الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق إلى شنغال-2

بولات جان

2015 / 8 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الطريق إلى شنغال-2
بعض السرديات السريعة
قبل و بعد سقوط الموصل
في 9 من شهر حزيران سنة 2014 سيطر إرهابيو داعش و مقاتلو النقشبندية و ما سُمي حينها بجيش ثوار العشائر على مدينة الموصل و هرب أو انسحب أو انهزم عشرات الآلاف من الجيش و الشرطة العراقية من مناطق شاسعة من محافظة نينوى و الحدود مع سوريا و الحدود مع إقليم جنوب كردستان و خاصة مناطق المادة 140 المتنازع عليها.
السقوط كان مفاجئ و لكنه كان مدروساً و محسوباً جيداً و كانت مؤشرات ذلك كثيرة و لكن ما لم يخمنه الكثيرون هو هذا الانهيار السريع لكامل المنظومة الدفاعية و العسكرية و الإدارية للحكومة العراقية بهذه السرعة (المخزية).
تحذيراتنا التي سبقت السقوط
نحنُ كنا قبل السقوط بشهور عدة في حربٍ ضروس مع المنظمات الإرهابية في غربي كردستان و خاصة جبهة النصرة و أحرار الشام و داعش. الكل كان يكتفي الوقوف متفرجاً على هذه الحرب. ربما الكل كان يظن بأن هذه الهجمات الإرهابية ضد الشعب الكردي في غربي كردستان سوف تبقى منحصرة ضمن هذا الإطار و حبيسة الحدود و الأهداف.
في العديد من لقاءاتنا مع الكثير من الدول الغربية و كذلك جهات من حكومتي الإقليم و بغداد كنا نحذرهم بأن داعش لن تبقى ضمن إطارها الحالي في الحرب ضدنا بل الخطر سوف يلحق بكم جميعاً إذا لم تتدخلوا. قلناها مراراً و تكراراً بأن هذه النار التي تشعلها داعش في غربي كردستان سوف تتخطى الحدود و تصل إلى أبعد مكان.
الكل كان يعتقد بأنهم في مأمن من حرب داعش العمياء و كأنهم كانوا واثقين بأن العدو و الهدف الأوحد لداعش هو الشعب الكردي في غربي كردستان و بالتحديد وحدات حماية الشعب. كانوا ينسون أو يتناسون عن حقيقة هذه المنظمة الإرهابية التوسعية(الامبريالية).
الكل كان يعتقد بأن داعش ليست سوى محرقة لكل المتطرفين و بأن سوريا عموماً و غربي كردستان خصوصاً هي مكب لنفاياتهم الإرهابية و ساحة لكي يتخلصوا من كل متطرفي بلادهم. كنا نقول لهم بأننا ننظف زبالتكم التي ترسلونها أو تتغاضون عن ارسالها أو تفرحون للتخلص منها بتوجههم إلى سوريا و منها التوجه الى حدود غربي كردستان للموت هناك.
في الأيام الأولى من شهر حزيران حشدت داعش للكثير من قواتها و كثفت من تحركاتها المريبة بالقرب من الحدود العراقية- السورية و خاصة في منطقة الهول. شاركنا هذه المعلومة مع العديد من الأطراف المعنية في الإقليم و في بغداد. لكنهم قالوا بأن هذه التحشدات هدفها الهجوم على مدينة رميلان و تل كوجر و لا خطر على الطرف العراقي.
انعدام المناعة في العراق
و من الأهمية بمكان القول بأن وضع العراق السياسي كان سيئاً جداً في تلك الفترة و كذلك علاقات إقليم كردستان مع المركز بالاضافة إلى المشاكل الموجودة داخل الإقليم نفسه، و قضية تشكيل الحكومة و قضية نوري المالكي و الاحتجاجات في المدن السنية، كلها كانت كافية لإضعاف المناعة السياسية و العسكرية و الاجتماعية أمام أي هجوم إرهابي كاسح و الذي حدث بالفعل في الأسبوع الثاني من شهر حزيران و تمدد من الموصل الى تكريت و منها نحو الجنوب و الاقتراب من بغداد.
داعش كانت قد تسربت بكل قوة ضمن الاحتقان الطائفي للسنة و تحالفت مع العديد من التوجهات المختلفة و كانت تعبتر نفسهاً جزءاً من حملة إنقاذ السنة و إعادة أمجاد المقبور صدام و الانتقام من الكرد و الشيعة و كذلك السنة المتعاملين مع المركز (الصحوات).
ترسانة الأسلحة الأمريكية و الحسابات الخاطئة
سقوط الموصل و معها سقوط الآلاف المؤلفة من الأسلحة و أطنان الذخيرة و الآليات العسكرية و الأموال و الإمكانيات حولت داعش إلى وحش مسعور يخيف دول المنطقة و خلق القلق لدى الدول الغربية.
بعد سقوط الموصل أدرك الجميع بأن حساباتهم كانت خاطئة (استثني هنا الجهات التي كانت على اضطلاع بخفايا الأمور) و بأن منظومة المنطقة و خاصة الجيش العراقي كان هشاً و ضعيفاً جداً و كافة الأسلحة الغربية والأمريكية التي كانت قد سلمتها للجيش العراقي باتت في يد تنظيم إرهابي توسعي(امبريالي) متوحش.
ناقلات جنود، سيارات هيمفي مدرعة، كاسحات ألغام، مدافع مع عشرات الآلاف من قذائفها، مدافع دوشكا بكافة العيارات، البنادق التي لم تخرج من صناديقها بعد، سيارات، معدات حربية و عسكرية و اجهزة اتصالات متطورة، بالاضافة إلى الملايين من الدورلات التي كانت في البنوك العراقية. كل هذه الغنائم التي تركها الجيش العراقي خلفه و استولى عليها الدواعش كانت بمثابة قوة إنعاش كبيرة جداً لهذه المنظمة الارهابية. كانت داعش سوف تستخدمها فيما بعد ضد الشعب الكردي في روجافا و الإقليم.
انهيار سايكس بيكو
مع سقوط الموصل على يد الإرهابيين الذين دخلوا العراق من سوريا وبالتحالف مع الارهابيين الموجودين في العراق مع بعض الجماعات و العشائر على كلا طرفي الحدود، أعلنت داعش سقوط حدود سايكس بيكو. أنتهى الحدود بين سوريا و العراق مع سقوط الموصل و باتت الطرق مفتوحة بين حاضرتي دولة الأرهاب في الموصل و الرقة. توحدت البقعة الجغرافية (السنية) بين ما كان يسمى سابقاً بسوريا و العراق و باتت تلك الرقعة مسرحاً لما يُسمى بأرض (الخلافة) و التي أعلن فيها داعش في 29 حزيران البغدادي خليفة على الدواعش. و بات شعار (الدولة الاسلامية "داعش" باقية و تتمدد)، أساساً لاستراتيجية التنظيم الارهابي و كان الخطر وشيكاً على الجار الشمالي لهذه الخلافة الدموية.
يُتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري