الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دواعش الكهرباء

حسين علي الحمداني

2015 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا توصلنا الحكومة العراقية لحالة التظاهر؟ هل هي غير قادرة على تلبية احتياجات المواطن الضرورية وفي مقدمتها الكهرباء التي شكلت بئر فساد لا ينضب؟ والكهرباء تمثل( يد الشعب التي توجعه) وعلى ما يبدو إن حكومات ما بعد صدام ظلت تتبع سياسة صدام في هذا القطاع الحيوي وهي تدرك جيدا إن الكهرباء سلاح مهم ضد الشعب العراقي.
وفي عز أزمة الحر الذي هاجمنا بقوة تبرز أصوات لسياسيين تبرر أسباب انقطاع التيار الكهربائي ومن برجها العاجي تقترح ( خصخصة الكهرباء) وهذه الدعوة تعني هنالك من يشتري !! هم أنفسهم يقترحون ويشترون .
والقوى السياسية العراقية بكل أصنافها السنية والشيعية والكردية ليس من أولوياتها خدمة الشعب ، هنالك صراع سلطة ليس بين هذه المكونات بل في داخلها ،صراع كل طرف يحاول تصديره للطرف الآخر وكنت أخشى أن يتم إتهام المتظاهرين على الكهرباء في 31 تموز 2015 رغم قلتهم على إنهم (دواعش) ولعل الحكومة أو بعض أطرافها كانت تفكر بهذا لولا حكمة المرجعية ووقوفها إلى جانب الشعب في محنته كما وقفت من قبل مواقف كبيرة وكبيرة جدا.
وحتى الخطاب العام للقوى السياسية تغير بعض الشيء بعد خطبة الجمعة التي كانت عبارة عن رسالة دعم للشعب العراقي وتحذير قوي للحكومة بكل كتلها ومحاورها ، تحذير لخصته عبارة ( للصبر حدود) وربما ظنت القوى السياسية العراقية إن الشعب العراقي (خواف) لا يتظاهر ولا يثور ولا يضجر،شعب اعتاد كما يظن البعض أن يساق للمعارك ولا يخرج بتظاهرات إلا بتعبئة من هذا الحزب أو ذاك ..لهذا كانت تظاهرات الجمعة مرحلة مفصلية بين عهدين،الأول إن الشعب لم يعد يهتم بالعملية السياسية لأنها عبارة عن أكذوبة،والثاني إن صبر الشعب أنتهى وعليه أن يدخل عهد جديد وتشكيل حشد قوي لمواجهة حيتان الفساد التي بدأت تكبر،ولأول مرة في العراق منذ 2003 تخرج مظاهرات عفوية شعبية صادقة وحقيقية تعبر عن غضب شعبي على الحكومة بصورة عامة وليس الكهرباء لوحدها،الكهرباء قطاع من هذه القطاعات الفاشلة ،كما هي وزارة التربية ونسب نجاح الإمتحانات الوزارية ، وكما هو قطاع الصحة الذي لا يقدم للمواطن سوى سرير وحبة باراستول ، وكذلك البطاقة التموينية التي لم تعد تشكل أولوية لدى الحكومة ، ناهيك عن وزارات بكاملها لا تقدم لنا كشعب سوى اعباء مالية للوزير وحاشيته, نحن الآن دخلنا مرحلة جديدة يمكننا أن نسميها مرحلة تلاحم الشعب مع المرجعية الدينية التي تعد الآن الممثل الوحيد والشرعي للشعب العراقي بعد أن قررت الكتل السياسية أن تكون بعيدة عن الشعب .
أجد إن المرحلة الحالية تتطلب إنتخابات مبكرة طالما هنالك فشل حكومي بعد عام كامل على حكومة العبادي ،وأجد أيضا إن الفرصة قائمة للتغير بالطرق السلمية وعدم إضاعة الوقت حتى موعد الإنتخابات عام 2018 وهي بعيدة جدا.
نعم حكومة العبادي فشلت في تحقيق ما يحتاجه الشعب ، والبرلمان هو الآخر فشل في أن يمثل الشعب وبالتالي علينا أن نشكل قوة ضغط من أجل إجراء إنتخابات مبكرة في العراق تفرز لنا من يمثلنا حقا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي