بعيد عن المهنية ، فالمسرح عمل مشترك له خصوصية ؛ فدور المؤلف أن يحمل علي عاتقه صياغة الرؤية الجماعية ؛ وكي تتبلور هذه الرؤيا ؛ يجب أن تمر عبر الاحتكاك ، كي تنمو لدي المؤلف موهبة الكتابة بأسلوب العقلية المركبة التي تسمح بنجاح آليات السرد في النص .

والكاتب الموهوب مهما كانت درجات الوعي والإدراك لديه ؛ إن ظل يكتب في أطار بعيد عن التجريب الحي سيؤثر ذلك في قدرته عند تناول قضاياه ، لأن المؤلف بدون تلك التجربة سوف يتكلم بأسلوبه علي لسان الشخصيات في ثنايا النص ، فالعمل الأول عند التنفيذ قد يفقد ما يقرب من 40% من حجمه لأن هناك إشكالية ؛ والكاتب غير مسئول عنها ، لأن القدرة علي الكتابة تحاج إلي اللمسات الأخيرة التي تكتسب مع أول عرض مسرحي ، بعد معايشة العناصر الأولية اللازمة لصناعة المشروع الفني ، وقد أدي التراجع ثم الشلل الذي أصاب مسارح الثقافة الجماهيرية والمسرح ككل بمصر إلي عدم اكتمال التجارب الورقية لدي معظم الموهوبين ؛ مما أسهم في سقوط الفن بداية من النص كما سقطت كل أحلام المجتمع . ومازال أمل الإحياء يروض عشاق هذا الفن ، بيد أن ذلك لن يحدث إلا بالتزامن مع نهوض الوطن ككل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي