الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصّتان ؟ لا... بينهما رابط .

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2015 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تحكي رواية التاجر الذي إشترى عبداً ، رآه عملاق الجثة ، فارع الطول ، مفتول العضلات ، و بعد أن سدد الثمن إلى البائع سأله عن أي عيب فيه . أجابه البائع أنه فاقد الغيرة لا يُستنهض ما لم يصعد عليه أربعون نكاحاً . لم ير الرجل في هذا العيب بأساً جدّياً . في رحلة من رحلاته التجارية جوبه التاجر من عصابة قطاع طرق لم تنفع معهم مقاومة رجاله إذ سقط الكثير منهم بين قتيل أو جريح ، وسلبوا كامل بضاعته ، والعبد ينظر و لا يُحرّك ساكناً . تذكّر التاجر قول بائع العبد وأراد إمتحان قوله ، فإستأذن من رئيس العصابة ، بعد تنبيهه إلى حال العبد وكيف لم يشارك في الدفاع عنه وعن ماله ، وطلب منه أن يعاقب العبد بأن يسمح لعصبته أن ينكحوا العبد واحداً تلو الآخر . فقبل رئيس العصابة طلب التاجر وأمر رجاله أن يفعلوا بالعبد ، وهكذا تناوبوا عليه حتى أكمل اللص الأربعون عمله فإذا بالعبد يستلّ سيفه ويبدأ بمحاربة العصابة ، فجندل مَن كان أمامه ونجا بعضهم هروباً من مصيرهم المحتوم ، وإستعاد التاجر ماله وبضاعته .

نعيش قصة ممثلي القوى المتحالفة الذين يسمَّون بالتحالف الوطني إذ حضروا إلى مكتب رئيس الجمهورية وبحضور رئيس مجلس النوّاب ليرشحوا إسم حيدر العبادي لتشكيل وزارة جديدة بدلاً من إسم نوري المالكي الذي أكدت أهليته ( وحده ) نتائج " الإنتخابات النزيهة جدّاً " . وقد عمت الفرحة العراق من شماله إلى جنوبه بعد أن تمكن التحالف الوطني أن " يحسم أمره " ويصل إلى هذا القرار . تمكن العبادي أن يجمع " أناساً " رشحتهم كُتل سياسية بدون الإلتزام بمعيار منطقي متعارف عليه في دول العالم ، بل بمعيار " التوافق " حسب المصالح لتحقيق أكبر مكسب مادّي للكتلة السياسية التي ينتمي إليها المرشّح لتولّي أية وزارة . وبالإستناد إلى هذا المعيار كسبت وزارة العبادي الأصوات اللازمة في مجلس النواب لتشكيلها . سنة مرّت ، وقائمة البلايا التي نزلت على العراق والعراقيين تطول ، ويطول تعدادها : إمتداد داعش إلى أكثر من ثلث مساحة العراق ، زيادة عدد النازحين والمهجرين على الثلاثة ملايين ، وعدم الجدية في معالجة ما يعانونه من جراء ذلك ، زيادة عدد النساء المختطفات والمغتصبات والمباعات في سوق النخاسة ، إستمرار جرائم الميليشيات الإرهابية في مناطق متعددة من العراق ، دعوة الحشد الشعبي لخوض معارك تحرير المناطق المحتلة من داعش دون توفير التدريب الكافي لأفراده ودون توفير التجهيزات والأسلحة والأعتدة الكافية لإنجاح مهمتهم ، عدم حل المشاكل المزمنة من فقدان الخدمات وتوفير الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب ، يضاف إليها عدم صرف رواتب وأجور العاملين في القطاعات الوظيفية الحكومية بضمنها الحشد الشعبي . كل هذا يحصل وحكومة العبادي لم تخطُ خطوة لمعالجة أي أمرٍ بصورة جدية ، بل أنها لم تخطُ الخطوة الأولى الواجبة بأن تحاسب أسباب تدهور الوضع وتحاسب المسببين ، بل هم لا زالوا يتقلدون أعلى المناصب ، ومستمرّون في تآمرهم على العراق ، والعبادي الأوّل مَن يعرف المتآمرين عليه والعاملين على إفشاله . لقد وجهنا رسائل مباشرة ورسمنا خارطة الطريق لإنقاذ العراق ومنع سقوطه في الهاوية التي يرسمونها له ، بأن عُد إلى الشعب وإستند إلى قواه المخلصة ، ولكننا لم نجد عنده الأذن الصاغية ، وها نحن اليوم إزاء إنتفاضة شعبية عارمة في جميع المحافظات تنادي بنفس الشعارات ، فهل يستجيب لنداء الشعب ، أم أنه ينتظر ساعة إنفجار ثورة تحرقه مع جميع طاقمه الذي أبى أن ينسلخ عنهم ، ويتبع ضميره وغيرته على مصلحة شعبه ووطنه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل