الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريات مميتة والأطفال هم الضحية

بشرى العزاوي

2015 / 7 / 31
حقوق الاطفال والشبيبة


في ظل الديمقراطية العرجاء التي دخلت علينا دون سابق إنذار، ظهرت العديد من الثقافات الدخيلة على مجتمعنا وبات الكثيرون يمارسونها باسم الحرية الشخصية والتي تشكل خطرا كبيرا على صحة الفرد وعلى المجتمع، وتهدد بحياة الكثير وتقودهم إلى التهلكة وتصل بالبعض إلى الموت. ومن هذه الممارسات والثقافات الخاطئة هي شرب الأركيلة التي تعد أخطر من التدخين وتؤثر على صحة الإنسان وصحة كل من حوله فالدخان الخارج منها له تأثير سلبي وخصوصا على الأطفال وفي بعض الدول لا يسمح بشرب الأركيلة ولا بالتدخين داخل المنزل خوفا على صحة الطفل والأسرة إلا أننا في العراق نفتقر إلى قوانين صارمة تحد من هذه الظواهر السيئة والغير صحية، وإن وجدت فإنها لا تطبق على أرض الواقع مثل قانون منع التدخين في الطرق العامة الذي شرع في العراق إلا أنه لم يطبق ولم يمنع المدخنين، للأسف الشديد باتت هذه السلبيات منتشرة بشكل كبير بعد السقوط ولم تقتصر على الشباب بل وصلت في الفترة الأخيرة إلى أيادي الأطفال دون السن 13 تحت أنظار ورؤى المئات من العوائل والتي تحطم بناءهم الفكري والروحي وتنخر أجسامهم وتهدم خلايا نموهم وتسبب لهم الكثير من الأمراض منها مرض "SOL" الخطير "التدرن الرؤي" وأيضا يكونون أكثر عرضة لمرض السرطان هذا ما أكدت عليه البحوث والدراسات مستغلين غياب الرقابة والوضع الأمني المتردي. إن تسارع الأطفال إلى شرب الأركيلة التي تعادل 12 سيجارة للمرة الواحدة تعد ظاهرة خطيرة تؤثر على صحته ونفسيته ففي ظل الظروف التي يعيشها البلد وجب على الجميع التصدي إلى كل ما يهدم عقلية ونفسية ومستقبل أبنائنا في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إلى جيل ينهض ببلدنا ويهب له طاقاته وإمكانياته ليرجع له عافيته بعد كل الخراب الذي عم على أرضه، فعلى الجميع التكاتف من أجل الحفاظ على أجيالنا بدءا من العائلة فمسؤولية الوالدين مراقبة أطفالهم وتوعيتهم بصورة مستمرة ومعاقبتهم عندما يتعدون حدود القيم والأخلاق، وعلى الأب المدخن أو المدمن على شرب الأركيلة ألا يعلم أبناءه على فعل ما يقوم به، رغم أن أكثر الأبناء يمارسون هذه العادات السيئة في الخفاء بعيدا عن أنظار العائلة لأنهم يعرفون أن ذلك خطأ وأن ما يقومون به يؤثر على صحتهم، فيلتجئ الكثير منهم إلى المتنزهات والكوفي شوب والحدائق والمقاهي ليفعلوا ما يشاؤون بعيدا عن أنظار عوائلهم خاضعين لرغبات أصدقائهم فعلى العائلة إبعاد أبنائهم عن أصدقاء السوء لكي لا يغامروا بثقافات وسلوكيات خاطئة تحطم مستقبلهم. وكذلك تقع المسؤولية أيضا على الحكومة من خلال إصدار قوانين صارمة تعاقب كل من يسيء ويمارس حريات مميتة تسبب الأذى لنفسه ولغيره ومنع المتنزهات والمقاهي والأماكن الأخرى تشجيع الأطفال على شرب الأركيلة والتدخين وغير ذلك وإفهامهم أن الحياة ليست فقط جمع المال على حساب أذية الآخرين فهناك قيم وأخلاق وإنسانية وضمير وفوق كل ذلك هناك مخافة الله فما ذنب هؤلاء الأطفال الذين يتصرفون بلا وعي ولا تفكير بل أدمنوا على تقليد الآخرين وظنوا أنها تطور وتحضر لا يعرفون أن ذلك تخلف بعينه. فعلينا جميعا كلا من موقعه الأسرة والحكومة والإعلام والمدارس وغيرها من الوسائل التي تؤثر على نفسية الفرد متابعة الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا وتوعيتهم لكي ينشأوا بصورة صحيحة من أجل مجتمع قوي متماسك صحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #