الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


31/تموز ..يوم بروحية هادي المهدي

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



يعلم الشعب العراقي أن الوضع بأكمله أصبح خارجاً عن سياق العقل والمنطق، فلا مجال أبداً للوقوف في خندق بعيد عن الواقع المرير، في سلسلة من الأحداث المتكررة التي تنبأ بسقوط هذا البلد في وحل عظيم قد لا يستطيع أن يخرج منه أحد أبداً، كأننا نعيش في دائرة مغلقة، فيها من الفساد الشيء العظيم، فساد يعطي مؤشر بأن هذا البلد انتقل إلى رحمة الله و لم يتبق منه إلا مراسيم الدفن و إكرام الميت دفنه.


لقد وقع شبابنا في حيرة كبيرة من كل ما سبق...وبدء الوسواس يتسلل الى قلبه .. لماذا نتظاهر ونعتصم ونطالب بالأصلاح ومحاربة الفساد إذا كان كل من دخل " مجلس النواب والكابينة الحكومية " فهو امن ..ولماذا نعتصم ونتظاهر إذا كان كثير من بني شعبنا الأكارم سيبذلون الغالي والنفيس في سبيل تبرئة هؤلاء الفاسدين اللصوص بسب انتمائهم الخزبي او الطائفي في حين أن المنطق يقول أن أمثال هؤلاء يجب أن لا يجدوا من يدافع عنهم إذا جعلنا من الشرف والحق نبراسا لنا وأين هؤلاء في دفاعهم عن اللصوص والمخربين من حديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"....


كل هذا اليأس الظاهر منه والباطن، تأتي دعوة  "للتظاهر" من حيث لا تعلمون،كانما روح الشهيد هادي المهدي ابت الا ان تبعث م̷-;---;--ـــِْن جديد في نفوس شبابنا الواعي و تعطي مؤشر بأن البرزخ – هي الفاصل بين الحياة و الموت – يدور بطريقة عكسية، كأن روحه الطاهرة جائت لتشفي حراكنا المصاب بشلل وهمي،و يعود مرة أخرى الشباب للتحرك بدعوة أصبحت شبه رسمية للعراقين أجمعين، دعوة لا تقل أهمية – بنظري – عن دعوة كرامة وطن كمحصلة عن حالة نضال استمر لسنوات، انفجر فيها الشعب من بداية السطح السياسي الشريف (ان وجد) انتقالاً إلى العمق الاجتماعي، في لحظة تاريخية يرفض الكل فيها الوضع القائم بطريقة سلمية حضارية متكاملة الأطراف، تعطي مؤشر بأن العودة سوف تكون حاسمة من أجل إعادة إنتاج الحراك الشعبي بطريقة جديدة، دعوة تبدو معبرة عن حالة خلق أمل من أجل التغيير الممكن، دعوة لا تقف عند حدود كشف أوراق ومستندات تعبر عن حالة الفساد المزمن الذي يمر فيها هذا البلد، لأن الفساد في هذا البلد لم يعد يحتاج أي إذاعة، وحجم النهب العام والسلب مع سبق الإصرار والترصد وصل إلى مرحلة تحطيم أرقام قياسية، الفكرة الجوهرية تتمحور حول تجميع الناس من أجل خلق كتلة تاريخية قادرة على صنع التغيير بالوسائل الممكنة والسلمية، كتلة ترفع الغطاء عن آبار الغضب الكامنة في جوف هذا البلد، لذلك فأنني اتمنى ان تكون هذه الدعوة تؤسس إلى أرضية شبابية جديدة ساعية وراء طموح هذا الشعب بالتخلص من الفساد والمفسدين، لذلك لست منتظراً النتائج لمظاهرات يوم امس الجمعه ، يكفيني أن يكون هناك روح شبابيه ثوريه تعرف كيف تتحرك وتتجمع وعلى هذا الأساس تتشكل قوة دفع قادرة على تخطي حالة العقم الشديد في الساحة السياسية، التي أصبحت في الفترة الأخيرة لا تخرج عن سياق البيانات وتبادل الادور بمسرحية هزيلة الاركان كأن الله لم يخلق سواهم، الواقع يقول بأن التغيير لا يأتي إلا عن طريق حالة حركية واعية واسعة النطاق واسعة الجغرافيا، بمعنى أن تشارك كل الاطياف والمذاهب والاجيال والنخب وكافة الطبقات الاجتماعية بلا استثناء، يقابلها تحرك في كل المناطق من أجل خلق حالة وعي مجتمعي، قادر على إثبات حالة التغيير، وعلى هذا الأساس نعيد للوطن ولانفسنا حقنا وتسكن وترتاح الروح الطاهرة للشهيد هادي المهدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي