الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة الأنصار الشيوعيين... طاقات نضالية وخبرات مجربة

نجم خطاوي

2015 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


على مدى عشر سنوات من عمر الحركة الأنصارية تراكمت لديها العديد من التجارب والخبر العسكرية والسياسية وبأشكال وصور مختلفة, واستطاعت وبحدود معينة من كسب ثقة الناس في الأرياف والمدن القريبة من جغرافية نشاطاتها. ولكن وبسبب ضعف الاسناد الاقليمي والدولي وأنانية الأطراف السياسية والعسكرية التي شاطرت حركة الأنصار عملها وعدم استعدادها للتحالف وتنسيق الجهد العسكري, ظلت الحركة تدور ضمن إطارات محددة. وباعتبارها حركة واسعة وضمت خبرات ثورية ووطنية وكفاءات ادارية ومهنية كان يمكن لها ان تتطور وتوسع حركتها ونشاطها وفعلها الثوري والنضالي في ظل تغيير الموازين السياسية لصالح الجماهير خصوصا في ظل مؤشرات ضعف سلطة البعث وعزلتها الشعبية, وان تنهض بمهام وطنية في موضوع التغيير الوطني المنشود, ولم يتحقق ذلك للأسف في ظل عدم رغبة الكثير من القوى السياسية بالتغيير الوطني وحلمها وانشدادها للتغيير الخارجي.
وفي ظل اختيار الحرب بديلا للتغيير تضاءلت فرص أن يكون للحركة الأنصارية دورها وفعلها, خصوصا مع اصرار قوى الاحتلال على انضواء الجميع تحت خيمة الحرب والاحتلال والذي يعني الافتراق تماما بين الحركة الانصارية والتوجه الحربي الخارجي بشعارات الهيمنة والاحتلال.
ولم يستمر الحال هكذا طويلا حتى تحولت توجهات الحركة الانصارية باتجاه سلمي سياسي وعبر القرار الذي دعا لتحول المنظمات العسكرية التي أسموها بالمليشيات الى منظمات سلمية وذلك عبر اندماجها ضمن تشكيلات القوات المسلحة والمنظمات السياسية.
وفي ظل هذه الظروف والتحولات الجديدة لم ترتكن الحركة الانصارية للعزلة وهجر النشاط, بل بالعكس حيث ضاعفت من ثقلها السياسي والوطني عبر استمرار تشكيلاتها التنظيمية السلمية كرابطة الانصار الشيوعيين ورابطة البيش مه ركه, واستمرار العمل والنشاط للأنصار الشيوعيين وأصدقائهم في فروع رابطة الانصار في داخل العراق وخارجه, وانتظام الاجتماعات والمؤتمرات والممارسة الديمقراطية الفعلية, ناهيك عن المواقف الوطنية المشهودة والمشاركات الكثيرة في كل ما يمس حياة الناس في العراق ومن اجل تطور العملية السياسية بما يخدم التوجه الوطني الديمقراطي.
ورغم استمرار توجه حركة الأنصار السلمي ودعمها للعملية السياسية السلمية وبما يخدم تطور الوضع لصالح فئات الشعب الكادحة, فقد ظلت راسخة في ذهن الانصار الشيوعيين جذوة الكفاح والاستعداد للفعل النضالي الثوري العسكري في حال تطلب الأمر ذلك, ولم تتخلف رابطة الانصار وفروعها عن الاعلان عن مواقفها هذه وفي مناسبات كثيرة.
ورغم الظروف المعروفة التي حالت دون عودة الآلاف من الانصار الشيوعيين الذين يعيشون خارج الوطن الى وطنهم العراق, فإنهم استمروا في الالتصاق بالحركة الانصارية والعمل والنشاط ضمن فروع رابطة الانصار خارج الوطن, ناهيك عن المقرات العلنية في مدن اقليم كوردستان, وما تقوم به من نشاطات وفعاليات وطنية وثورية وعسكرية احيانا وحين يتطلب الموقف.
ويتذكر الكثيرون الوقفات الباسلة للأنصار وتشكيلاتهم والاستعداد الذي أبلوه في المساهمة الجدية والاستعداد للدفاع عن الوطن, ومع استمرار المساهمة في النشاطات الثقافية والسياسية داخل مدن الإقليم وفي العراق والخارج. كما أن تجربة تشكيل فصائل عسكرية لقتال داعش في بعشيقة وبحزاني وسنجار ومواصلة روح التحدي والكفاح العسكري تشير لاستمرار مواقف الانصار الوطنية المشهودة.
وما حدث في مخمور والكوير في اربيل والتطوع السريع والجريء والانخراط في التشكيلات العسكرية لحماية اقليم كوردستان وتجربته الوطنية والدفاع عن العراق بوجه سرطان داعش, هو برهان ساطع على الخبرة والتجربة التي راكمتها حركة الانصار والتي يمكن لها أن تكون ذات دلالات ومعنى وتأثير في أيام الملمات.
في محافظة ديالى أيضا سطر الانصار الشيوعيون ملاحم بطولية في التصدي لداعش سيتذكرها الناس ويحفظوها في الذاكرة.
في ظروف العراق الحالية تكون الحاجة ماسة وضرورية لأن تقوم الحركة الأنصارية بدورها الوطني السلمي في استمرار التثقيف والتوعية بخطر داعش والإرهاب والعنف وضرورة الدعوة والعمل لحصر مهمة الكفاح الوطني بيد القوات المسلحة من تشكيلات الجيش وعلى أن يكون هناك تحالف ستراتيجي بين القوات المسلحة وقوات اقليم كوردستان من البيش مه ركه باعتبارها ضمن تشكيلات القوات العسكرية الوطنية, واستمرار الدعوات لتشكيل الحرس الوطني الشعبي العابر للفئوية والطائفية والعامل تحت امرة تشكيلات الجيش العراقي الذي يفترض أن تكون جميع تشكيلاته وتوجهاتها بأطر وطنية لا تحاصصية.
وحين تبنت حكومة اقليم كوردستان ملف البيش مه ركه وأفردت لهم وزارة للاهتمام بشؤونهم, فأن هناك شيئا من الاجحاف والظلم في ما يخص حقوق أنصار الحزب الشيوعي العراقي, ولكن والحق يقال بأن هناك اعترافاً رسميا بالأنصار وبدورهم, وشمولهم لحقوقهم ضمن تشكيلات وزارة البيش مه ركه في الإقليم وفي ظل التناسي والإجحاف والتنكر من قبل الحكومة المركزية والتي يفترض أن تشمل برعايتها تشكيلات الانصار الوطنبة العسكرية التي كانت تقاتل وتكافح بأهداف وطنية معروفة .
الناس تنتظر من الحكومة اقرارا رسميا بالدور الوطني المشهود لفصائل الانصار الشيوعيين في مجابهة نظام البعث, واعترافا بحقوقهم وحقوق شهداء الحركة الأنصارية.
ان اول الخطوات من اجل دحر حركة داعش الاجرامية هو تشكيل تلاحم وطني سياسي عسكري وبأهداف وبرامج وتوجهات موحدة, وضمن هذا الاطار يمكن لحركة الانصار أن تكون قوة مؤثرة وعملية ضمن هذا التوجه وعبر خبرها الثورية والنضالية, وعلى أن يتم التنسيق والتفاهم في شكل الجهد الذي ستقوم به الحركة الانصارية والذي سيكون امتدادا طبيعياً للجهد والنشاط الفعلي الموجود لحركة الأنصار الشيوعيين حاليا في اقليم كوردستان العراق.
28/7/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو