الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء .. والكارثة الوشيكة

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لم يحدث وأن استهانت حكومة بمواطنيها كما يحدث في العراق اليوم ، فالحكومة العراقية ألقت جميع الأقنعة وكشرت عن أنياب السخرية من الشعب المقهور فقلبت له ظهر المجن ، وفرطت في كل ما حصلت عليه من مكاسب جماهيرية وإن كانت بسيطة . لم يشهد العراق في تاريخه القريب أزمة في الكهرباء كما يشهده في هذه الأيام العصيبة الشاقة فقد انفرط عقد الحلول الترقيعية المستمر منذ التغيير حتى اليوم حيث ابتدأت المطالبات هذه المرة في اتخاذها منحى جديدا إذ وصل إلى الحكوما ت المحلية في المحافظات العراقية الواحدة تلو الأخرى فبدأت تنتقم من الحكومة الاتحادية المركزية بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى من الوعود والتسويف التي ما عادت تجدي نفعا ، فوزارة الكهرباء لم تزل تتخبط في إجراءاتها البائسة في توزيع الكهرباء بين المحافظات لا على أساس الكثافة السكانية بل على أساس التأثير المعنوي المعترض المحتمل ، أما المحافظات الفقيرة التي ليس لديها ما تفاوض عليه أو تهدد باستخدامه ، فتلك موضوعة أساسا في ذيل قائمة الأولويات على أية حال الأمر الذي حدا اليوم ببعض المحافظات بالتهديد بقطع التيار الكهربائي عن المركز من محطات التوليد المنتشرة في تلك المحافظات المهمشة، فمحافظة بابل على سبيل المثال هددت بقطع الكهرباء عن بغداد إن لم توافق بغداد على تجهيزها بثلاثة أضعاف ما تحصل عليه من الحصة المقررة لها من التيار الكهرباء المجهز عن طريق منظومة التوزيع المركزية الرئيسة . وكذلك محافظة الناصرية والبصرة ، في حين ارتفعت درجات الحرارة في العراق إلى مستويات غير مسبوقة في وقت لا يصل المواطن من التيار الكهربائي المجهز أكثر من ست ساعات فقط على مدى اليوم الكامل ، في وقت ارتفعت فيه درجات الحرارة لتتعدى الخمسين درجة يرافق ذلك من باب نافلة القول انقطاع وضعف ضغط المياه المجهزة عن طريق شبكات الماء الصالح للشرب ، لتكمل بذلك ثلاثية العذاب الشاق على العراقيين من الكهرباء المقطوعة غالبا أو الماء الذي بدأ يشعر بالغيرة من الكهرباء التي صارت تأخذ الاستراحة تلو الأخرى من دون الالتفات إلى معاناتنا الكبيرة ، والثالثة من أضلاع تلك الثلاثية المريرة الجهنمية ، وهي درجات الحرارة التي أسرعت تسابق الكهرباء صعودا حتى سبقت كل الاحتمالات والتصورات . وبعد كل هذه المنغصات يظهر على الملأ محافظ بابل الذي يبدوا أن محافظة بابل ضيعة من ضياع والده العديدة حتى يتحكم فيها كيف يشاء فيهدد بمنع تجهيز الشبكة الوطنية بالكهرباء من محطات بابل الخمس كما يقول ، وما ذاك إلا بسبب عدم اقتناعه بالحصة التي حددتها وزارة الكهرباء لمحافظة بابل ، ما هذه الارتجالية الأريحية وكأن المحافظات أصبحت لعبة في أيدي المحافظين كأنهم تملكوها ويحق لهم التصرف فيها كيف شاؤوا ، فهذا محافظ ميسان من جهة أخرى يعلن من جمهوريته المستقلة أنه سيخصخص الكهرباء لأنه الحل الوحيد الذي يراه مناسبا لكي يضمن عدم انقطاع التيار الكهربائي عن محافظته نهارا ، فكما يروي لنا أهالي ميسان أن الكهرباء لا تنقطع عنهم ليلا أبدا .
ما هذه الجرأة على المال العام والتصرف فيه بكل هذه البساطة ؟ ومن الذي خول وأعطى الصلاحيات لهؤلاء المحافظين لكي يتصرفوا في محافظاتهم كما يشاءون ؟ وهل سينفلت زمام الأمور بسبب الكهرباء والظلم وعدم الإنصاف في توزيعها بين المحافظات والمواطنين ؟ وما هي إجراءات الدولة الترقيعية القادمة لإسكات الناس حاليا وإلى كم من الوقت ستسكتهم هذه المرة ؟ بالتأكيد لن يعدموا وسيلة يشغلون الناس فيها وينسوهم هذا الأمر فهم أصحاب الخبرة في افتعال الأزمات ولم يتبق في عمر الصيف الكثير ، وما كل مرة تسلم الجرة يا مسؤول ، وقد أعذر من أنذر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب