الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الانبطاح الايرانية

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تعمل الحكومة العراقية على تفعيل مبدأ الانفتاح على الاخرين وفتح افاق الحوار الايجابي ,وقد سمي هذا التوجه من قبل الرافضين له بسياسة الانبطاح ,ويبدو ان المنتقدين يرون السياسة الايرانية وهي تتبع نفس المبدأ والمنهج سياسة صحيحة ولاغبار عليها فيما هم يرفوضنها عراقيآ وهو نوع من الازدواجية في الخطاب السياسي ,عربيآ ترفض دولآ مهمة مثل المملكة العربية السعودية وحلفاءها العمل وفق هذا المبدأ ,تفاوض الايرانيون سنوات طويلة وبصبر كبيروعملوا ايضآعلى كسر التوازن العسكري على الارض ,وقد شكل الاعتماد على الذات تحديآ كبيرآ للدولة الايرانية التي خرجت قوية عسكريآ ومنتصرة دوليآ عبر السياسة التي اتبعها الرئيس روحاني وفريقه الحكومي ,وهذا النوع من السياسة الهادئة والمتزنة عامل مفقود في العقل السياسي العربي بصورة كبيرة ,ومن المعروف ان العرب وقعوا اخطر الاتفاقيات واشدها تعقيد خلال اشهر معدودة وعبر الاستسلام للظغوط والاملاءات من الدول الكبرى ,في العراق مثلآ وقد بدأنا الحديث به يقف الخط المتشدد موقفآ صارمآ تجاه سياسات الحكومة الحالية القائمة على مبدأ الوسطية, ويبدو ان النضوج السياسي والرؤيا المتزنة للامور لدى السيد العبادي وفريقه الحكومي تمضي قدمآ في تحدي الضغوط الداخلية والاستمرار في حصد نتائج عملية الانفتاح الهادئة مع وجود تحديات كبرى على الارض ,فيما تكتشف القواعد الشعبية ان السياسة الحالية هي اكثر اتزانآ وعقلانية ومقدرة على حصد النتائج التي تصب في صالح الدولة العراقية رغم ان طبيعة الشعوب البحث عن النتائج الاقتصادية السريعة فقط وهذا ما يعقد الاموركثيرآ على حكومة السيد العبادي ويجعل بعض خطواته بطيئة جدآ ,ولاتبتعد المملكة السعودية عن الرؤيا المتشددة للأمور وهي التي تعمل وفق مبدا تعاقب الازمات في المنطقة وسياستها قائمة على التشدد والانغلاق وعدم القبول بمبدأ الحوار والانفتاح على الاخرين والحالة السورية المستمرة منذ سنوات عديدة والاحداث في اليمن واستمرارها دون هدف واضح ودون نتائج جيدة على الارض ومع مزيد من دماء المدنيين وتصلب في الموقف الرسمي السعودي يبين لنا وبوضوح مقدار تعنت وعدم وضوح الرؤيا وانعدام الوسطية في الفكر والعقل السياسي السعودي الذي هو جزء رئيسي من منظومة المجتمع العربي ,وقد اختلفت دول الخليج في هذا المسار حيث اتخذت البحرين والامارات موقفآ قريبآ من الموقف السعودي فيما اخذت الكويت وسلطنة عمان تنحو منحى اخر مختلف قائم على الحوار والجلوس حول مائدة التفاوض تحت شعار الجميع رابح ,وتبدو السعودية اقرب في سياستها الى الطريقة الاسرائيلية في معالجتها للقضايا الحساسة في المنطقة, وهي ومن خلال سياسة القصف الجوي في اليمن تضع قدمها وبقوة في طريق مليء بألكثير من المصاعب التي سوف تنتج مشاكل داخلية وخارجية للمملكة فيما يتغير موقف الدولة الايرانية تبعآ لمصلحتها وطبيعة صراعها مع الدول الكبرى, وهي تخطو خطوات واثقة وتزيد من فرص قبولها في المجتمع الدولي وتقدم درسآ جديدآ لساسة المنطقة العربية في فن الاعتدال السياسي الذي بدأ يفرض نفسه على واقع اصبحت فيه التوازنات متغيرة بأستمرار والدول العربية فيه مهددة بألكثير من الاخطار التي تزيد من تبعيتها واحتياجها للدول الكبرى التي تستغل هذه الاوضاع لزيادة مبيعاتها وارباحها, اعتقد ان التجربة الايرانية الناجحة هي بداية لمرحلة جديدة,وعلى الدول العربية مراجعة كل خياراتها ودراسة سياساتها واسدال الستار على مرحلة التشدد والانغلاق ومحاولة فرض الخطاب المذهبي على المشهد السياسي في المنطقة ,وهي تجربة زجت بها منطقتنا العربية عمدآ وبدأت نتائجها الكارثية تشمل الجميع ,والانبطاح حسب ما يصفه (بعض الساسة العراقيون) على الطريقة الايرانية هو افضل الطرق واقلها كلفة للوصول لنتائج ايجابية كثيرة ,وبتصوري ان العراق هو صاحب الخطوة الاخرى الجديدة وستنجح التجربة العراقية ان بقيت على خطها الوسطي الحالي مع ضرورة القيام بخطوات اخرى تجعل هذا البلد النموذج الثاني الذي ينجح في معالجة مختلف القضايا عن طريق الحوار والدبلوماسية ومن خلالها يكون بناء الدولة العراقية المتعددة الطوائف والمكونات في شراكة حقيقية ناضجة وليست شراكة شكلية كما حدث سابقآ,وربما ستكون التجربة العراقية القادمة هي مفتاح التغيير الحقيقي في القرار العربي القادم,وليست المهمة سهلة بالتأكيد ولكنها ليست مستحيلة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة