الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 1

سامح سليمان

2015 / 7 / 31
الادب والفن


تحياتى استاذ رياض ، نرحب بك و نرجوا منك ان تحدثنا عن شخصك الكريم


حياتي بسيطة لم أتخطى بعد الرابعة و العشرين من العمر فإذا فصلنا عنها سنوات الطفولة حيث العيش بلا إدراك لمعنى الذات و التحكم أو على الأقل التدخل بوعي في مسار حياتي سنجد أن عمري الواعي حوالي ثمان أو تسع سنوات لن أقول لنفصل عنهم النوم و غيره لأني حقيقة أستمتع بساعات نومي ، لكن لنقل أني قرأت في هذه الفترة الكثير و السبب بسيط أنني لا أجيد شيئا آخر ، منذ الطفولة و أنا أعشق القصص و الأفلام الأجنبية أتذكر حين كنت أجبر والدتي و أنا بعد في الصف الاول أو الثاني الابتدائي لتقرأ لي ترجمة حلقات مسلسل هرقليز و السندباد لم أكن أستطيع القراءة بالسرعة الكافية و متابعة الأحداث في نفس الوقت لكن والدتي كانت تفعلها بجدارة و كنت مبهورا بتلك المهارة متى سيأتي الوقت الذي أستطيع فيه قراءة الترجمة و متابعة أحداث الحلقة معا . ما تنبهت له عندما كبرت أن والدتي لم تكن تحب الأفلام الأجنبية بل و لم تكن تجيد سرعة قراءة الترجمة و أن ما كانت تحكيه لي هو 70 % من بنات خيالها كيفما اتفق مع ما يظهر على الشاشة . تنبهت لذلك و أنا أعيد مشاهدة تلك المتع الصغيرة التي اتضح لي أنها تختلف تماما عما كانت تروى لي و في الحقيقة اعتقد أن ترجمة والدتي او قل تلفيقها للحوار و مجرى الأحداث مع ما كان يظهر على الشاشة كان أفضل بكثير مما تفتق عنه ذهن كاتبي الحلقات .
كانت والدتي تحضر لي و لأخي القصص المصورة و التي لا يوجد سوى سطر أو سطرين في كل صفحة تصف ما هو مرسوم كنت أغوص بفكري مع مغامرات الفئران كيف ستتمكن من تعليق الجرس في رقبة القط . و حين تأتي أمسيات الصيف حيث والدي يجلس مع أصدقائه بالخارج كنا نجلس أنا و أخي حول أمي ملتفين بها في الداخل نصغي بأدب لأحداث حواديتها العنزة حاذى و العنزة باذى و الأخرى التي تضرب بالعكازة و لا تسألني عن معانيها لأننا لم نسأل يوما ، فلا عجب أني أجد في نفسي عشق تام للحواديت و الحكايا الشعبية و الأساطير فقد تربيت عليها . الثعلب الذي تحذر منه أم العنزات بناتها ، الفتاة التي تتحول الى دجاجة و التي تتسلل الى المرج للاستحمام في البحيرة و مقولتها السحرية للحارس لمنعه من التجسس عليها " كوكو كوكو انشالله ال فوقك يبقا تحتك و ال تحتك يبقا فوق " ، الفتاة التي تساعد أبيها في حل ألغاز الملك الباطش ، الأمير الذي يسافر بلاد الواق الواق و زوجة الأب التي تقتل الابن و تجعل زوجها يلتهم ابنه دون علم و تجمع أخته عظامه و تدفنها تحت شجرة لتصبح عصفورا مغردا يقف كل صباح ينوح و يندب حظه بينما يمر والده من أمامه و الغريب أني حين كبرت وجدت أن تلك الحكايا هي حكايا الجميلة و الوحش و ذات الرداء الأحمر و ذو اللحية الزرقاء لكنها محورة و أتساءل من الذي أوصل لأمي هذه الحكايات هل كانت تشاهد أفلام ديزني ؟ و اكتشفت أن منبع والدتي كانت جدتها و أكاد أقسم أن الجدة لم تشاهد في حياتها فيلما واحدا لديزني ! لقد عشقت هذه الحكايا و يوما ما سأجمعها في كتاب لأتمتع بقراءته دوما .
بدأت بقراءة المجلات علاء الدين بلبل لم أقرأ سمير و لا ميكي و لا أدري لماذا ربما لأني لم أكن اختار بنفسي بل والدتي من كانت تشتري لي ، كنا في نهاية كل شهر ننزل الى شارع العباسي بالمحلة حيث مكتبتي طلعت قنديل و الثقافة كانت والدتي تحضر مجلات كصباح الخير و سيدتي و تلك الأشياء التي تحدثك عن المطبخ و الديكور و فن التطريز و كنت أعود أنا بمجلتي و هديتها كتيب صغير للتلوين و اكتشاف الاختلافات و مساعدة الكتكوت للوصول لامه من خلال المتاهة ، كنت أتتبع القصص المقررة في المناهج الدراسية لمختلف المراحل و استعيرها لأقرأها مغامرات عقلة الاصبع و قصص باكثير و القصص الدينية و كتاب ضخم لا أدري كيف وصل الينا لكننا تسلمناه من المعهد فقد كنت أزهريا ، مغامرات علاء الدين و المصباح العجيب لكامل كيلاني . في الصف الأول الاعدادي انضم لمعهدنا تلاميذ جدد من القرى المجاورة التي لا يوجد بها صف اعدادي و منهم تعرفت على أصدقاء جدد و بينما نحن في الحصة الرابعة أو الخامسة كنت أهرب من المكتب الأول الذي يواجه السبورة و أهرع الى اخر الصف حيث صديق جديد أخيه قادم من القاهرة من معرض الكتاب محمل بقصص مكتبة الأسرة و عن طريقه قرأت روبنسون كروزو و القطة المقدسة و مغامرات هاكلبري فين و أول رجال على سطح القمر و كنوز الملك سليمان و ... و غيرها الكثير الممتع .
كانت متعتي كتاب المطالعة و النصوص المقرر علينا في صفوف الاعداديه الأزهرية كنت احتفظ بتلك الكتب الدسمة مقارنة بكتب وزارة التربية و التعليم و أعود لقراءتها مرة بعد أخرى و أشدو بأبيات لأبي العلاء المعري و البحتري و المتنبي و امرؤ القيس و عنترة و أبي نواس و يدق أبي علي باب الحجرة هاتفا " ذاكر بصوت منخفض يا بني " ، كنت أقرأ كل شيء في الكتب سوى المقرر دراسيا علينا .
حين أجد مزاجي مضطربا كانت أشياء محددة تحافظ على توازن ذهني في هذا الوقت كانت قراءة قصص الكتب الدراسية و مشاهدة أفلام الفن السابع و نادي السينما و بانوراما فرنسية و المسلسل الأجنبي عصر الجمعة كافية لهذا الغرض . ظل الحال كذلك الى أن جاءت اللحظة الفارقة و كانت في اجازة صيف الصف الثالث الإعدادي حيث رفضت شراء مجلة و مددت يدي نحو مجموعة من قصص الجيب الموضوعة في صف على رف مكتبة طلعت قنديل انتقيت ثلاث من القصص سفير الخطر و ليلة الرعب و أرض المغول و تصادف أنهم كانو من أشهر ثلاث سلاسل في ذاك الوقت رجل المستحيل و ملف المستقبل و ماوراء الطبيعة على الترتيب . في الثانوية تم ضرب حصار عنيف علي فلم أكن استطيع مشاهدة التلفاز بحرية فقط تلك الدقائق وقت الطعام أو ما استطيع اختلاسه بينما الجميع نيام حيث في صمت افتح باب حجرتي اشغل التلفاز و أظل واقفا متنبها أتابع أحداث الفيلم الأجنبي الصامت فلم أكن استمتع بأدنى صوت صادر من الفيلم حتى لا يستيقظ أحد و تضيع الأمسية ، كانت المنغصات متوفرة فجميع من في المنزل ماشاء الله مصاب بارتفاع ضغط الدم الذي يتناولون له مدرات للبول و كانت كل عشر دقائق يتناوبون الخروج الى الحمام و كنت احفظ مواعيدهم فعند بادرة حركة كنت أهرع اغلق التلفاز و اختبأ خلف الستار أو في المطبخ أحيانا اتشجع و أتظاهر بأني اشرب ماء أو أعد شطيرة سريعة أتقوى بها على المذاكرة و أحيانا تطول وقفتي في ظلام المطبخ صامتا منتبها الى أن تمر العاصفة بسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثقافة اوكي 03-06-2024 • فرانس 24 / FRANCE 24


.. القصف والنزوح لم يمنعها من الغناء.. رهف ناصر تحاول إيصال رسا




.. رهف ناصر فنانة توصل رسالتها عن طريق الغناء


.. باللغة العربية والإنجليزية.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة يكش




.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تقديم الأدوار الكوميدية صعب