الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الشيوعية وما يجري اليوم بداخلها

فرج الله عبد الحق

2015 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بادئأً ذي بدء أريد إن أبرر أن سبب كتابتي عن هذا الموضوع هو هذا اللغط والاختلاط في الرد على السؤال المهم من هي الأحزاب الشيوعية؟
الجواب المبدئي هو كل الأحزاب المؤمنة بالفكر الماركسي اللينيني فكراً ومنهحاً، لا بالقول فقط فالشيوعية الأوروبية كانت تدعي الإيمان بالفكر والنظرية لكن في الممارسات كانت تبتعد بعد الشمس عن الأرض، مثال على ذلك الشيوعيين الطليان والأسبان.
إن التراجع في شعبية أحزاب الشيوعية الاوروبية المذكورة أعلاه وغيرها من الأحزاب كان ناتج عن تذيلها للبرجوازية الصغيرة المتمثلة بالأحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي أصبحت اليوم الممثل الحقيقي للبرجوازية، كما أن هذا التذيل جرها إلى مواقف معادية لشعبها، كاليونان الذي استغل فيه الحزب الحاكم جذوره "الشيوعية" لجر الشعب اليوناني إلى أحضان الرأسمالية بدل من قيادة الجماهير للخروج من ألأزمة الاقتصادية
كانت وما زالت السمة الرئيسية لعمل أي حزب شيوعي هي بالإصافه إلى فكره، الاعتماد على ذاته في تمويل نشاطه وحركته، ففرض الاشتراك على أعضائه، وسعى إلى جمع التبرعات من أصدقائه، كذلك كان يتلقى الدعم من الأحزاب الشقيقة خصيصاً من الرفاق السوفيت.
بعد الانقلاب على الاشتراكية، قطع الدعم من الاحزاب الشقيقة مما أدى إلى ظهور أزمات مالية في الاحزاب الشيوعية، في خضم المحاولات لحل المشاكل الاقتصادية في الحزب قام بإنشاء منظمات اهلية (غير حكومية) ففي فلسطين مثلاً أسس الحزب الإغاثة الطبية، الزراعية وغيرها من المؤسسات، التي لم تعتمد في ريعها على العامل الذاتي فقط بل أخذت في جمع التبرعات من مصادر مختلفة مشكوك أهدافها USAID مثلاً، وبدل من قيادة الحزب لهذه المؤسسات اقتيد منها، وهنا ظهرت ظواهر التحريف و الردة.
ما حصل بفلسطين حصل في الدول المجاورة بإشكال متنوعة لكن بنفس الجوهر، ففي الأردن مثلاً يعتمد على جمعيات خيرية منتجة لبعض البضائع التي تسوق بالسوق الأوروبية و الأمريكية، هذه الجمعيات تتلقى بدورها الإعانات المالية من مصادر تثير الشكوك، وهي مرتبطة بالسوق وسياسات الدول المستوردة والممولة، أما في لبنان فحدث ولا حرج، أما في الكيان الصهيوني، فليس سراً علأقة حزب ركاح بـ م,ت.ف المالية، والتي نلمسها بالدفاع المستميت عن المنظمة والسلطة على قاعدة أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما، كما نراها بالعلاقة العضوية مع حزب الشعب حيث تعتبر الاتحاد أحد منابر هذا الحزب.
كل ما سبق كان المقدمة للرد على تساؤلات بعض الرفاق و الأصدقاء عن نوعية العلاقة بين حزبنا الحزب الشيوعي الفلسطيني وبعض الأحزاب العربية والمحيطة بنا كالإسرائيلي مثلاَ؟
في الحركة الشيوعية العالمية هناك توجهان الأول ماركسي لينيني حقيقي أما الثاني فهو انتهازي، فالنقد البناء للأحزاب الشيوعية التي أقامت التحالفات مع قوى برجوازية صغيرة تقدمية في بلدانها دون الحفاظ على خصوصيتها ودورها الريادي أدى وسيؤدي إلى فقدان القاعدة الجماهيرية والثقة بالحزب هذا أولاً، أما ثانياً ذوبان الحزب في صفوف الأحزاب البرجوازية، أكبر مثال على ذلك ما حصل في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي أوصلته هرطقته إلى التخلي حتى عن الرمز "المنجل و المطرقة"، هذا النقد لم يؤخذ بعبن الاعتبار من هذه الأحزاب بل على العكس توغلت في مسيرتها التحريفية هذه، وأنشأت منابر بديلة عن الحركة الشيوعية كاليسار العربي والأوروبي المدعوم إما بشكل مباشرً من USAID، أو غير مباشرة من خلال مؤسسة روزا لوكسمورغ، التي تشترط قبول المدعوم بالتوقيع على وثيقة ادانة الارهاب كما تفهمه الامبريالية، أي تجريم نضال الشعوب. أما الإسرائيلي فليس سراً الدعم المالي المباشر من الراحل أبو عمار له مما أدى إلى تحول الاتحاد إلى بوق إعلامي له و لحركته
لقد رفض حزبنا العرض المقدم من قيادة المنظمة لدخولنا إلى المجلس المركزي و اللجنة التنفيذية مقابل دفاع الحزب عنها وعن السلطة، هذا الرفض كان وما يزال رغم الحصار الاعلامي والمالي، ناهيك عن الملاحقات و المضايقات اليومية للرفاق التي كان آخرها اعتقال رفاقنا في الشبيبة الشيوعية الفلسطينية,
هذا هو موقفنا و هذا هو حزبنا لا نساوم ولا نهادن نناضل كل يوم ونكسب احترام الشارع ولن يصح يا رفاق إلا الصحيح.
فرج الله عبد الحق










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تزكيه
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 8 / 2 - 14:31 )
ان كان حزبكم الشيوعي الفلسطيني لا يستعين ماليا ببعض الحركات المشبوه , ويطبق الفكر الماركيسي اللينيني ورافعا شعار المنجل والمطرقه , بفنا الاول المؤيدن له وخالعا قبعتي مع انحناءه له, سيروا على بركات القوى العماليه الفاعله ودافعوا عن مطالبهم بتحقيق كل الآهداف التي رسمتموها لهذه الطبقه المنتجه والتي تستحق كل التضحيات , اما بقيه الآحزاب الشيوعيه في البلدان العربيه ماوهو دورها؟ هل انها مهدانه لحكامها ام انها تعمل بمعزل عنها؟ وتطالب بتحقيق مطاليب طبقه العمال والفلاحين ؟ ارجوا ان تقيدونا مع التقدير


2 - ما هو الفكر الماركسي اللينيني ؟
جاسم الزيرجاوي( عبد الحسين سلمان) ( 2015 / 8 / 2 - 15:19 )
تحية للزميل فرج الله عبد الحق

وتحية ثانية ... عندما رفض الحزب العرض المقدم من قيادة المنظمة لدخولنا إلى المجلس المركزي و اللجنة التنفيذية مقابل دفاع الحزب عنها وعن السلطة،

يسئل الزميل عبد الحق:
من هي الأحزاب الشيوعية؟
ويجيب :
الجواب المبدئي هو كل الأحزاب المؤمنة بالفكر الماركسي اللينيني فكراً ومنهجاً،
ونحن بدورنا نسئل الزميل عبد الحق :

ما هو الفكر الماركسي اللينيني ؟

مع الشكر


3 - الرفيق فرج
فؤاد النمري ( 2015 / 8 / 2 - 16:56 )
أنت تؤكد أن حزبكم يتمسك بالماركسية اللينينية الصحيحة !!
كل الأحزاب تقول قولك حتى حزب خالد حداده في لبنان
كيف لك أن تبرهن أن حزبكم يتمسك بالماركسية اللينينية الصحيحة ؟
رفضكم المساعدة من منظمة التحرير لا يعني التمسك بالماركسية من قريب أو بعيد
عندما انتقدت بيانكم الأخير من موقف ماركسي أعرفه تماماً رددتم علي بغضب وبشتائم بدل أن تشكروني
على الشيوعيين الفلسطينيين بصورة خاصة أن يحاذروا من النازية الإسرائيلية التي تدفع بهم إلى الموقف الوطني دون أن يعوا
وشتان بين الوطني والشيوعي
خالد حداده وطني حتى عندما طالب الشيوعيين اللبنانيين بحمل السلاح لحراسة عصابات حزب الله الموغلة في دماء الشعب السوري وهو ما ذكرني بالجنود الأمريكان الذين كانوا يستأجرون الفيتناميين لحراستهم

تحياتي


4 - الماركسيه اللينينيه
عبد المطلب العلمي ( 2015 / 8 / 2 - 17:10 )

التعريف الابرز للماركسيه اللينينيه ،هو تعريف الكمنترن
اللينينية لا تتعارض مع الماركسيه بأي وجه من الوجوه. لينين هو تلميذ ماركس الأميز. دون الماركسية لا وجود للينينية. اللينينية أثرت الماركسية بتجربة الثورات الروسيّة الثلاث، على وجه الخصوص، وكذلك بتجربة عدد من الحركات الثورية منذ مطلع القرن العشرين إلى يومنا هذا. لقد أثرت اللينينة مذهب الماركسة العام بتطوير القضايا التالية
نظرية الإمبرياليّة والثورة البروليتارية
ظروف دكتاتورية البروليتاريا وآلية انجازها
العلاقة بين البروليتاريا والفلاحين
أهمّية القضيه القومية بشكل عام
أهمية وخصوصية الحركات الوطنية في البلدان المستعمَرة وشبه المستعمَرة بالنسبة للثورة البروليتارة العالمية
دور الحزب
تكتيك البروليتاريا في عصر الحروب الإمبريالية
دور الدولة البروليتارية في المرحلة الانتقالية
النّظام السوفييتي كتسجيد للدولة البروليتارية المعاصرة
مشكل الفئات الاجتماعية في البروليتاريا ودورها كمصدر للتجزؤ في الحركة العمالية إلى انتهازيين وثوريين وغير ذلك من مظاهره
التغلب على الاتجاهات الاشتراكية الديمقراطية اليمينية، كذلك الانحرافات اليسارية في الحركة الشي


5 - فصيلان أم ثلاثة
حسن نظام الدين ( 2015 / 8 / 2 - 23:57 )
الرفيق والزميل فرج الله
أعتقد أن كل حزب بما لديهم فرحون، بمعنى أن كل حزب يعتقد أنه صاحب الخط الصحيح
اليوم تتسم الحركة الام بالضعف عددا وعدة، خاصة في-الديار-الإسلامية والعربية، حيث مازالت الجماهير الواسعة تحلم بحل قادم من الغيب (خاصة فلسطين) وأيضا في أوروبا الشمالية وشمال القارة الأمريكية- كالعادة- وبعض بلدان شرق أوروبا
كما أرى أن الحركة انقسمت الى ثلاثة تيارات: اليمين المهلهل الذي يئن تحت وهم منهج الاشتراكية الديمقراطية. واليسار الحاد او المتطرف المتسم بشعبوية واضحة. ثم خط وسطي صحيح بشكل عام (غالبية الأحزاب خاصة أكيل، البرتغالي، التشيكي، الروسي، الإيراني، الكوبي ودول أمريكا اللاتينية)؛إذا نأخذ بعين الاعتبار الظروف الموضوعية والذاتية غير المواتية لتحولات جذرية آنية، كما يحلم الحزب الشيوعي اليوناني وتوابعه (إقامة السلطة الشعبية(!))؛ مثل الحزب الفلسطيني بالذات، التركي، البريطاني الجديد، اليوغسلافي وغيرها من الأحزاب الصغيرة، التي تعيش على المساعدة المادية والمعنوية من الحزب اليوناني، بهدف خلق خط متشدد في الحركة الأم بقيادة اليونانيين-هذا الخط بالذات هو ما يعبر عنه الرفيق الفلسطيني هنا


6 - فصلان لا ثلالاثة
فرج الله عبد الحق ( 2015 / 8 / 3 - 10:23 )

الرفيق و الزنيل حسن نظام الدين
تقسيماتك للأحزاب أعجبتني لكنها لا تمت للواقع بصلة للأسباب التالية:
أولاً لو كان الحزب الشيوعي اليوناني قادر على تمويل الأحزاب المذكورة لما اضطر لبيع إذاعته و تلفازه لعدم مقدرته المالية ليحولها إلى رقمية.
ثانياً بما يخص حزبنا لو كان لنا الدعم المذكور لكان لنا مكاتب و صوت إعلامي اكبر مما هو عليه اليوم.
ثالثاً: بالنسبة للأحزاب التي تسميها أنت بالوسطية وآخذ للمثال أول حزب ذكرته وهو أكيل لأسأل كمتتبع للأحداث لماذا خسر أكيل السلطة؟ و الجواب بسيط لأنه لم يحاول تغيير علاقات الإنتاج في قبرص بل على العكس اتبع وصفات الاتحاد الأوروبي و البنك الدولي لحل الأزمة الاقتصادية فيها، ولأنه بنى علاقات سياسية و اقتصادية مع ممثل الإمبريالية في المنطقة إسرائيل على حساب علاقاته مع الشعوب العربية، ما عنيت في المقال كأنبا عن الأحزاب ذو الخط الانتهازي هي نفس الأحزاب التي ذكرتها كأحزاب وسطية. في الولقع يا رفيق هذه الأحزاب هي مشروع مهللين للبرجوازية.


7 - الرد
فرج الله عبد الحق ( 2015 / 8 / 3 - 11:24 )
الرفيق البلشفي فؤاد ألنمري
شكراً على مرورك وعلى نقدك الذي نقيمه ونعتز به. إننا يا رفيق واعين تماماً للنازيين الأسرائيلين ولن تجعلنا استفزازاتهم نفقد البوصلة أو تحيدنا عن مبادئنا الشيوعية.
أما الأحزاب الأخرى كاللبناني وحزب الشعب الفلسطيني فهي كما تعرف أكثر منا وتعلن في أدبياتها
أنها تعمل من اجل العدالة الاجتماعية وليس الاشتراكية العلمية. أما نحن يا رفيق فسنواصل نضالنا على طريق لينين العظيم من أجل الوصول إلى الاشتراكية التي خط معالمها مؤسس الاتحاد السوفيتي لينين وبانيه ستالين.
لكن هذا لا يمنعنا كشيوعيين من أن نكون وطنيين، فلا خير فينا لطبقتنا العاملة إن لم يكن فينا الخير لوطننا .
مع تحياتنا ألعطره،


8 - سمة العصر ليست ثورية في الوقت الحاضر
حسن نظام الدين ( 2015 / 8 / 3 - 12:37 )
عزيزي الرفيق فرج
ها قد افصحت عن واقع منهج حزبكم وأحزاب مماثلة لكم، الموجودين في خانة التيار اليساروي، الذي ينطبق عليه اطروحات لينين في كتابه الموسوم (مرض الطفولة اليساري في الشيوعية)، حيث ينتقد فيه العبقري لينين المواقف الحادة في التطبيق والنظرية أحزاب فقدت صبرها أمام التحرك الموضوعي البطيء للتاريخ، لتعطي بوصلتها للارادوية بجانب الخلط بين الاستراتيجية والتكتيك! وما هو هذا التيار إلا نسخة لما كان عليه بعض الأحزاب الشيوعية في عهد لينين؛ مثل الحزب الشيوعي الألماني في وقته. فإذا كانت الأحزاب المذكورة والعريقة بجانب أحزاب لم أذكرها لضيق السانحة، في اسيا وافريقيا والشرق الأوسط وهي الأكثرية، اذا كانت كلها -بتقديركم- انتهازية واشتراكية ديمقراطية، فماذا بقت من الحركة العالمية للأحزاب الشيوعية. نعم الاختلاف الفكري بل الفلسفي واضع بين التيارات. أما بالنسبة لنقدك لحزب اكيل، فإن من يده بالماء غير من يده في النار.. فهذا الحزب الذكي قد جرب السلطة وشخص الوضع المحلي والاوروبي والعالمي تشخيصا ماركسيا وليس تشخيصا عاطفيا.. مثال الشيوعين اليونانيين وطريقة تعاملهم الانعزالي والموتور مع المعضلة اليونانية


9 - الحقيقة تبقى
فرج الله عبد الحق ( 2015 / 8 / 4 - 11:19 )

عزيزي الرفيق نظام الدين
لو كان لينين حياً لقام بانتقاد مواقف هذه الأحزاب، ليس بسار طفولي من ينتقد مواقف ستوصل هذه الأحزاب وشعوبها والعالم بأسره إلى طريق مسدود. أما عن اليونان أقول طرح حزب سيرزا الاستفتاء على السؤال التالي هل توافق على المشروع المطروح من الدائنين أم لا؟ ونعرف ماذا تعني نعم من سياسات تقشفيىلكن هنا أسأل سؤال مهم ماذا يعني التصويت بلا؟ أي ما هو البديل المقدم من قبل الحزب الحاكم للخروج من الأزمة؟ الجواب هو برنامج ال47 صفحة المقدم إلى الدائنين و الغير معروض على البرلمان اليوناني أصلاً الذي لا يتساوى مع برنامج الدائنين فقط بل يزيد والذي ظهرت معلام بالاتفاق الذي تم توقيعه.
إذاً بعد رؤية الشيوعيين اليونان ومعرفتهم النظرية و العملية للواقع الانتهازي المخادع للحزب الحاكم أوصلهم إلى رفض كل من العرضين عرض الثلاثية الدائنة وعرض الحكومة التقشفيين. موقف الشيوعيين اليونان هو لا للبرامج التقشفية نعم لاتباع سياسة مستقلة،نعم لسيطرة الشعب على مقدراته، الموقف الموتور هو موقف من اكتشف أمره ويحاول الاختباء خلف مبررات كاذبة:

اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور