الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطى العبادي.. وايقاع الشارع العراقي

علي عرمش شوكت

2015 / 7 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قرارات الحكومة العراقية تعكس حالة من الوهن السياسي بل تفتقد للقدرة على تلمس طريق الخلاص من دوامة المحنة. هذه التجليات الصارخة لا تعدو عن كونها افلاس بلا حدود وفشل مطلق في ادارة الدولة، اذاً هل للشعب العراقي رأي في ما يجري..؟، نعم سمعنا ايقاع الشارع العراقي بصوت واضح في اضرابات مختلفة وحقيقتها ليست حول فقدان الكهرباء او عدم صرف الرواتب فحسب، انما صرخة بوجه الحكام تدعوهم للرحيل عن مناصبهم لانهم اساؤوا استخدام السلطة، نتيجة جهل عادم للكفاءة المتناسبة مع التكليف الحكومي، وانعدام نزاهة ضارب اطنابه حتى نخاع كيانات الكتل السياسية الطائفية الحاكمة. تجربة مريرة مضى عليها اكثر من اثني عشر سنة وما زالت مستمرة وفي انحطاط متواصل.
ان منطلق الاحتجاجات الجماهيرية اساسه بفعل تردي الاوضاع التي تجلت بتظاهرات في مختلف المحافظات، وان كانت لا زالت محدودة. الا انها ومن قراءة متمعنة لهذه الارهاصات الثورية، تشير الى انها تعبر عن خميرة نضالية قادمة اكبر منها، طالما استمرت مسبباتها، اي فقدان ابسط حاجات الناس. سمعت احد المتظاهرين من عمال السكك قبل يومين على شاشات التلفزة يقول: ان المظاهرات قد اسقطت حكومات في العهد الملكي، وانها اليوم ستسقط الحاكمين. نعم هذا استدعاء لتاريخ الحركة الوطنية العراقية، غير ان هذه التظاهرات تختلف عن تظاهرات الخمسينات في العهد الملكي التي كان لها اهدافها السياسية الاستراتيجية وقياداتها العمالية من القوى اليسارية والديمقراطية المناضلة، التي قدمت التضحيات الجسام، وصلت الى حد اعدام قادة احزاب المعارضة " قيادة الحزب الشيوعي العراقي" . على سبيل الذكر.
ان التظاهرات السلمية المطلبية وسائل نضالية مشروعة لانتزاع الحقوق المغتصبة، وقد اكدها الدستورالعراقي. ولكي تحقق اهدافها المشروعة ينبغي ان تتوفر لها مستلزماتها اي القيادة الجديرة التي لا تخضع للضغوط، ولا تنكسر او تميل الى الانجرار خارج دائرة حقوق الجماهير ومصالح الوطن، ومن الاهمية بمكان ان تنطلق وفقاً للظرف المناسب، وهنا تاخذنا الضرورة الى الاشارة الى ظروف الحرب الحالية في البلد، وافلاس خزائن الدولة بفضل حكومة المالكي، هذه التداعيات الخطيرة، تغدو فيها الساحة التي في ظهر الجبهة القتالية الساخنة، هي الخطوط الخلفية التي ينبغي ان لا تبدو متفككة ومضطربة، مما يتيح الفرص المساعدة على عدوان داعش واتساع شرورها. وهنا لسنا بصدد لوم انطلاق التظاهرات انما نتساءل عن ابعاد هذه التظاهرات من حيث صلابة قواها القائدة والمحركة، كذلك اهدافها القريبة والبعيدة، وهل ستقف بحدود انجاز المطاليب المعلنة، اي توفير الكهرباء وبعض الخدمات وتسديد الرواتب، التي لا افق للاستجابة لها، وحتى لو استجيب لهذه المطاليب، فلا ضمان بعدم تكرارالمشكلة، نظراً لافلاس الحكومة العراقية مالياً وادارياً ؟. وعليه هل للتظاهرات ابعاد تتصل بضرورة تغيير مسار العملية السياسية الذي اطاحت به سياسة المحاصصة الطائفية المقيتة ووضعتها في متاهة لا بوصلة لها ؟.
فمن ابرز ثمار المحاصصة هو الخراب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي متوجاً بالفساد المطلق العنان، ومن اللافت ان اقل من هذا بكثير قد اطاح بحكومات داخلية وخارجية، ليس بالسلاح التقليدي، وانما بسلاح الغضب الجماهيري. المفارقة التي لا يتجاوزها ناظر، كلما تصاعدت اصوات الاحتجاج لدى العراقيين، اوغل الحكام الفاسدون في خطاياهم وتعسفهم بحقوق المواطنين، والتجاوز على حرياتهم الخاصة والعامة من قبل مليشيات الاحزاب الحاكمة. وكأنهم يقولون للجماهير:- نسمعكم ولا نبالي فهذا قدركم -. فأي عوامل محركة ستشعل نار غضب الناس اكثر من هذا يا ترى !؟. بيد ان اختمار الوضع الثوري عندما يصل الى حد النقطة الحرجة سيؤدي الى الانفجار لا محالة، ومن ابرز سماته لا يرهن ذلك بوقت محدد. ففي طبعه يفاجئ المراقبين السياسيين على قاعدة لا يوجد مستحيل امام ارادة الجماهير المأزومة بمتنفس اوضاعها الحياتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين