الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمر الروحي والعمر الزمني .

عليا محمد علي

2015 / 8 / 1
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


منذ طفولتي كتب قارئة نهمة , ربما قرأت وبدون مبالغة أو فخر الآف الكتب والأصدارات ولكل الثقافات وبكل تنوعاتها وحتى الخربشات على الجدران , وما كان ليفوتني أحياناً حتى ما ينشر على شبكات التواصل الأجتماعي من كتابات على جدران العقل أو القلب , عيني تبحث عن أي حرف له نية الأرتباط بحرف ليكوّن كلمة مفهومة .. فجملة فسطر وهكذا !
القراءة كهاجس والتعلّم كهدف يحكم حياتي بقبضة من نار متوهجة أن لسعت او أضاءت .. ليس مهماً ! المهم أني حاولت جاهدة أن أفهم لغة الحياة ! التي تبدو معقدة أو مركبة أو بسيطة وفقاً للكثير من المعطيات
حاولت فهمها بعيدأ عن التنظير السقيم ونظريات العلماء والفلاسفة وقصص الخلود !
كانت الصفحات تمرّ على يومي كما يمرّ صحن الطعام , فللجوع صور متعددة لا يحكمها الرغيف وحده , مما ولّد لي فلسفة خاصة في الحياة , كما للجميع بكل عناوينهم فلسفتهم الخاصة التي قد تنتج عن تراكماتهم الخاصة والتي قد يضربها على حين غرة موقف بسيط , يقلب عاليها سافلها !
فلسفة قد تنتج عن الأيمان أو عدمه أو عن الأحتكاك بالظلم أو العدالة أو الفقر والغنى , أو الأشباع الغريزي أو الروحي للحاجات من عدمه .
وجدت أن العمر الروحي يتعلق كثيراً بالأفكار الأيجابية التي نتدبرها مفكرين غارقين بالوحدة والتأمل ، فلا عُمر روحي لدينا بدونها .
أنفرد وعش لوحدك بعض الوقت كل يوم ، راجع أجندة عقلك وقلبك وخيالك ، ليكن مجنوناً هذا الخيال ، لا بأس لأنه سيجعل مناعتك الجسدية والنفسية عالية ، فكر بالماء وأنت تشربه وتخيل كبف يروي أغصانك ، ولتتنفس روحك قبل رئتيك ، ولتأكل بعينيك قبل فمك ، حاول أن تضيف بعض الدقائق الروحية ليومك وليكن لك منها نصيب كي تقوى على أبتلاءات الحياة , لابأس في أن تطير مع .. فكرة , أو ترقب جناح طائر يرفّ , أو ترى وتشعر بحبات السكر وهي تذوب في فنجانك !
لاتقف على الأرض بقدميك فقط بل بتفكيرك بفائدتهما لك , أو لتقف على ساق واحدة لبعض الوقت لتشعر بنعمة الساق الأخرى !
كن نظيفاً معطراً طيلة الوقت , وكأنك على موعد ! فحين يجتمع االظاهر الجميل مع روح طاهرة تبدو وكأنك قادم من كوكب أخر ينظر اليه الجميع , بأعجاب وتعجّب .
ثرثر مع نفسك بعيدأ عن الضوضاء التي من حولك وليكن عقلك اليقظ حارساً لك وسداً بمواجهة المؤثرات الصوتية والبصرية التي تلوث يومك وتُضعف مناعتك ، عمرك الزمني يكون قصيرأ أن لم يكن لك عمر روحي طويل ، كلما قضيت وقتاً لذاتك ستقضي عمرأ أطول مع الأخرين ، مقدار صبرك على الوحدة والتفكر ستكون هي مقدار صبرك على مايعتري زمنك وزمن الأخرين ووفقاً لعقارب الساعة من ويلات وخيبات ، فلا راحة في الدنيا ، بل سعادة لحظات حاول أن تطيلها بعمرك الروحي المتين .
لاتأكل فور شعورك بالجوع ، تمهل كي تشعر بعدها بمتعة الطعام أو لتشعر أن شعورك بالجوع كان زائفاً وربما تكتفي بقدح من الماء ، الوجبات الثلاث ليست قانوناً يومياً ! أنتبه الى الى أن الموسيقى تساعدك على أجتياز بعض العثرات .ساعد روحك على النهوض بذات قدميك التي تمارس بها رياضة المشي . وأكتب مشكلتك على ورقة وأرسم منطلقاً من قلب المشكلة سهاماً تكتب عليها بعض الحلول , أجعل روحك تخاطبك ففي ذلك فائدة كبيرة كي تكونا على صداقة دائمة .
عمرك الزمني مرهون بهذا الأرتباط وهذه الصداقة مع عمرك الروحي , أضف سنوات الى حياتك وعمرك الزمني ولاتضيع فرصتك في التغلب على من يحاول كسرك ، وأحياناً ذاتك ذاتها تكون وسطاً مُعادياً , نتيجة الملل والخيبات والمحيط المحبط . كن جميلاً نشيطاً قويا في عالمك الخاص الذي سريعاً ما سينعكس على عوالم الأخرين .
اخرج نورك الداخلي لينعكس على مرآتك الخارجية وليتفق محورك الطولّي مع محور الأرض ..
كن كوكباً في زمن النجوم التي تأفل سريعاً !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقدير لشاعرتنا المبدعة
عبدالرحمن الجبوري ( 2015 / 8 / 2 - 23:32 )
يتجلَّى المقال بلغة صوفية، فيها وجدنية العمر وهيبة الروح وبهاء الزمن، ذاك ما يميز الليل أو النص. إنها تخترق الأُلْفَة وتدفع نحو أفق الغرابة والإدهاش بمقدار دهش خصوصية التجربة التي تحياها روحها؛ ذلك أن الفص المعمق لقلب الصوفي، يصف ما لا يلمس؛ أن يرتأي ما لا يقال؛ اولا يكتب الا بالوجد. إنها شاعرتنا، ترقم وجد التحليق على زمن الماء، تكتب بلغة تتفجر فيضا وجدانيا، بصمت. هذه لغتها، دوما كالقلب، ربما، هو إعلان صمتها به، هذا الصمت المترهل بالحيرة؛ صمت تقوله لغة مبللة بـزمن الغيب والماء، بجمال نكهته المقدسة، المرتعشة من رغبة الروح في قول العمر المطلق لخلودها وصيرورتها. فصوفية قولها، وجدانية بلغة التنوع، إفصاح عن وتريات بلغة التأمل، ت تشهقه بجمع قراط الريح، ولغة العطر. تلك حيرة لغة صوفيتها، وسر بهائها في آن، هكذا البهاء تكتبه فينحفر على صومعة جسد المعنى الصوفي للزمن كأوشام شهية العمر وعن تلك الروح بحيرتها المقدسة، تنبث كالإشارة، تتدفق كلمات مبللة بمداد العمر الروحي المطلق. على أن العمر الزمني حيرة إشارة صوفية في ذاك التوتر بين المعنى المطلق واللامحدود والنسبي، هنا، عتبة المقدس لعبق ماتكتبه.يعم ب

اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر