الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبض الضفة... يهدأ أو يعلنها ثورة!

مصعب وليد

2015 / 7 / 31
القضية الفلسطينية



هل يهدأ نبض الضفة، أم يعلنها ثورة؟ سؤالاً أصبحت صيغة ذلك النبض، بعد أن كانت أمراً مؤكداً! في الضفة، إنقسم الشعب الى مقاومين "فيسبوكيين" من فئتين: الفئة الأولى تتغنى بمنشورات غاضبة بمزيج من أغاني الإنتفاضات، وأخرى تطالب المجتمع الدولي بالتحرك. وفئة ثالثة، لم أذكرها في التقسيمات الأولى لأنها لا تكاد تُذكر، وهي أنت، على الأريكة... تشاهد.
"هل جن جنون "قعبور"؟"، يسأل مقاومٌ "فيسبوكي" من الفئة الثانية، بلغة أجنبية متقنة، ويضيف: "نحن في زمن الإنترنت والعولمة—ربما كان يقصد زمن التطبيع— لا يمكننا الخروج في ثورة قد تودي بحياتنا." يمسك بيدٍ سيجارة، وبأخرى زجاجة صودا باردة، يشرب، ثم يركزها على الطاولة، ويعيد يده الى لوحة المفاتيح؛ يضع إشارة سلم وكلمة أو كلمتين تعبر عن المشهد الذي حصل فينتج عن ذلك: "هاشتاج" بنكهة ثورة مفترضة. وعندما ينضج ذلك "الهاشتاج" يقوم الشخص ذاته بإستخدام ذات "الهاشتاج" ويرفق معه تصميم للشُهداء الذين سقطوا للأرض، أو إرتقوا للسماء— ويكون هنا بالتحديد جدل لا طائلة منه على محطات متنوعة البرامج تبث تحليلات جدلية حول أولئك الذين أدركهم الموت بأنهم إما قد سقطوا على الأرض أو للأرض شهداء، أو انهم قد ارتقوا الى السماء شهداء، ويكون الترجيح للمحلل الذي يخاف الله، وينتهي ذلك الجدل بأنهم ارتقوا للسماء— ثم يقوم بنشر هذا التصميم.
أما الفئة الأولى، والتي أُحِبْ مشاهدتها، ليس لشيء، إنما لأنها الأغلبية، ولأنها تعبر عن نبض الضفة بشكل جوهري: يعود معظم أفراد هذه الفئة الى عام 1987 الكلاسيكي، فينتقون من أغاني الإنتفاضة ما يعجبهم؛ يبايعون آبائهم، الذين أدركتهم الشهادة في أعوام الإنتفاضات، على "إنتفاضة شعبية"؛ يحلفون بأرواح أجدادهم أنهم إختاروا هذا الوطن "حُبّاً وطواعيا"؛ يهتفون بصوتٍ جهور في منشورات "فيسبوكية" لهم: "شدي إنتفاضة شدي" وعندما يصل الهتاف الى "يا شعبي شد الأيادي..."، يُفترض أن يكون ذلك "خلف القيادة"، ويفترض أن يكون شعباً واحداً؛ يحذفها حشد المقاومين، ويقرروا أن يكون حينها الشعب واحد، ربما بـ"المولوتوف" أو "المقليعة" أو "الحجارة"... وأغلب الظن أن يكون ذلك إلكترونياً بإمتياز!
وأنت، أيها المسكين، لن يسلبوك وطنك وأنت على أريكتك..، ستختاره "حباً وطواعيا" كما في أغاني "مارسيل خليفة"، وستفرط في الأمل لأنك تمشي "منتصب القامة"، ولأن هناك "إنتفاضة شعبية" ضد كل "الصهيونية"، وحينما ترتقي بك المشاعر الى مستوى الغضب ستحث كل "جماهير الأرض المحتلة" على الثورة، ستنشد بكل ما لديك من عزم: "فليمسي وطني حراً، فيرحل محتلي؛ فليرحل..."؛ سوف تفرط في الأمل كما أفرطت به "فيروز" عندما أصرت كل الإصرار بأنه "في أمل". وعندما يعود لك صوابك ستكتئب كالـ"السياب" وتبوح على لسانه بِـ"واخيبتاه، ألن أعيش بغير موت الآخرين"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا