الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن دواعش إسرائيل مرة أخرى !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 7 / 31
القضية الفلسطينية


قم بقتل وتدمير الآخرين غيرك، أو فلتجعل منهم عبيداً لك، أو فلتقم باستغلالهم – من ميثاق الجيتو اليهودي في روسيا أوردها الكاتب دوتستويفسكي في مقالة له عن المسألة اليهودية.
----------------

قبل الحادثة المروعة لإحراق الطفل علي دوابشة 18 شهراً، كنت قد نشرت مقالة بعنوان " وماذا عن دواعش إسرائيل ؟؟! "، تساءلت فيها عن الصمت المخيف لإسرائيل على جرائم اليهود المتدينين. في الحقيقة أن اختزال هذا الأعمال في شيء هلامي باسم " التطرف " هو محاولة للتهرب المخجل من البحث والتفكير في جذور الجرائم، والتي أعتقد أنها جرائم نابعة من أيدلوجيا دينية وعقائد بدائية بالية.

هذا اليوم نشر المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن إيشاي مقالاً في صحيفة " يديعوت " يفند فيه بصراحة غير مسبوقة ظاهرة " الجهاد اليهودي " مقابل " الجهاد الإسلامي " !

صب الكاتب بن ايشاي جام غضبه على كل شيء تقريباً، بدءا بالكنيست وتشريع القوانين وليس انتهاءا بالمناهج التي يعلمها المتدينون في مدارسهم خروجاً عن مناهج وزارة التعليم.
يقول الكاتب ( لو كانت المحاكم في إسرائيل تصدر أحكاما بالسجن لفترات طويلة كما تتعامل مع الفلسطينيين لكان بالإمكان تخفيف هذه العمليات ، لو كان بالإمكان اعتقال النشطاء منهم اعتقال إداري لفترات طويلة كما يتم اعتقال الفلسطينيين لكان بالإمكان تخفيف هذه العمليات ).
وأضاف ( لو يتم ملاحقة قانونية للحاخامات الذين يحرضونهم ويمنحوهم المبررات والدوافع لتنفيذ هذه العمليات الإجرامية لكان بالإمكان التخفيف منها ، لو يتم مراقبة مناهج التعليم في المدارس الدينية ووقف كافة التعاليم التي تتناقض مع منهاج وزارة التربية والتعليم ، ولو تم تطبيق مبدأ من لا يلتزم من المدارس الدينية بسياسة ومناهج التربية والتعليم لا تتلقى موازنات من الحكومة، لكان بالإمكان التخفيف من هذه العمليات ومن أعداد المتطرفين ).

أما لماذا لم يتمكن المحلل العسكري من الحديث صراحة عن المساواة أمام القانون، فهو لأن المساواة بنظر الدين اليهودي المتدين " كفر وضلال "، فالآخر هو مجرد ( جوي ) والإنسان الوحيد عند الله الذي يحق له الحياة هو " اليهودي " لأن اليهود " شعب الله المختار " وباقي الأمم يجب أن يكونوا عبيداً لهم ! رون بن إيشاي يخشى مسدس عامير !

لا يمكن بالطبع إنكار كتابات جدعون ليفي وعميرة هاس الإنسانية فيما يخص المساواة والعدالة بين العرب واليهود، ولكن قلة فقط من الجمهور الإسرائيلي تؤمن بالمساواة في ظل مجتمع يميني ديني غارق في التطرف.

يشار أنها المرة الأولى التي يسارع بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى استنكار الحادث وتعزية العائلة بمصابهم الأليم، ولأول مرة يتم نقل المصابين بطائرة عسكرية إلى مستشفى هداسة بالقدس، وللمرة الأولى لا يصرح مسؤول إسرائيلي بأن مرتكب الحادث شخص " مختل عقلياً " ! فهل يظن نتنياهو أنه بذلك يغطي على جرائم حكومته بتحويل المخصصات المالية لمدارس المتدينين من موازنة الدولة ؟؟!

الرئيس أبو مازن هدد بالتوجه إلى محكمة الجنايات، وحماس دعت إلى مسيرات الغضب تنديداً بالاعتداء الآثم، فيما طالبت أصوات أخرى بالانتقام الفوري العنيف من المستوطنين.

الحرب ضد العنصريات والأيديولجيات ما زالت في بدايتها، فإذا كانت إسرائيل جادة في التوصل إلى سلام حقيقي وعادل، فلتقطع الحكومة عن مدارس المتدينين المخصصات المالية، وليتم معاملتهم كإرهابيين بأحكام قاسية تحقيقاً لمباديء المساواة والعدالة، فالأرض للشعبين وليست للإسرائيليين وحدهم !

العنصرية هي مجرد أفكار مغلوطة نابعة من نرجسية الإعجاب بالذات بصورة مرضية، وهكذا كانت العنصرية النازية التي اعتقد أصحابها بتفوق الجنس الآري، وهكذا اعتقد الفاشيون في إيطاليا، ومثلهم اعتقد العرب أنهم خير أمة في الكون، وكذلك فإن العنصرية اليهودية لدى اليهود المتدينين تعتقد أن اليهود هم أفضل شعب في المخلوقات وأن باقي البشر ( الجوييم ) يستحقوا أن يكونوا عبيداً لهم !

لكن لمقاومة العنصريات لابد من التنوير، الصدمات والصعقات الذهنية ونشر ثقافة الفكر الناقد للتراث هي أمور ستشكل محورا للثورة الثقافية القادمة التي لن تبقي حجراً على حجر بما في ذلك العنصرية اليهودية وخرافة وجود " شعب يهودي " وما يتمخض عن ذلك من أفعال يندى لها جبين الإنسانية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حذار من الخلط
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 31 - 18:27 )
تحياتي للزميل عبدالله
الدواعش هم أبناء -الصهيونية الدينية - ، أو المتدينين القوميين الذين يسعون لتسريع قدوم المسيح المنتظر . وهم في الغالب الاعم من المستوطنين في الضفة الغربية .
الأحزاب الدينية الارثوذكسية وعلى عكس المتدينين القوميين ،فهي -تنتظر- قدوم المسيح ولا تعجل -فرجه - .
الكراهية للفلسطيني هي الأيديولوجيا الرسمية للمستوطنين وحزبهم (البيت اليهودي ) .وهو شريك كبير في حكومة نتانياهو .
يجب توضيح هذه النقطة فليس كل متدين مشغول -بخلاص- ارض إسرائيل وتخليصها من ايادي المعتدين الفلسطينيين .فالارثوذكس المتزمتين يضعون التوراة في راس اهتمامهم ، بينما المتدينين القوميين يضعون ارض إسرائيل في راس سلم المقدسات . لذا فكل عمل بما فيه حرق البيوت على رؤوس ساكنيها ، هو امر مشروع بهدف طرد الفلسطيني الغاصب .وللتذكير فبيت العائلة المنكوبة هو البيت رقم 15 الذي قام المستوطنون بحرقه على رؤوس أصحابه .
الفكر القومي الديني خلق حركات فاشية يهودية معروفة ومشهورة وهي مجموعات -تدفيع الثمن - التي تعيث فسادا في حياة واملاك الفلسطينين ، ناهيك عن عدم تنفيذ القانون على هؤلاء الفاشيين .
لذا اقتضى التنويه


2 - تحيه للكاتب وتحيه للمحلل العسكري رون بن إيشاي
ضرغام ( 2015 / 7 / 31 - 18:42 )
تحيه للكاتب وتحيه للمحلل العسكري رون بن إيشاي
المقال جاء في وقته تماما، حان الوقت لتضع البشريه حدا للجرائم البربريه بأسم ألدين وبسبب الإلهه التي يوئمن بها كل علي هواه
أيها الموءمنون، جتكم ستين نيله في أيماناتكم
الأنسان يعلو ولا يعلي عليه
أنتهي التعليق


3 - تحياتي زميل قاسم محاجنة
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 7 / 31 - 19:02 )
شكرا للملاحظة وعلى العموم الرأي العام الفلسطيني بدأ يعي الفارق بين اليهودية كدين والحركة الصهيونية التي استغلت الدين وحولته إلى قومية .. وهؤلاء من تقصد بهم القوميين الدينيين الذين يعجلون عودة المسيح ..وكل الجرائم التي وقعت وتقع في فلسطين فإن الصهيونية هي المسؤولة عنها .. ملاحظة: توجد حركات يهودية قوية منها ( الصوت اليهودي من أجل السلام ) الذي يدعو لدولة واحدة ويوجد تجمع ( دولة ديمقراطية واحدة ) وكل هؤلاء من يهود العالم لا يؤمنون بخداع الحركة الصهيونية ولا يؤمنون بضرورة وجود دولة خاصة باليهود.


4 - اذا هناك عقبتين أمام قيام
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 8 / 1 - 08:33 )
الاخ عبدالله ابوشرخ-تحية لك لتناولك- شريحة من دواعش اسرائيل التي ترتكب الجرائم بحق الفلسطينين وتحظى بدعم حكومي ولهم حخاماتهم ومدارسهم التي تؤصلهم على الديانة اليهودية الحقة-التي لاتقبل الا بابادة الفلسطينين-اذا هناك عقبتان تقفان حائلا اما م قيام دولة موحدة وديموقراطية وعلمانية بين العرب واليهود في فلسطين وهاتان العقبتان- دواعش الفلسطينين ودوعش اسرائيل
ولك التحية والاحترام مجدادا


5 - العزيز عبدالله أبو شرخ
ضرغام ( 2015 / 8 / 1 - 11:38 )
رغم انني أري أن بيننا ارضيه مشتركه في الفكر والاهداف الأنسانيه، لكن، وعلي مايبدو، فأن تعليقاتي أعلاه وعلي مقالك الماضي لاتروق لك لسبب أو لآخر...لايهم، سوف لا أزعجك بتعليقات في المستقبل، لكن ثق انني أثمن جهودك التنويريه غاليا. مع وافر التحيه

اخر الافلام

.. منير كشو: هل -الحريات الفردية- ضرورة للديمقراطية في العالم ا


.. -في أعماق النهر-: حين يدمر قرش ضخم باريس قبل الألعاب




.. شاهد كيف تصرفت فتاة عندما انفجر جهاز كمبيوتر معها فجأة


.. مسؤول أميركي يؤكد دعم تحرير الرهائن..ووسائل إعلام تقول إن وا




.. تحديات كبيرة تواجه الجزائر في توفير استهلاك المواطنين للمياه