الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية نهد 01

رياض محمد رياض

2015 / 7 / 30
الادب والفن


حكاية نهد
بقلم د/ ر. م. رياض

وقفت في جنتها أمام مرآتها تنظر جسدها المرمري ذا البريق ، كانت جدائل شعرها مسدولة تغطي كتفها و أطراف ثديها حتى الحلمة النافرة ، كان ثديا مسطحا لا يختلف كثيرا عن ثدي زوجها ، ليس هناك بروزات أو ارتفاعات سوى حلمة نافرة صغيرة تدل على يقظ هذه المنطقة . مسدت بيديها على صدرها الضامر هابطة لأعلى بطنها و هي تتنهد زفرة محملة باليأس" لماذا لم يخلقني الله كليليث؟! " التي سمعت إبليس يتحدث عنها بثديين ضخمين عظيمين نافرين وضعا أمامها لتزهو بهما في فخر و اعتزاز لكنها تبطرت بهما على آدم ادعت أنهما مصدر قوة لا يستهان بها ، تتذكر حواء حين كانت تجلس قبالة آدم حول شعلة النار بينما ابليس يقص قصصه كما هي العادة كل أمسية أنها لمحت نظرة الحنين و الاشتياق في عيني زوجها حين ورد ابليس على ذكر ليليث و ثديي ليليث العامرين.
لم يكن الرب على علم بما يجري كل ليلة أو هكذا ظنا - آدم و حواء - ابليس يتخفى في جسد حية مرمرية اللون لامعة تمر كل مساء أمام رضوان تلقي السلام و تدلف الى الدغل تمر بالأشجار وارفة الورق متشابكة الغصن حتى موضع جلستهم المعتادة و قبل بلوغه بخطوات يسترد هيئته ، جسد كامل البنيان رشيق القوام لرجل مليح الطلعة حلو الكلام يجلس كل مساء حول النيران يقص عليهم أحاديث عهد ما قبل خلقهم كانا يستمتعان بالقص و الحكي و لربما فاقت متعة سماع الحواديت من فم ابليس مذاق طعم الثمر الشهي الذي يتساقط من نبات البحر على الشاطيء ملفوفا بالعسل ملوثا بالرمال سكرية الطعم شهية المذاق التي تذوب في الفم سريعا .
وعدهما الليلة بالحديث عن شجرة عظيمة توجد في الجنة أخفاها الرب عن أنظارهما لأنها ليست مثل باقي الشجر بل ثمارها شديدة الخطورة لها مفعول السحر لمن يتذوقها ، تنهدت حواء في سخط " ألن تحدثنا عن ليليث ؟!" ، " ليليث ! " زجر ابليس النار بعصاته بينما ينظر إلى آدم " لقد ظننت أن خير من يحدثك عنها هو آدم ." ، " لكنه يرفض الحديث عنها " ، هب آدم واقفا أعطاهما ظهره و قال " ألن تنتهيا من حديثكما الفارغ هذا عن ليليث ؟ ، لقد مضت و مضى عهدها " نظر ابليس لظهر آدم ثم لعيني حواء المتعلقة بآدم الغاضب " لقد كنت أتوقع أنكِ ستكرهين الحديث عنها لا أن تتعلقي بها ، أراكي تطمحين أن تكوني مثلها " و رنا ببصره الى صدرها ، زمت أطراف ما ترتديه على صدرها و قالت مغيرة مجرى الحديث " أي شجرة كنت تريد التحدث عنها اليوم " قال ابليس و قد استعاد سحر الحكي " شجرة الخلود شجرة المعرفة المُلك الذي لا يبلى " ، " أهي حقيقية أم من بنات أفكارك ؟ " ، نظر لها ابليس شاردا " أفكاري ! ، أفكاري هي الخلود " عاد آدم للجلوس ، وضع ابليس يده على كتف آدم ، نظر في عينيه " أن تعيش إلى الأبد أن تملك ملكا يعادل الأرض و السماوات أن تصبح الجميع الذي لا ينتهي " اقتربت حواء من آدم تشبثت بذراعه و قالت " كيف ؟ " نهض ابليس يدور حولهما يرفع يديه يستعرض سطوة سحره حين يداعب خيالهما بأحاديثه يرفع كفيه حول النار " سأصف لكما الطريق نحو الخلود نحو الملكوت و وحدكما من تستطيعا نواله " .
كانت شجرة عملاقة ثمارها عامرة بالنضج متفجرة بالمذاق الساحر أطلقا عليها شجرة التفاح وردا عليها كل صباح حتى كادا أن يأتيا على ثمارها و في اليوم الرابع بينما يتناولان من ثمار شجرة التفاح شجرة الخلد شجرة الملك شجرة المعرفة كما سماها لهما ابليس آتاهما رضوان يحمل رسالة الرب " لقد تجرأتما على الأكل من طعام الآلهة و عصيتما كلمة ربكما فلا مكان لكما في جنته ، الليلة آخر لياليكم في الجنة " كانت في يد حواء ثمرة لم يتبقا منها الا قضمة واحدة نظرت لآدم الذي أمسك بتفاحته التي لم ينل منها سوى قضمة نظر آدم بدوره الى رضوان ثم الى التفاحة و بغضب ألقاها الى الأرض و هو يقول " ياويلتا ظلمنا انفسنا " استدارت حواء و في لحظة كانت القضمة الباقية من ثمرتها بين أسنانها ازدرتها في عجلة و جلست أسفل الشجرة أسندت ظهرها الى جذع الشجرة و تطلعت للأعلى بينما آدم يتابع ببصره رضوان و هو ينصرف غاضبا من فعلة حواء ، نظر آدم الى حواء ثم اقترب ليجلس بجانبها " لماذا فعلتي هذا لقد جلبتي المزيد من غضب الرب علينا " ، قالت له انظر و أشارت الى أغصان الشجرة " لم يتبقَ سوى ثمرتان " نظر آدم حوله باحثا عن التفاحة التي رميها منذ قليل " أليس غريبا أن هذه الشجرة الوحيدة في الجنة التي لا تعوض ثمارها ؟ الشجر الآخر نأكل ثماره و نعود في اليوم التالي لنجده طرح الضعف "
قال لها بغضب " أقول لك الرب غاضب و أنتِ تحدثيني عن الشجرة التي دمرت مستقبلنا ألم يقل رضوان أنها طعام الآلهة " ، " أي آلهة أهناك مع الله آلهة ؟ " ، " لا أدري و إن كان فهو بالتأكيد سيدهم و الأكيد أيضا أنهم غضبى " ، " غضبى غضبى لماذا جعلوا شجرتهم في جنتنا أضاقت بهم الأكوان حتى يضعوها في طريقنا ؟! ثم إن رضوان سيلغ الرب بفعلتي لا تخشى على نفسك فأنا من سأنال العقاب " ، " من قال ؟! لقد أكل كلانا من الشجرة لكن عدم استجابتك لأمر الرب و استهانتك بغضبه سيجلب علينا الكثير من الوبال " ، " أتعرف فيما أفكر .." و نظرت للأعلى ، أسرع آدم " حواء أرجوكِ " ، " لم يتبقَ سوى ثمرتان هيا لنفعلها " ، " لا لن أفعلها كفانا ما نحن فيه " و نهض آدم و جذبها من يدها " هيا من هذا المكان " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس