الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(إحنا) واحد

محمد الحمادى أحمد

2015 / 7 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


كنت اظن ان كلمة "إحنا " لها اصل فى لغتنا .. لغتنا الواحدة.. اللغة العربية فوجدتها انها عامية ابا عن جد الا لو رددناها ل"نحن" لصارت "نحن واحد" وحرفيا هذا لا ينطبق لاننا حرفيا لسنا واحد .. بل هناك غيرنا وغيرنا الكثير فلو عدلنا المعنى لغويا سنجده "نحن واحد " وهذه لا تخضع لقواعد المنطق فى الاحاديث البشرية أي التى ينطق بها البشر أي ان التعددية مفروضة منطقيا.ولا يخلو اى حديث عن الوحدة الوطنية او الالتفاف الشعبى او التجمع الاسرى او اى مجال كان من هذه العبارة ,ولكن هناك اصرار بشرى متواصل على دمج انفسهم فى انفسهم حتى يصيروا كيان واحد لا نستطع تميزه عن غيره من الكيانات –على اعتبار انها موجودة- والهدف من العنوان وفرد معانيه ومفرداته ان التعددية شيئا لابد منه حتى نستطع قبولها مجازا اننا واحد.
وتعد محاولة ومناداة الانسان –المعاصر خصوصا- بالوحدة الواحدة والصاق الواحد او الواحدة بكل امور حياته حتى التى تحتاج للتعدية ماهي الا محاولة عبثية عقيمة لا جدوى ولا طائل منها والافضل للانسان ان يعترف بالتعددية حتى يصل للهدف والغاية المنشودة التى طالما سعى لها.
فدائما ما نسمع او نرى او نبحث عن الوحدة حتى صار بحثنا فرضا مفروضا على غيرنا فرضه دعاة الوحدة أي ان صار تقبل وقبول الاختلاف مناف ومعاد للوحدة وصار بعيدا تماما عن "إحنا واحد" واصبح السعى وراء الشكل لا المعنى فتوحدنا ولم نتحد صارنا وحيدون بدلا من ان نكون واحد
انا لا انكر ان مشروعات الدول العربية المتحدة –الاتحاد العربي الخ ... كلها محاولات للجري الحثيث وراء الوحدة ولكن صارت الوحدة حكرا وامرا مرفوضا حين رفضت التنوع ...فإما ان تفكر مثلنا وتعيش مثلنا ويكون مصيرك مصيرنا وإما انك لست مننا او اختلافك عننا مرفوض فنحن دائما واحد او "احنا واحد""
اكم ممن حولنا من يدعون ويدًعون الوحدة حين يرون ان واحدا خرج عن وحدتهم هاجموه واصبح بعيدا عن حظيرة "نحن واحد" ولنا فى الارهاب عبرة لمن القى السمع وهو شهيد
كيف نحن واحد وحين يظهر لنا لونا اخر غير لوننا او دينا غير ديننا او اختلاف غير اتحادانا ننفر منه بل نحاول بكل وسيلة- حرفيا -ان يرجع حتى يكون معنا واحد.
عندما كنت فى سنتي الاولى فى الجامعة تخبطت كثيرا حتى فى اختيار الاصدقاء ففى البداية تعرفت على شاب ملتح تظهر عليه علامات التقوى والصلاح دائما يسع للفلاح ويحيا بالفلاح ودارت مناقشة بيني وبينه فى كيفية التعامل مع غيرنا –كنت اقصد بها المسيحيين- وفورا اخرجتهم خارج اتحادانا الواحد وكان الحديث وقتها حول عيادة المريض الغير مسلم وكأن المريض المسلم له احقية فى العيادة وتقديم يد العون ... بدأ يسرد ويشرح فكرته ان عيادة الغير مسلم –ودائما نستعوض بالمسيحي – تجب ان تكون لهدف اظهار مدى سماحة الدين لدينا –لدينا نحن الواحد- ليس فقط لمد يد العون والمساعدة او اننا فى الانسانية واحد ودلل صاحبنا على ذلك بالقصة المعروفة للنبي محمد مع اليهودي الذى كان يلق على بابه القاذورات ... فمن اين نكون واحد وهذا مسعانا ؟!! كيف نكون واحد وحين نرد على رجل الدين او نخالفه فى الرأى يقطع دابرنا ونصلب ونكفر ونصبح جرثومة يجب القضاء عليها.
كنت من فترة اتابع تحليلات شبابنا فى موضوع المثلية الجنسية فبدأوا وبدوا كصاحبنا يرون الموضوع من منظور ديني او اشتراكي "أي كلهم يشتركون فى العادية الجنسية" ورفضوا تماما المثلية واعتموا على انهم هم الواحد ولا لنا ان نكون غير الواحد واصبح شعارهم "إحنا واحد" ...فأنت منبوذ مطرود غير مقبول لاننا واحد
نحن واحد عندما يكون هدفنا هو تقبل تعددية الغير .. هو قبول الاختلاف ... هو السير وراء المنطق لا الاهواء والاشتراكات وتكوين العصبة.. نحن واحد حين نتقبل اختلافنا ... ونعتبره دربا من دروب التقدم والرقى ... فى قبول التعددية نصير واحد ويتحقق هدفنا ونكون بحق على طريق "إحنا واحد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج